ميدان التحرير يكتب تاريخا جديدا لمصر أعلن نائب رئيس الجمهورية المصري عمر سليمان تخلي الرئيس المصري حسني مبارك عن منصبه اليوم . وقال سليمان في بيان: "في هذه الظروف العصيبة التي تمر بها البلاد ، قرر الرئيس حسني مبارك تخليه عن منصب رئيس الجمهورية ، وكلف المجلس الأعلى للقوات المسلحة بإدارة شئون البلاد". متابعة : ويبدأ المصريون اليوم السبت أول أيام تحديهم الأكبر في صناعة نظام دستوري جديد، بعد رضوخ الرئيس حسني مبارك للمطالب الشعبية وإعلان تنحيه عن منصب رئيس الجمهورية بعد أكثر من 30 عاما من الحكم، حسبما أعلن نائبه عمر سليمان في التلفزيون المصري أمس. البورصات العالمية تجاوبت سريعا مع تغييرات الأوضاع في مصر، وارتفعت أغلب البورصات العالمية بشكل طفيف، في إشارة إلى أن ذلك يتواءم مع مرحلة استقرار قادمة تشهدها المنطقة. ويُنتظر أن يعلن المجلس الأعلى للقوات المسلحة الذي كلفه الرئيس المتنحي بإدارة شؤون البلاد، عددا من الإجراءات التي تكفل تحقيق المطالبات الشعبية، ومن أهمها حل مجلسي الشورى والشعب، وإجراء انتخابات رئاسية نزيهة. وقد أعلن المجلس في بيانه الثالث أمس شكره للرئيس المصري على تقديم مصلحة الشعب بقرار التنحي، مؤكدا في البيان أنه ليس بديلا للشرعية التي يرتضيها الشعب. حسني مبارك في سطور: امتدَّت فترة حكم الرئيس المصري محمد حسني مبارك على مدى ثلاثة عقود، ما يجعلها الأطول منذ 1952، العام الذي أُطيح فيه بالنظام الملكي. وُلِد مبارك في الرابع من مايو 1928، في قرية كفر المصيلحة في محافظة المنوفية، بمنطقة الدلتا شمال القاهرة. وعقب انتهائه من تعليمه الثانوي التحق بالكلية الحربية في مصر حصل على البكالوريوس في العلوم العسكرية عام 1948 ثم حصل على درجة البكالوريوس في العلوم الجوية عام 1950 من الكلية الجوية. وتدرج في سلم القيادة العسكرية فعين عام 1964 قائدا لإحدى القواعد الجوية غرب القاهرة. وتلقى دراسات عليا في أكاديمية "فرونز" العسكرية في الاتحاد السوفيتي السابق. وفي نوفمبر/ تشرين الثاني عام 1967 عُين مديرا للكلية الجوية في إطار حملة تجديد لقيادات القوات المسلحة المصرية عقب هزيمة يونيو/حزيران 1967. ثم عين رئيسا لأركان حرب القوات الجوية المصرية وهو المنصب الذي ظل يشغله حتى تعيينه قائدا للقوات الجوية ونائبا لوزير الدفاع عام 1972. وفي عام 1973، اشترك في التخطيط لحرب 6 أكتوبر/تشرين الأول حيث بدأ الهجوم المصري على القوات الإسرائيلية التي كانت تحتل شبه جزيرة سيناء بغارات جوية مكثفة ساعدت في دعم عبور القوات المصرية لقناة السويس واقتحام خط بارليف ما كان له أثر كبير في تحويل مبارك إلى بطل قومي. وقد رقي مبارك في العام التالي للحرب إلى رتبة فريق، ثم اختاره الرئيس المصري السابق أنور السادات نائبا له في عام 1975. كان دور مبارك أساسيا أيضا في التفاوض مع إسرائيل حتى التوصل إلى اتفاقية كامب ديفيد عام 1978 ومعاهدة السلام التي وقعت عام 1979، والتي انقسمت حولها الآراء في الشارع المصري حيث اعتبرتها عدة قوى معارضة ولا سيما الإسلامية بمثابة تنازل لإسرائيل. وقد اغتيل الرئيس السادات خلال عرض عسكري في السادس من أكتوبر/تشرين الأول 1981، وكان مبارك جالسا إلى جوار الرئيس السادات خلال العرض العسكري حين تعرضت المنصة الرئيسية لللهجوم الذي قتل فيه السادات بينما نجا الرئيس مبارك وفي 14 أكتوبر/تشرين الأول 1981 أدى محمد حسني مبارك اليمين الدستورية كرئيس للبلاد. أعيد انتخابه رئيسا للبلاد في استفتاءات شعبية عليه كمرشح أوحد أعوام 1987، و1993و1999 حيث أن الدستور المصري يحدد فترة الرئاسة بست سنوات دون حد أقصى. في عام 2005 أقدم مبارك على تعديل دستوري جعل انتخاب الرئيس بالاقتراع السري المباشر وفتح باب الترشيح لقيادات الأحزاب وأعيد انتخابه بتفوق كاسح على منافسيه.