ارتكب النظام السوري منذ توقيعه على بروتوكول المراقبين، أكثر من مجزرة، في كل من إدلب ودرعا والزبداني، فضلا عن الحصار المطبق على حمص، مما أدى إلى مقتل 250 شخصا خلال ال48 ساعة الأخيرة. ودفعت هذه الممارسات الولاياتالمتحدة إلى التأكيد أن الرئيس بشار الأسد لا يستحق حكم سورية. كما وصف وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو أعمال العنف الدامية التي شهدتها سورية في الساعات الماضية بأنها غير مقبولة، فيما اعتبرتها فرنسا تشكل "مجزرة على نطاق غير مسبوق". وكان المجلس الوطني السوري المعارض قد طالب في بيان مجلس الأمن ب"التحرك لإعلان المدن والبلدات التي تتعرض لهجمات وحشية، مناطق آمنة تتمتع بالحماية الدولية وإرغام قوات النظام على الانسحاب منها". وناشد المجلس أيضا المجلس الوزاري العربي "عقد جلسة عاجلة لإدانة مجازر النظام واتخاذ الإجراءات الكفيلة بحماية المدنيين بالتعاون مع الأممالمتحدة". طالبت المعارضة السورية بتدخل دولي وعربي، لوقف المجازر في سورية، وذلك عشية وصول طليعة المراقبين العرب الذين قررت الجامعة العربية إرسالهم إلى سورية للإشراف على تنفيذ الخطة العربية لحل الأزمة. وتواصلت أعمال العنف في سورية أمس لا سيما في محافظتي حمص وريف دمشق، حيث أفيد عن سماع أصوات انفجارات وإطلاق رصاص كثيف في مدينة القصير القريبة من الحدود مع لبنان، في حين سقط أكثر من قتيل في مدينة الزبداني بريف دمشق. ودعا المجلس الوطني السوري المعارض أمس مجلس الأمن لعقد جلسة طارئة لوقف "المجازر المروعة التي يرتكبها النظام" السوري في جبل الزاوية وإدلب وحمص على نحو خاص وإصدار إدانة دولية لذلك، وذلك غداة مقتل أكثر من 125 مدنياً برصاص قوات الأمن، بينهم 111 في بلدة بمحافظة إدلب. وطالب المجلس في بيان مجلس الأمن ب"التحرك لإعلان المدن والبلدات التي تتعرض لهجمات وحشية، مناطق آمنة تتمتع بالحماية الدولية وإرغام قوات النظام على الانسحاب منها". وأوضح البيان الذي حمل عنوان "مجازر النظام السوري تقتضي تحركاً عربياً ودولياً عاجلاً"، أن دعوته هذه جاءت بسبب "المجازر التي يرتكبها النظام الوحشي بحق المدنيين العزل والتي أودت بحياة قرابة 250 شهيداً خلال 48 ساعة". كما طالب المجلس ب"إعلان جبل الزاوية وإدلب وحمص مناطق منكوبة تتعرض لأعمال إبادة وعمليات تهجير واسعة، من قبل ميليشيات النظام السوري، ودعوة الصليب الأحمر الدولي ومنظمات الإغاثة للتدخل المباشر وتوفير الاحتياجات الإنسانية العاجلة". وناشد المجلس أيضاً المجلس الوزاري العربي "عقد جلسة عاجلة لإدانة مجازر النظام واتخاذ الإجراءات الكفيلة بحماية المدنيين بالتعاون مع الأممالمتحدة". وأكد أنه يضع "الدول العربية والمجتمع الدولي أمام مسؤولياتهم في حماية السوريين من بطش النظام وجرائمه، ويشدد على اتخاذ الإجراءات الكفيلة بوقف الحملة التي تستهدف مزيداً من المدن والبلدات من خلال الحشود العسكرية التي يقوم بها النظام". وقتل 111 مدنياً على الأقل برصاص الأمن السوري في بلدة كفر عويد أول من أمس كما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان في حصيلة جديدة أمس. وتأتي هذه التطورات عشية وصول طليعة المراقبين العرب الذين قررت الجامعة العربية إرسالهم إلى سورية للإشراف على تنفيذ الخطة العربية لحل الأزمة في هذا البلد، فيما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان عن سماع "أصوات انفجارات وإطلاق رصاص كثيف في مدينة القصير" القريبة من الحدود مع لبنان، في حين قتل في مدينة الزبداني بريف دمشق "ثلاثة نشطاء إثر استهداف سيارتهم بعد منتصف ليل أول من أمس من قبل قوات الأمن السورية". واعتبرت فرنسا أن أعمال العنف التي شهدتها سورية أول من أمس تشكل "مجزرة على نطاق غير مسبوق" ودعت روسيا إلى "تسريع" المفاوضات في مجلس الأمن بشأن مشروع القرار الذي تقدمت به. وقال المتحدث باسم الخارجية الفرنسية برنار فاليرو إن "مجزرة على نطاق غير مسبوق ارتكبت في سورية.. يجب القيام بكل شيء لوقف دوامة القتل هذه التي يدفع الأسد شعبه فيها يوميا". وتابع فاليرو "نطلب من روسيا أيضاً تسريع وتيرة المفاوضات في مجلس الأمن بشأن مشروع القرار الذي تقدمت به". وشدد المتحدث باسم الخارجية الفرنسية أمس على أنه "من الملح أن يعلن مجلس الأمن الدولي موقفاً عبر إصدار قرار حازم يطالب بإنهاء القمع"، مطالباً دمشق أيضا بتطبيق كافة بنود الخطة المقدمة من الجامعة العربية. إلى ذلك قالت السفارة الإيرانية في دمشق في بيان أمس أن خمسة فنيين إيرانيين يعملون في محطة للكهرباء في حمص خطفوا على أيدي مجموعة مجهولة.