قال حسني مبارك الذي يرأس مصر منذ 30 عاما ذات مرة انه يعتزم تحمل المسؤولية وأمانتها مادام في الصدر قلب ينبض ونفس يتردد. يبدي مبارك دائما ثقة تصل الى حد العناد ولا يظهر ذرة شك في الانجازات التي حققها على مدى حياته ويصور نفسه كزعيم كريم لا يكل يحمي أمن واستقرار بلاده ويخدم مصالح شعبه. قد يجادل مؤيدوه بأنه أنقذ مصر من الفوضى بعد أن اغتال متشددون سلفه الرئيس الراحل أنور السادات عام 1981 وجنب مصر خوض الحروب وأعاد العلاقات مع العالم العربي بعد توقيع معاهدة السلام مع اسرائيل عام 1979 وسمح لحكومته بعد تأجيلات طويلة بفتح الاقتصاد لتحفيز النمو. كما استطاع اخماد تمرد الاسلاميين الذي استمر طويلا في صعيد مصر في التسعينات بعد أن أسفر عن مقتل 1200 شخص. لكن مبارك لم يتبع هذا بخطوات عملية حتى تكون مصر اكثر ديمقراطية ويوم الثلاثاء لاحقه اخفاقه المزمن في تغيير النظام السياسي . وأخيرا وفي سن الثانية والثمانين اضطر أن يواجه احتمال التقاعد المبكر الذي تأخر كثيرا. وقال في كلمة ألقاها في وقت متأخر من الليلة قبل الماضية انه سيبقى في الحكم الى أن تنتهي ولايته الحالية في سبتمبر ايلول. وفي الوقت نفسه سيطلب تعديلات دستورية حتى تكون الانتخابات الرئاسية مفتوحة ويكون عدد الولايات الرئاسية التي يستطيع الرئيس توليها محددة.
حياته ولد مبارك في الرابع من مايو ايار عام 1928 في قرية كفر المصيلحة بدلتا النيل . والتحق بالكلية الحربية عام 1947 ثم التحق بالسلاح الجوي وتلقى تدريبا بالاتحاد السوفيتي السابق حيث تعلم قيادة قاذفات القنابل. في عام 1967 أصبح مديرا للكلية الجوية وفي عام 1969 تولى رئاسة أركان القوات الجوية. واختاره الرئيس أنور السادات لقيادة القوات الجوية واعدادها لحرب عام 1973 ضد اسرائيل. بعد ذلك بعامين عينه السادات نائبا له. نجاة من الموت ونجا مبارك من الموت بالكاد حين اغتال جنود مرتبطون بجماعة اسلامية السادات في عرض عسكري بالقاهرة في السادس من اكتوبر تشرين الاول عام 1981 . واستهدفته عدة محاولات اغتيال منذ ذلك الحين من بينها هجوم على موكبه في أديس أبابا عام 1995 . وتكبد مبارك عناء شديدا حتى نجح في استعادة العلاقات مع الدول العربية وتمكن من إعادة مقر جامعة الدول العربية الى القاهرة. حملة من أجل الديمقراطية بعد أن غزا الرئيس العراقي الراحل صدام حسين الكويت عام 1990 انضم مبارك الى الولاياتالمتحدة وحلفائها في حملة لطرد العراقيين.لكن في العلن نصح مبارك الولاياتالمتحدة بالا تغزو العراق وتكهن بأن هذا سيسبب حالة من الفوضى وقد صدق تكهنه. انتهاكات الانتخابات انضم الى حملة الرئيس الامريكي السابق جورج بوش من أجل ارساء الديمقراطية في العالم العربي والتي كان عمرها قصيرا فسمح باجراء انتخابات رئاسية تعددية للمرة الاولى على الاطلاق عام 2005 . لكن ما أن فقد بوش اهتمامه حتى عاد الى عادته القديمة وقالت جماعات حقوقية ان الانتخابات البرلمانية التي جرت عام 2010 شهدت انتهاكات اكثر من أي انتخابات سابقة. وبدءا من التسعينات كان بمثابة راع غير رسمي لعملية السلام في الشرق الاوسط وقام بالوساطة بين الاسرائيليين والفلسطينيين وبين الفصائل الفلسطينية المتنافسة في مسعى من أجل الوصول الى تسوية طال انتظارها.