أجمعت قيادات فلسطينية أن عملية «الرصاص المسكوب» على غزة كشفت عن العدوانية والهمجية الإسرائيلية، وأن تل أبيب لم تؤمن يوما بالتسويات السلمية في تاريخها، مؤكدين أن حرب غزة عكست دموية النظام الديكتاتوري اليهودي المتعطش لسفك الدماء. وأفادوا في تصريحات ل «عكاظ» في الذكرى الثانية لحرب غزة، أن صمود الشعب الفلسطيني في وجه العدوان، يمثل رسالة عالمية أن الاحتلال لا يمكنه قمع النضال المشروع. وأوضح القيادي في حركة حماس سامي أبو زهري أن المقاومة الفلسطينية تصدت بقوة للآلة العسكرية الإسرائيلية، ولم تتنازل ولم تعترف بالكيان ولم ولن ترضخ للشروط الصهيونية. وكانت إسرائيل شنت في 27 ديسمبر 2008، هجوماً واسعاً على قطاع غزة استمر 22 يوماً، وصفه المراقبون بأنه الأعنف منذ عام 1967، وأسفر عن مقتل أكثر من 1400 فلسطيني وإصابة خمسة آلاف آخرين غالبيتهم من المدنيين، فضلاً عن تدمير آلاف المنازل والمنشآت المدنية والبنية التحتية. وأضاف أبو زهري أن الصهاينة فشلوا في القضاء على مقاومة الشعب، مؤكدا استخلاص العبر من حرب غزة، خاصة سلسلة من الانتهاكات الفظة والجسيمة للقانون الدولي الإنساني التي ارتكبتها تل أبيب، والتي يجب معاقبه قادتها كمجرمي حرب نظير ما اقترفوه من جرائم ضد الشعب الفلسطيني. أما المتحدث باسم حركة الجهاد خالد البطش ذكر أن إسرائيل تعتبر نفسها دولة فوق القانون، ضاربة عرض الحائط جميع المواثيق والاتفاقيات الدولية، لافتا إلى أن إسرائيل ارتكبت ولم تزل ترتكب بعد مرور عامين على الحرب، أفظع الانتهاكات والجرائم بحق الأسرى، المعتقلين، والمدنيين الفلسطينيين، دون رادع ودون ملاحقة أو محاسبة، مجددا المطالبة بتقديم قادة تل أبيب للمحاكمة كمجرمي حرب. وزاد أن المجتمع الدولي بصمته عن الجرائم التي ارتكبت في غزة، يعتبر شريكا، إذ أن الصمت الدولي عن هذة الجرائم أعطى ضوء أخضر أتاح للإسرائيليين الاستمرار في ممارساتهم العدوانية وشجعهم على التمادي في سلوكهم البربري. القيادي الفلسطيني نبيل شعث أقر أن حرب غزة بصمة سوداء، وعار على جبين المجتمع الدولى والدول الغربية التي تدعي الحرية، مؤكدا أن تقرير جولدستون شهادة ووثيقة دولية مصغرة عما قامت به آلة البطش الإسرائيلية ضد الشعب الفلسطيني، مطالبا سرعة رفع الحصار عن غزة وتعزيز الوحدة لمواجهة العدو المشترك. وأدان تقرير جولدستون قوات الاحتلال الإسرائيلي لمعاملتها اللا إنسانية للمدنيين بمن فيهم النساء والأطفال، واحتجازهم في أوضاع مزرية حرموا فيها من الطعام والشراب..