يجري العمل في أغلب الجامعات الآن بالكومبيوتر التسجيل، الرصد، المعاملات، الإحصاءات، تحليل البيانات، معظم الإجراءات تتم عن طريق الحاسب، وهذا الحاسب جهاز لا قيم له ولا مبادئ ولا يعرف قيمة للوقت ولا يستشعر قلق الإنسان وقد تؤدي بعض أخطائه إلى مصائب كبرى ومشاكل متعددة، ومن المميزات التي لا يمكن أن يمتلكها أي شخص مهما كان مستواه الوظيفي أنه لا يُحاسب ولا يتعرض للجان التحقيق والمتابعة ولا تصدر ضده أية عقوبات، ومع ذلك فهو المفضل والمدلل على ساحة الأعمال بكل مستوياتها. وللقارئ أن يتخيل مدى الخلل والتعطيل الذي تحدثه الحواسيب حين تتعطل، في كل عام دراسي وبلا مبالغة تصاب الحواسيب بسكتة دماغية والمعروف أن السكتة الدماغية تشل الحركة تماما وهذا ما يحدث في المؤسسات التي تعتمد في كل إجراءاتها الإدارية وغيرها على أجهزة الكمبيوتر كالجامعات ففي بعض الجامعات حتى الآن الشعب خالية نتيجة تعطل أجهزة الحاسب وأصابتها بالشلل التام في إتمام عمليات التسجيل للطلبة فكلما دخل الطالب على الموقع وبدأ في إجراءات التسجيل توقف العمل وعاد إلى الشاشة الرئيسية تمضي الأسابيع والطلاب غير قادرين على تسجيل موادهم والشعب شبه خالية من الطلاب والأساتذة في حالة عدم رضا لعدم حضور الطلبة والحل عند الحاسب. السؤال الذي يطرح نفسه دائماً ومنذ بدء التعامل مع الأجهزة الإلكترونية والذي يتم تداوله مراراً وتكراراً في الندوات والمؤتمرات الخاصة بالإدارة الإلكترونية هو ما هي الحلول المتبعة في حال تعطل الأجهزة عن العمل؟ وكيف يتم تعويض الوقت والخسائر الناتجة عن تأخير العمل؟ فرغم الإيجابيات الكبيرة التي تحققها الإدارة الإلكترونية، والتعامل مع أجهزة الكمبيوتر إلا أن هناك سلبيات كثيرة ومخاطر بالغة يحدثها تعطل هذه الأجهزة. من أهم هذه السلبيات وأبسطها انقطاع التيار الكهربائي وما يحدثه من خلل في الأجهزة من الناحية التقنية وتوقف الحركة التي تعتبر كالسكتة الدماغية تماماً. عدم ثقافة المجتمع بهذه التقنية مما يعطل الكثير عن قضاء مصالحهم لعدم قدرتهم على التعامل مع الجهاز وبالتالي يتأخر في الوصول إلى حاجته وقد يتسبب هذا في تعطيل مصالح ذات قيمة أساسية له. في الدول المتقدمة أي تعطيل تتسبب فيه المؤسسة للعميل يكون من حقه رفع دعوى على الجهة المسئولة عن إحداث الضرر له والاستفادة من التعويض الذي يحصل عليه عن الضرر الذي لحق به. أما في مجتمعنا فكما يقول المثل ( موت وخراب ديار) لأنه عند تعرض أي شخص للضرر بسبب توقف الأجهزة أو تعطلها يصيبه الضرر ولا يجد من يخفف عنه، ولعلني من هذه الجزئية أنطلق إلى جانب سلبي هام في استخدام الشبكة الحاسوبية في المؤسسات فيما يتعلق بالموظفين الذين يعملون وراء هذه الأجهزة فهم عند تعطل الأجهزة لا يجيدون عمل أي شيء للعميل بل يقومون من خلف مكاتبهم ويتحدثون والعميل على أعصابه من القلق والتوتر وبكل برود يردون أن ( السستم داون) وما عندنا شيء نقدمه لك. وما يثير التوتر لدى الفئة التي أصبحت جميع انجازاتهم أو غالبيتها ترتبط بالإدارة الإلكترونية والانترنت كطلاب الجامعات ومنسوبيها بجميع مستوياتهم أن المؤسسة التي يتعاملون معها لم تضع بدائل سريعة في حال وجود خلل في الجهاز يتم التحول إليه لإنجاز أعمال منسوبي المؤسسة، وقد يمضي أسبوع وأثنين والطلبة يتخبطون في عملية التسجيل للعطل الذي حدث في الجهاز، وقد يفقد الموظفون مصالح هامة ترتبط بحصول ورقة من الجامعة تفيد أن الموظف ينتمي لها. وعلى الرغم من أن جميع الجوانب الإيجابية التي تحققها الإدارة الإلكترونية واستخداماتها إلا أن هناك فجوة لا بد من الاهتمام بها وهي إيجاد البدائل المناسبة لحل مشاكلها التقنية بما لا يؤثر على المستفيدين في حال أعطال الأجهزة الإلكترونية لأي سبب فلا نقف عاجزين كلما كان (السستم داون) و(هناك خطأ في الوصول للصفحة).