قتل 111 مدنيا على الأقل برصاص قوات الأمن السورية في بلدة كفر عويد بمحافظة إدلب في شمال غرب سوريا الثلاثاء، كما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان في حصيلة جديدة الاربعاء, وتأتي هذه المجازر عشية وصول طليعة المراقبين العرب المقرر أن تصل طلائعهم الى سوريا اليوم , والذين قررت الجامعة العربية إرسالهم الى سوريا للإشراف على تنفيذ الخطة العربية لحل الأزمة في هذا البلد. قتل 22 شخصا بين مدنيين ومنشقين وعسكريين سوريين في مواجهات واطلاق نار الاربعاء في محافظة درعا مهد حركة الاحتجاج على النظام السوري، وفق ما افاد المرصد السوري لحقوق الانسان. وقال المرصد السوري لوكالة فرانس برس «سقط 22 قتيلا هم ستة منشقين ومدني واحد و15 من قوات الجيش والامن وحفظ النظام اضافة الى عشرات الجرحى من المدنيين داخل منازلهم اصابات كثير منهم خطرة في مواجهات واطلاق رصاص من رشاشات ثقيلة ومتوسطة في مدينة داعل بمحافظة درعا» في جنوب سوريا. ولفت المرصد ايضا الى ان «قوات الامن السورية اقتحمت المسجد العمري في داعل». وقتل الثلاثاء اكثر من 125 مدنيا، بينهم 111 في بلدة بمحافظة ادلب ، ما دفع المجلس الوطني السوري المعارض الى المطالبة ب «عقد جلسة طارئة لمجلس الامن الدولي لبحث مجازر النظام في جبل الزاوية وإدلب وحمص على نحو خاص، وإصدار إدانة دولية لذلك». كذلك، دعا المجلس السوريين والعرب في الخارج الى تنظيم تظاهرات حاشدة اعتبارا من اليوم، وذلك «استنكارا للمجازر» التي اتهم النظام السوري بارتكابها في مناطق سورية عدة، وخصوصا جبل الزاوية وادلب وحمص ودرعا. من جهتها، حذرت الولاياتالمتحدة النظام السوري الاربعاء من اتخاذ «اجراءات» دولية «جديدة» بحقه في حال واصل «انتهاك» مبادرة السلام العربية التي وقعها، «في شكل صارخ». وتأتي هذه التطورات عشية وصول طليعة المراقبين العرب الذين قررت الجامعة العربية ارسالهم الى سوريا للاشراف على تنفيذ الخطة العربية لحل الازمة في هذا البلد، كما تأتي غداة تصعيد الدول الغربية ودول مجلس التعاون الخليجي ضغوطها على سوريا لوقف قمعها الدموي المستمر منذ منتصف آذار/مارس للمحتجين المطالبين بتنحي الرئيس بشار الاسد. وتأتي هذه التطورات عشية وصول طليعة المراقبين العرب الذين قررت الجامعة العربية ارسالهم الى سوريا للاشراف على تنفيذ الخطة العربية وقالت الولاياتالمتحدة الاربعاء انها تشعر (بانزعاج شديد) لأنباء مقتل العشرات من المدنيين والمنشقين عن الجيش في سوريا بلا تمييز وقالت ان العنف يجب أن يتوقف، بحسب جاي كارني السكرتير الصحفي للبيت الأبيض الذي وصف مجازر الأسد الأخيرة بحق الشعب السوري بأنها انتهاك صارخ لالتزامه بالاتفاق العربي. وقال في بيان (نحث القلة الباقية من داعمي سوريا في المجتمع الدولي على تحذير دمشق من أنها اذا امتنعت من جديد عن التنفيذ الكامل لمبادرة الجامعة العربية فسيتخذ المجتمع الدولي خطوات اضافية للضغط على نظام الاسد لوقف حملته القمعية). ودعت واشنطن الرئيس بشار الاسد أكثر من مرة الى التنحي منذ بدأت السلطات السورية حملة قمع دموي للمحتجين المطالبين بالديمقراطية والساعين للاطاحة به وقالت إن أعمال القتل الأخيرة دليل آخر على أنه لا يستحق الحكم. وقال كارني (ينبغي ألا يساور بشار الاسد أدنى شك في أن العالم يراقب وأنه لا المجتمع الدولي ولا الشعب السوري يقبل شرعيته). ودعا المجلس الوطني السوري المعارض السوريين والعرب في الخارج الى تنظيم تظاهرات حاشدة «استنكارا للمجازر» التي ينفذه نظام الأسد الدموي. وقال في بيان «إدانة لمجازر النظام الوحشية في جبل الزاوية وإدلب وحمص ودرعا يدعو المجلس الوطني السوري جميع المواطنين السوريين في المهجر وأشقائهم العرب وأنصار الحرية للخروج في تظاهرات عارمة بدءا من يوم الأربعاء 21 كانون الاول/ديسمبر». كما دعا المجلس «التنسيقيات الناشطة في الخارج إلى بدء حملات إعلامية وسياسية والاتصال بالنواب في بلدانهم والهيئات الحقوقية والمدنية لوضعها في صورة الواقع المأساوي في سورية، وعمليات الإبادة التي يقوم بها النظام وكتائبه الإجرامية. وحض ايضا في بيانه على «إقامة اعتصامات ثابتة أمام سفارات النظام السوري، ومطالبة الحكومات بطرد سفراء النظام، ووقف التعامل معه على كافة الأصعدة». ودعا «انصار الثورة السورية حشد الجهود ورصّ الصفوف والعمل ضمن هيئات موحدة لمواجهة أضاليل النظام والوصول إلى الرأي العام في بلدانهم، ومحاولة التأثير على صناع القرار والقوى السياسية والمدنية، وحثها على الوقوف إلى جانب الشعب السوري المطالب بحقوقه المدنية والسياسية المشروعة». وكانت الجامعة العربية اعلنت الثلاثاء ان مقدمة من المراقبين العرب ستتوجه الى سوريا اليوم الخميس تمهيدا لوصول المراقبين المكلفين الاشراف على تنفيذ الخطة العربية. وقال مساعد الامين العام للجامعة العربية احمد بن حلي ان «مقدمة من المراقبين بقيادة سمير سيف اليزل ستتوجه الى دمشق الخميس». واوضحت الجامعة ان الفريق الاول سيضم مراقبين امنيين وقانونيين واداريين وخبراء، ويتوقع ان يليه فريق من الخبراء في حقوق الانسان، مشيرة ايضا الى انه تمت «الموافقة على تسمية الفريق أول ركن محمد أحمد مصطفى الدابي من جمهورية السودان رئيسا لبعثة مراقبي الجامعة العربية».