مسكين هالحاسب الآلي؛ فلطالما حملناه مسئولية تأخير الحصول على الخدمات؛ وأصبح طوق النجاة بتحميله مسئولية كل الأخطاء التي تحدث في أعمالنا وهو منها بريء؛ ولو كانت لديه مشاعر وأحاسيس لمات كمداً ولتوقف عن الحراك إلى الأبد. لقد اخترع الإنسان الحاسب الآلي ليخدمه ويساعده في شئون حياته ولعله الاختراع البشري الأول في حجم ما يقدمه من خدمات للإنسان وكذلك في سرعة تطوره مما أرهق متابعي كل جديد فيه. أما في بيئة العمل فرغم أن دخول الحاسب إليها كان في بداياته وخصوصاً في القطاع العام دخولاً خجولاً لدى البعض؛ ومصدر إعتزاز شكلي بوجود أجهزته على مكاتب الموظفين لدى البعض الآخر؛ فإنه في وقتنا الحالي أصبح ضرورة لا تحتمل التأخير وبالتالي ارتبطت أغلب الخدمات بأنظمة الحاسب التي تنظم إنجازها وتسهل الحصول عليها وتضبط نوعية وكمية هذه الخدمات؛ وهذه الميزة الأخيرة هي باختصار ضبط للجودة التي بدأنا نتحدث عنها كثيراً مع قليل من التطبيق السليم لها. تذكروا دائماً أن لا تلوموا هذا الموظف فإنه لا حول له ولا قوة؛ فالخلل قد يكون فيمن خطط أو من نفذ هذا التحول إلى الخدمات الإلكترونية ولهذا القصور أسباب كثيرة ولعل أهمها ضعف إدارتنا للتحول الإلكتروني والتي تعتمد على الحاسب الآلي وتطبيقاته؛ فإدارة هذا التحول لها مناهجها المختلفة ولكنها جميعها تبدأ من إصلاح حال أساليب العمل وتنظيمها قبل تطبيق أنظمة حاسوبية عليها وهي بالية وتعاني من الكثير من المشكلات. ويأتي بعد ذلك الاختيار السليم للتوجه في التحول إلى الخدمات الإلكترونية والتخطيط والتجهيز والتطبيق المحكم لهذا التحول؛ ومن ثم المتابعة والصيانة والتطوير للتجهيزات والأنظمة الحاسوبية. فعندما يتأخر حصولكم على الخدمات أو عندما تكون هذه الخدمات سيئة وبطيئة وتسمعون من الموظف الذي يقدمها لكم عبارة : الحاسب عطلان أو يرفض أن يقدم لكم الخدمة أو يقدمها لكم بشكل سيئ أو بطيء؛ فتذكروا دائماً بأن لا تلوموا هذا الموظف فإنه لا حول له ولا قوة؛ فالخلل قد يكون فيمن خطط أو من نفذ هذا التحول إلى الخدمات الإلكترونية؛ أو قد يكون المتسبب في ذلك من هو مسئول عن الإشراف على هذا الموظف وعلى هذه الأجهزة وتطبيقاتها وصيانتها وتطويرها؛ وقد تكون المسئولية فقط على شركة الإتصالات التي تسارع في الحصول على أتعابها حتى وخدماتها لا تعمل أو تعاني من مشكلات كثيرة. ختاماً أرجو أن تتذكروا هذا المقال كلما سمعتم عبارة الحاسب عطلان ولا تغضبوا من الموظف الجالس خلف هذا الجهاز العظيم.