تجددت الاشتباكات فجر اليوم الثلاثاء، ولليوم الخامس على التوالي، بين قوات الأمن المصرية ومتظاهرين في ميدان التحرير والشوارع المحيطة به. وأطلقت قوات الأمن وجنود الجيش النار واستخدموا الغاز المسيل للدموع والهراوات في محاولة لإخلاء الميدان من المتظاهرين المعارضين لبقاء المجلس العسكري في الحكم. ودوت أصوات إطلاق النار في أرجاء الميدان مع مطاردة قوات الأمن لمئات المحتجين الذين يحاولون البقاء في الميدان. إطلاق نار كثيف وقال أحد المحتجين بالميدان لرويترز: "دخل مئات من قوات الأمن والجيش إلى الميدان وبدأوا بإطلاق النار بكثافة. طاردوا المحتجين وأحرقوا كل شيء في طريقهم بما في ذلك الإمدادات الطبية والبطاطين. كما ذكرت وكالة أنباء الشرق الأوسط أن الاشتباكات تجددت فجر اليوم في المنطقة الواقعة عند تقاطع شارعي الشيخ ريحان والقصر العيني بعد أن تمكن عدد من المتظاهرين من هدم جزء من جدار أسمنتي أقامه الجيش لمنع الوصول إلى مبنى مجلس الشعب القريب من ميدان التحرير. وأضافت الوكالة أن قوات أمن طاردت المتظاهرين في الشوارع الجانبية المؤدية إلى الميدان وألقت القبض على العشرات منهم. وقال مصدر أمني إن بعض المحتجين حاولوا إزالة الجدار الاسمنتي من أجل الوصول إلى مبنى مجلس الشعب وتدميره. وقالت مصادر طبية إن حصيلة عدد القتلى ارتفعت إلى 13 بداية الاشتباكات يوم الجمعة، كما أصيب المئات واعتقل العشرات. وذكرت صحيفة "اليوم السابع" أن قوات الجيش انسحبت من ميدان التحرير فى حوالى الساعة السادسة من صباح اليوم، بعد مواجهات دامت قرابة الثلاث ساعات أطلقت قوات الأمن خلالها طلاقات الخرطوش والرصاص الحى. وأكد المستشفى الميدانى بالتحرير مقتل طالب بكلية الهندسة جامعة عين شمس، تم نقله إلى مستشفى الهلال الأحمر والذى أصيب بإحدى الرصاصات التى اخترقت أحد جانبيه، كما ترددت أنباء عن مقتل شاب آخر فى العشرينيات من عمره والذى تم نقله إلى أحد المستشفيات وإبلاغ أهله من خلال المعلومات التى توصل إليها المتظاهرون من خلال الأوراق التى كان يحملها. كما أصيب طفل يدعى يبلغ من العمر 12 سنة، برصاصة بالصدر، وتم نقله إلى مستشفى قصر العينى. وصمة عار من جانبها اعتبرت وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون الاثنين- في ثاني تصريح لها حول الأحداث في مصر- أن العنف ضد النساء خلال المظاهرات في مصر لا يليق بالثورة، ويشكل "وصمة عار على الدولة". وقالت إن النساء "مستهدفات بشكل خاص من قبل قوات الأمن والمتطرفين" مضيفة أن "المتظاهرات تعرضن للضرب ولممارسات مروعة". وتعرضت السلطة المصرية الاثنين لضغوط دولية من أجل وضع حد للمواجهة مع المتظاهرين. واعترف الجيش بأن قواته تعرضت بالضرب لناشطة منقبة حيث جرتها على الطريق وكشفت عن صدرها وبطنها. وتناقلت وسائل الاعلام العالمية والمواقع الالكترونية الصورة ما أدى إلى سخط في العالم بأسره. واعتبرت هيلاري كلينتون أن هذه الاحداث "تثير الصدمة بشكل كبير" وذلك خلال كلمة ألقتها في جامعة واشنطن للكشف عن خطة تحرك أمريكي من اجل دفع دور النساء في حل النزاعات. وقالت كلينتون إن الطريقة التي تعامل بها النساء في الثورة المصرية تشكل "وصمة عار على الدولة وجيشها ولا تليق بشعب كبير". وأشارت إلى أن النساء وبعد أن تظاهرن وتحملن المخاطر مثل الرجال لحمل الرئيس المصري السابق على الرحيل في فبراير/شباط الماضي، استبعدن من العملية السياسية.