أوضح صاحب السمو الأمير بدر بن محمد بن جلوي محافظ الأحساء أن الأحساء منطقة واعدة في مجال الزراعة والسياحة، حيث تحتضن كثيراً من مقوِّمات الاستثمار، مؤكداً أن المحافظة لا تعاني من وجود مشاريع متعثرة، مشيراً إلى تسهيل كافة الإجراءات، وتذليل العقبات؛ لأن وجود مثل هذه الاستثمارات كفيل بتوفير فرص وظيفية لأبناء المحافظة، وتنشيط الحراك الاقتصادي بها. وثمن سموه زيارة صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن فهد أمير المنطقة الشرقية لمحافظة الأحساء، وتدشينه عدداً من مشاريع الخير، مؤكداً أن ذلك يؤكد على اهتمام سموه بتلبية احتياجات المواطنين في ربوع المنطقة، وأن سمو أمير الشرقية مدرسة في الإدارة الناجحة على مدى ربع قرن، وهو عُمر توليه زمام الأمور في المنطقة الشرقية، حتى أصبحت منارة في التقدُّم، ليس على مستوى المملكة فقط، ولكن خليجياً وعربياً، جاء ذلك في حوار سموه مع مجلة إمارة المنطقة الشرقية«شرقية» التى تصدر اليوم. مشاريع الخير •قام صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن فهد بن عبدالعزيز أمير المنطقة الشرقية بزيارة لمحافظة الأحساء.. فما هي كلمة سموكم بهذه المناسبة؟ تأتي زيارة صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن فهد بن عبدالعزيز أمير المنطقة الشرقية لمحافظة الأحساء ضمن اهتمامات سموه الكريم التي تعوَّدت المحافظة عليها، لما للأحساء كبقية المحافظات من مكانةٍ مميَّزة، حيث كانت الزيارة حافلة بالعديد من المشاريع التنموية والحضارية، التي تصبُّ في نماء ورخاء المواطن امتداداً لتنفيذ توجيهات القيادة الرشيدة «حفظها الله» بالاهتمام بالمواطن في كل بقعة من هذه الدولة المباركة، كما كان لسموه زيارات لعدد من العوائل، التقى فيها بالمواطنين في جوٍّ ساده الحب والولاء، وهو نهجٌ قويمٌ يؤكد على العلاقة القوية والتلاحُم الكبير بين المواطن والمسؤول. العلاقة الإدارية •كيف يصف سموكم العلاقة الإدارية مع صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن فهد بن عبدالعزيز أمير المنطقة الشرقية، وصاحب السمو الأمير جلوي بن عبدالعزيز بن مساعد نائب أمير المنطقة الشرقية؟ صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن فهد بن عبدالعزيز أمير المنطقة الشرقية مدرسة في الإدارة والعمل الناجح، فقد شرفت هذه المنطقة منذ أكثر من ربع قرن بإدارة سموه، وتحقق لها العديد من المنجزات حتى أصبحت اليوم عاصمة للصناعات الخليجية، وبوابة شرقية مشرفة للمملكة، وقد أدار سموه الكريم هذه المنطقة المترامية الأطراف بكل كفاءة واقتدار، حيث يتمتع سموه ببُعد النظر والحِكمة، والنظرة الثاقبة، كما انتهج سموه إشاعة روح التنافس والتميُّز من خلال إطلاق العديد من المبادرات التي تكللت «ولله الحمد» بالنجاح، وأصبحت نموذجاً يُحتذى به، كما أن سموه على اطلاع دائم، ومتابعة مستمرة بأحوال المواطنين، وتفقد احتياجاتهم، ويؤكد في كل اجتماع على ضرورة خدمة المواطن وتوفير سُبل العيش الكريم له، والسعي إلى قضاء حاجاته بكل يُسرٍ وسهولة، والقضاء على البيروقراطية الحكومية من خلال تبنِّي العديد من الأفكار الفاعلة بما لا يُخلُّ بالنظام المعمول به في الدولة، أما صاحب السمو الأمير جلوي بن عبدالعزيز بن مساعد نائب أمير المنطقة الشرقية، الساعد الأيمن لسمو أمير المنطقة، فكان ولا يزال شخصية فذة يمتلك العديد من المقوِّمات النادرة، حيث يتحلى سموه بالخلق الرفيع، والتواضع الجمّ، والثقافة الإسلاميَّة العميقة، وهو قريب من الجميع، يُدير مسؤولياته بتوجيهات من سمو أمير المنطقة بكل كفاءة واقتدار، ويحرص سموه دائماً على ترجمة تطلعات سمو أمير المنطقة بشكل فعَّال، وقد تصدَّى لعدد من الملفات، واستطاع بحنكته أن يُحقق نجاحاً باهراً أشاد به الجميع. مقوِّمات النماء •تنعم المملكة «ولله الحمد» بكل مقوِّمات النماء والاستقرار والتي حافظ عليها الآباء والأجداد.. فما هي الكلمة التي توجِّهها سموكم لشباب اليوم؟ من نِعم الله على هذه البلاد أن وحَّد المغفور له «باذن الله» الملك عبدالعزيز «يرحمه الله» أرجاء هذه البلاد بعد أن كانت قِطعاً متحاربة يبغي فيها القوي على الضعيف، وتسودها الفوضى حتى جاء عهد المؤسس فوحَّد هذا الكيان على التوحيد الخالص لله، وجمع الشتات، وبنى كياناً شامخاً أصبح في سنواتٍ قليلة إحدى الدول المؤثرة في المحافل الدولية، وقد سار على نهجه القويم ملوك هذه البلاد «رحمهم الله» حتى هذا العهد الزاهر بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، وصاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز ولي عهده الأمين نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية «يحفظهما الله»، الذي كان فيه المواطن من أولويات هذه القيادة، وباتت طموحاتها ورؤيتها تفوق كل التوقعات، ولا يمكننا في هذه العُجالة حصر ذلك المنجز العظيم، الذي نشعر به ونعيشه، كما نعلم يقيناً مقدار ذلك الحُب الصادق، الذي تكنُّه القيادة لأبناء شعبها، فهي لا تدَّخر وسعاً في بذل كل ما من شأنه توفير الحياة الكريمة، والعيش الرغيد لأبناء الوطن، وواجبنا نحن أن ندرك هذه النعمة العظيمة التي منَّ الله بها علينا، وأن نعمل جميعاً على المحافظة عليها بالعمل والإخلاص والولاء والطاعة لقيادتنا الرشيدة، ولخير وطننا ومواطنينا. تقييم الأجهزة •كيف يقيِّم سموكم أداء الأجهزة الحكومية والخدمية في الأحساء؟ في ظل توجيهات سمو أمير المنطقة الشرقية وسمو نائبه، فإننا نعمل مع زملائنا في الأجهزة الحكومية لخدمة المواطن بكل أمانة وإخلاص.. ولا شك في أن العمل الحكومي بدأ في النهوض من خلال تطبيق العديد من المفاهيم الإدارية الحديثة، وتفعيل التقنية لتخفيف الأعباء على المواطنين، ومع ذلك فإننا نرى مع كل ما قدّم للمواطن فإنه يستحق المزيد، ولن نقول إننا راضون عمّا قدّم، فتطلعات قيادتنا وتوجيهاتها الدائمة تسبق كل ما نصبو إليه، كما أن توجيهات سمو أمير المنطقة، وسمو نائبه تصبُّ في هذا النسق، ونحظى دائماً بالدعم الدائم من سموهما، ولن نألوا جهداً في العمل لكل خير للوطن والمواطن. وقد أدار صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن فهد أمير الشرقية هذه المنطقة المترامية الأطراف بكل كفاءة واقتدار، حيث يتمتع سموه ببُعد النظر والحِكمة، والنظرة الثاقبة، كما انتهج سموه إشاعة روح التنافس والتميُّز من خلال إطلاق العديد من المبادرات. الباب المفتوح • سياسة الباب المفتوح هي إحدى وسائل التواصل مع المواطنين والمقيمين.. فما هي المواقف العالقة في ذاكرة سموكم؟ سياسة الباب المفتوح هي ميزة من المميِّزات التي تتحلى بها القيادة الرشيدة مع أبناء شعبها، فواجبنا نحن كمسؤولين بمختلف مناصبنا ومسؤولياتنا أن نفتح أبوابنا للاستماع، وحلّ كل ما يمكن حله، واتخاذ الإجراء المناسب فيه، وفي هذا الصدد أريد أن أبلغكم أن هذا النهج قد حاز على إعجاب العديد من المسؤولين في العديد من الدول، الذين حضروا وتابعوا مثل هذه الاستقبالات، أما المواقف فهي عديدة، ولكن أستطيع أن أقول إن أسعد اللحظات عندما نستطيع تقديم خدمة لمواطن أو رفع الظلم عن مظلوم أو إنصافه، فنحن لم نوضع في هذه المناصب إلا من أجل المواطن. أخطاء الأجهزة •كيف يتعامل سموكم مع ما يحدث من أخطاء من قبل الأجهزة الحكومية في المحافظة؟ أستطيع أن أشخّص هذا السؤال وأحلله إلى حالتين، إما خطأ مقصوداً فهذا غير معذور وتُطبّق على مرتكبه الأنظمة والقوانين، وإما خطأ غير مقصود وخارجاً عن الإرادة، وهذا علينا الاعتراف به وتصحيحه في نفس الوقت؛ لأن الأمانة والمسؤوليات التي على عاتق كل واحد منا، نحن محاسبون عليها أمام الله، ثم أمام ولاة أمرنا الذين أعطونا هذه الثقة.. ونحن بالمحافظة «ولله الحمد» على مراجعة دائمة، واجتماعات ممنهجة لمواكبة ما يحدث من مستجدات، واتخاذ الإجراءات اللازمة تجاهها. مشاريع مستقبلية •ما أهمّ المشاريع المستقبلية التي تدرسها المحافظة لتمثل نقلة نوعية للإنسان بالمحافظة وزائريها؟ المحافظة مُقبلة على مستقبل مشرق بإذن الله، ودائماً ما تحمل ميزانيات الخير من مشاريع تنموية وتعليمية وصحية وغيرها، وقد كان التركيز خلال الفترة الماضية على البنية التحتية، حيث تمَّ إنشاء العديد من الطرق الحديثة داخل المحافظة، التي تربط مدنها وقراها، إضافة إلى الاهتمام بالجانب السياحي كون المحافظة غنية بالعديد من المقوِّمات السياحية. جذب الاستثمارات • كيف يتعامل سموكم مع التحدِّيات التي تواجه جذب الاستثمارات لمحافظة الأحساء؟ نعمل جاهدين مع غرفة الأحساء وغيرها من الجهات لاستقطاب العديد من الاستثمارات من خلال التعريف بما تكتنزه المحافظة من فرص استثمارية واعدة، وقد لاحظنا خلال الفترة الماضية إقبالاً من عدد من الشركات للاستثمار، سواء في المجال الزراعي أو الصناعي أو السياحي، ونحن دورنا في المحافظة هو تسهيل كافة الإجراءات، وتذليل العقبات؛ لأن وجود مثل هذه الاستثمارات كفيل بتوفير فرص وظيفية لأبناء المحافظة وتنشيط الحراك الاقتصادي بها. •الأحساء واحة زراعية.. ما خُططكم في هذا القطاع لتنمية المحافظة زراعياً؟ تعدُّ مشكلة المياه إحدى العقبات الرئيسة التي تقف أمام هذا القطاع ونحن نعمل مع الجهات المعنية سواء وزارة الزراعة أو هيئة الري والصرف لإيجاد حلول دائمة، كما أننا نعمل لاستعادة العديد من أنواع النخيل التي اندثرت بسبب ندرة المياه، ومع ذلك كله فإن الأحساء ستبقى «بإذن الله» واحة غنَّاء بفضل من الله، ثم بما يلقاه المزارع من دعمٍ من حكومة خادم الحرمين الشريفين، وسمو ولي عهده الأمين «يحفظه الله». الجانب السياحي •ماذا عن الجانب السياحي؟ كما ذكرت سابقا فإن الأحساء تمتلك من المقوّمات السياحية القادرة على جذب الزوار من مختلف مناطق المملكة، فالتنوّع الجغرافي والبيئة الزراعية والآثار كلها عوامل تصبُّ في مصلحة السياحة، ونحن قد شهدنا خلال الفترة الماضية العديد من المهرجانات والفعاليات الناجحة التي استقطبت العديد من الزوار ونعمل جاهدين على تطوير هذا القطاع. •هل ترى أن القطاع الخاص لم يقم بدوره في المساهمة بالتنمية في المحافظة؟ المأمول من القطاع الخاص ان يلعب دوراً كبيراً في التنمية من خلال الاستثمار أو المسؤولية الاجتماعية، والقطاع الخاص رافد رئيسي لما تقدّمه الدولة من مشاريع تنموية مختلفة، وتمتلك الأحساء العديد من الأسماء التجارية والصناعية المرموقة، وهم على قدر كبير من المسؤولية، وقد سبق أن أجرينا عدداً من اللقاءات والمشاورات في هذا الصدد، ولم نجد منهم إلا العون والمساهمة؛ لأنهم أبناء هذا الوطن., وكل ما يُبذل للوطن واجب يُحتم علينا العمل الصادق والمخلص. مشاريع متعثرة •هل هناك مشاريع متعثرة في المحافظة، وما هي الحلول لإخراج هذه المشاريع من التعثر؟ لا توجد «ولله الحمد» مشاريع متعثرة بالمعنى الحرفي، ولكن هناك تأخير في بعض المشاريع لأسباب عديدة، وقد شكَّل سمو أمير المنطقة لجنة برئاسة سمو نائبه للبحث عن الأسباب وإيجاد الحلول المناسبة لها بما يحقق إنجاز هذه المشاريع على الوجه المطلوب بكفاءة وجودة عالية. •هل من كلمة أخيرة؟ أشكركم على هذا اللقاء، وأدعو الله «عز وجلّ» أن يُديم على هذه البلاد أمنها واستقرارها في ظل قيادة خادم الحرمين الشريفين، وولي عهده الأمين، كما نرفع الشكر والتقدير لسمو أمير المنطقة، وسمو نائبه على ما يبذلانه من دعمٍ لمحافظة الأحساء.
الأمير محمد بن فهد والأمير بدر يؤديان العرضة خلال زيارة امير الشرقية للأحساء مؤخرا