وصف سياسيون واقتصاديون مصريون، دعوة خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز، أمام قمة مجلس التعاون الخليجي، التي عقدت بالرياض، مؤخراً، لتحويل المجلس، إلى اتحاد خليجي، بأنه حدث تاريخي يؤكد عمق الرؤية الوحدوية لخادم الحرمين الشريفين، وحرصه على استلهام عبر التاريخ، والاستفادة من دروسه. وأكد د. حمدي عبد العظيم الخبير الاقتصادي ورئيس أكاديمية السادات سابقاً، أنها دعوة في غاية الأهمية لأنها تعتبر نوعا من أنواع التطوير والنهوض للأمام والتقدم والتعاون الخليجي والمجلس يطبق كسوق مشتركة بين الأعضاء، وعندها يتحول إلى وحدة اقتصادية فهي مرحلة أكثر تقدما لأنها في هذه الحالة تكون هناك سياسات كثيرة مشتركة وموجودة في الزراعة والصناعة والتجارة والسياسة المالية والنقدية وسياسات الإنتاج والخدمات والبيئة كما فعل الاتحاد الأوروبي ويكون هناك بنك مركزي موحّد لهذه الدول. ولعل «الاتحاد الخليجي» المرتقب سيكون هو بالفعل حائط صد قويا ضد هذه المخططات الإقليمية التي تركز على المكون العربي والخبرات التاريخية والثقافية من خلال كتابة الأنماط الاقتصادية والسكانية كلبنة أساسية لتكون اتحادا قويا ضد كل محاولات التشكيك والتهميش والاندثار. ولكن المشكلة هنا أن المفروض على تلك الدول كانوا يقومون بتنفيذ الاتحاد الجمركي لأنه إلى الآن لم يتم تنفيذه وهو خطوة سابقة عن الوحدة ولابد القيام بها ثم التحويل إلى الوحدة أو الاتحاد الاقتصادي لتوحيد السياسات لأن له آثارا إيجابية بالتجارة مع العالم الخارجي وزيادة الدخل القومي والاستثمار الأفضل وكذلك على العملات تكون أقوى من قبل الوحدة والتنسيق بين الدول وبعضها لتحقيق مصالح مشتركة خاصة في مجالات الثروة المعدنية والبترول والغاز والأنشطة الأخرى بحيث يكون هناك تكامل اقتصادي حقيقي بالإضافة إلى حرية انتقال الأيدي العاملة ورأس المال والسلع والخدمات داخل دولة الوحدة دون أية معوقات جمركية أو إدارية. دعوة مهمة يقول سفير الكويت بالقاهرة، رشيد الحمد: إن الملك عبد الله خادم الحرمين الشريفين يسعى دائماً لأن يكون هناك تآلف وتكامل ودعوة صادرة من القلب لأنه يكنّ كل الخير وهو قالها من منطلق الحرص على المنطقة العربية وللتعاون لكي يعطيها قوة أكثر وتنمية أكثر وخادم الحرمين الشريفين تكفل بهذه الدعوة براحة وتدافع أن تكون هناك نظرة أكبر من التعاون الموجود حالياً وذلك يزيد المنطقة قوة خاصة في المجال السياسي والاقتصادي ويساعد في بنائها وتنميتها وتطويرها. من جهته، يقول سفير فلسطين لدى مصر، محمد صبيح: إننا بالتأكيد نحتاج لكل تقارب عربي في الجامعة العربية ولابد لأي تقارب أن تدعمه وتعتقد أنه يصب في إطار الموقف العربي العام ولو نظرنا إلى المنطقة العربية بأثرها ولو نظرنا إلى المحيط وإلى العالم لتكونت لدينا صورة مهمة عن خطورة ما يحيط بنا لأن هناك أزمة اقتصادية قادمة وهناك طبول حرب تدق في المنطقة ومناورات وتصنيع عسكري على أعلى مستوى وفي أكثر من مكان وهذه المنطقة العربية مكان أطماع بلا حدود لموقعها الجغرافي والسياسي ومالديها من إمكانيات حماها الله بها، ولذلك هذه الدعوة جاءت في وقتها لتؤسس على تعزيز ما بعدها من خطوات ضرورية من أجل الموقف العربي على المستوى الاستراتيجي ونحن نثق بحكمة خادم الحرمين الشريفين ونقاء سريرته وحرصه على المصالح العربية العليا وعلى الشفافية التي يتمتع بها وعلى السمعة الطيبة على الإجماع العربي حول مكانته العزيزة الغالية العالية في الوطن العربي، ونحن نتمنى لهذه الأفكار والطموحات والاضطرابات أن تتحول لبرامج عمل في أسرع وقت ممكن لأننا نسارع الزمن في الحفاظ على أمتنا العربية القومية المهددة. توجه إيجابي من جهتها، تعتبر الخبيرة الاقتصادية الدكتورة يُمن الحماقي دعوة خادم الحرمين الشريفين بأنها توجيه إيجابي، وأن فكرة تحويل دون التعاون الخليجي هي في مصلحة التعاون نفسه فهذا لم يكن سهلاً لأن الدول العربية لم تصل بعد إلى الاتحاد الجمركي كما أعلنوا عليه من قبل وما هو القيمة لذلك الآن لأنه من المفروض قبل الإعلان الكامل للاتحاد لابد من التكتلات الاقتصادية أولاً وأن نتخطى مراحل منها التجارة الحرة ثم الاتحاد الجمركي ثم اتحاد كامل والسؤال المطروح: ما هي نتائج الاتحاد الجمركي؟ وهل نجحت هذه الدول فيه أم لا؟ مبادرة جيدة أما السفير جمال بيومي رئيس اتحاد المستثمرين العرب ورئيس برنامج دعم المشاركة العربية الأوروبية، فيقول: إن هذه مبادرة جيدة ويجب تشجيعها، وننتظر ذلك من الأخوة العرب وخاصة إذا كان جزءا من العالم العربي يستطيع أن يخطو مثل هذه الخطوات الهامة فلابد وأن يكون قادرا على ذلك . تطور طبيعي من جهته، أكد الكاتب الصحفي أحمد عبد الحكم مدير تحرير الأهرام العربي؛ أن تلك الدعوة هي بالفعل خطوة أساسية ومطلوبة في الوقت الذي يكثر خلاله حالات الاستقطاب الحاد سياسياً واقتصادياً في المحيط الإقليمي والعربي. والدعوة التي بادر بها خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز هي بالفعل دعوة تمثل تطورا طبيعيا لمجلس التعاون الخليجي، على طريق الوحدة الكاملة اقتصادياً وسياسياً. ولعل «الاتحاد الخليجي» المرتقب سيكون هو بالفعل حائط صد قويا ضد هذه المخططات الإقليمية التي تركز على المكون العربي والخبرات التاريخية والثقافية من خلال كتابة الأنماط الاقتصادية والسكانية كلبنة أساسية لتكون اتحادا قويا ضد كل محاولات التشكيك والتهميش.