تتجدد شكاوى الأندية السعودية من حين لآخر من القوانين والأنظمة المتبعة لدى لجنة الاحتراف في الاتحاد السعودي لكرة القدم والمتعلقة باحتراف اللاعبين خارجيا وتحديدا الهواة منهم ممن لم يصلوا لسن ال23 عاما وتحديد مدة زمنية قدرها عامان فقط ويعود بعدها اللاعب المنتقل لنادٍ خارجي الى أي نادٍ محلي دون الرجوع لناديه الاصلي الذي احتضنه لسنوات وصرف عليه الأموال الطائلة حتى يصقل موهبته ويجعل منه نجما كبيرا ورقما مؤثرا في تشكيلة أي فريق يلعب له. وهذه الشكاوى لم تأت من فراغ بل لأن الكثير من اللاعبين وبمساعدة وكلاء لهم قاموا باستغلال هذا الأمر بشكل سلبي هضم حقوق الأندية التي دفعت الكثير ولم تعد قادرة حتى على إبقاء لاعبها لموسم واحد فقط أوحتى ليوم بعد احترافه خارجيا بل الأسوأ هو أن اللاعب الموهوب حينما يود الاحتراف الخارجي لايلزمه حتى الاستئذان شفهيا من ناديه الأصلي مما يجعل ناديه الأصلى هو الجدار الهبيط الذي يمكن التسلق منه دون أي اعتبارات أخرى. وفي بداية هذا الموسم برزت مشكلة اللاعب خالد الغامدي الذي وقع في فترة الصيف مع نادي سويسري دون أخذ الإذن من إدارة القادسية وبعد شكاوى متعددة من إدارة نادي القادسية تم إبلاغها أن اللوائح والأنظمة لاتمنع اللاعب من التصرف الذي قام به وتم تحديد عامين من قبل لجنة الاحتراف لعودة اللاعب للملاعب السعودية مع أي ناد آخر ودون الرجوع للقادسية أيضا ولكن الغريب أن هذا القرار لم ينفذ وانتقل اللاعب للنصر بطريقة (الكوبري) وأجبر مسؤولي القادسية على القبول بأقل الأثمان لانتقاله بعد أن كانت الإدارة تنتظر الحصول على عروض مالية مجزية لانتقاله لأحد الأندية بعد بروزه الموسم الماضي. ولم تكن حالة اللاعب خالد الغامدي هي الأولى بل سبقها مسلسل من هذا النهج وقد يعقبها الكثير من الحالات خصوصا بعد أن وقع لاعب الاتفاق الشاب عبدالله الحافظ لصالح فريق برتغالي وقد تكون عودته للملاعب السعودية عبر ناد آخر غير الاتفاق وهذا مايعتبره الاتفاقيون هضما لحقوقهم . صالح بن ناصر يرى القضاء على هذا الكوبري ..ولجنة الاحتراف تؤكد تقبلها للاقتراحات، الزياني : حقوقنا ضائعة والسماسرة يبحثون عن استغلال الثغرات الشاسعة في اللوائح ( الميدان ) فتح ملف هذه القضية ومدى تضرر الأندية المحلية منها وطرق استغلالها من قبل السماسرة حيث استضفنا العديد من مسؤولي الأندية وبعض النجوم السابقين والمحللين السابقين وعضو كبير بلجنة الاحتراف السعودية فإلى ماقاله الضيوف في هذه القضية: ( الزياني : حق الأندية مهضوم) في البداية يؤكد عميد المدربين الوطنيين ونائب رئيس نادي الاتفاق خليل الزياني أن حق الأندية مهضوم تماما في هذا الجانب لاعتبار أن اللاعب الهاوي مسيطر عليه من قبل ناديه محليا فقط وحينما يرحل للخارج يفقد النادي الأصلي السيطرة التامة عليه وهذا مايشجع على انتشار الكوبري والذي يجعل بعض الوكلاء يستفيدون مما يعتبر ثغرة واضحة ويقومون بنقل هذا اللاعب الموهوب من ناد محلي لآخر تحت هذه المظلة ولايكون للنادي الذي صرف عليه عشرات الآلاف لتنشئته وصقل موهبته أي قرار أو سلطة على اللاعب بل إن حقه المالي لايوازي أبدا الجهد الذي بذل من أجل صقل موهبته قياسا بوضع آخر وهو أن يتولى النادي نفسه بيع عقده لناد آخر مقابل مبالغ مالية ترضي كافة الأطراف ذات العلاقة كما حصل في انتقالات العديد من اللاعبين من نادي الاتفاق أو غيره الى أندية أخرى حيث يخرج الجميع من المفاوضات النهائية والتي يعقبها توقيع الاتفاقية برضا تام ولكن مايحصل في السنوات الأخيرة هو هضم علني لحقوق الأندية التي تصقل مواهب اللاعبين ولذا يجب أن يعاد النظر في هذا الموضوع حتى لايكون أسهل استغلال للقانون من خلال طريق ملتو يعرف ب(الكوبري). وبين الزياني " لست ضد انتقال اللاعب السعودي خارجيا بمافيهم نجم الاتفاق الصاعد عبدالله الحافظ الذي وقع مؤخرا مع ناد برتغالي بل إنه يتمنى أن يكثر اللاعبون السعوديون المحترفون في أوربا مما سينعكس إيجابيا على تطور الكرة السعودية ولكنني مع ايجاد ضبط لهذا الأمر بحيث يكون للنادي الأصلي اعتبارا غير بدل التنشئة وهو المبلغ الزهيد والذي لايفي النادي حقه حتى المعنوي. وعن الحل لهذا الامر قال الزياني "أعتقد أن الحل الأنسب هو أن يكون أول عقد للاعب محليا مع ناديه الاصلي سواء كان قبل احترافه خارجيا أو بعد عودته أي أنه لايعود الا لناديه الأصلي ومنه ينتقل الى ناد محلي آخر إذا ماحصلت هناك مفاوضات وعروض مقدمة بهذا الشأن ويجب ألا يترك الباب مفتوحا على مصراعيه بهذا الشكل حتى لايتم التمادي في الاستغلال السيء للأنظمة واللوائح خصوصا أننا نمر بفترة عصيبة على كرة القدم السعودية بشكل عام. ( الموسى : تحركنا لوحدنا ) ويرى أمين عام نادي القادسية والمشرف العام على كرة القدم عبدالعزيز الموسى والذي تضرر ناديه بشكل واضح في بداية هذا الموسم من قضية اللاعب خالد الغامدي إنهم نادوا بإعادة النظر في الأنظمة والقوانين المعمول بها وتحركوا لوحدهم للأسف في قضية اللاعب الغامدي دون أن يجدوا مساندة أحد من الأندية الأخرى وأثمرت تحركاتهم عن حل مؤقت ليس مرضيا بشكل عام له ولكن تحديد فترة سنتين لأي لاعب محلي يحترف خارجيا قبل العودة للعب في ناد سعودي آخر يعد شيئا من المكسب ليس للقادسية بل للأندية الأخرى ولو أن أندية أخرى ساندتنا في قضية الغامدي لتم إقرار فترة تزيد عن السنتين ولكن للأسف القرار صدر في موضوع السنتين بعد أن وقع اللاعب لنادي سويسري واتخذه كوبري صريحا وحاليا يمثل النصر حيث لم ينطبق عليه القانون. وأضاف "الغامدي رحل ولدينا من يسد مكانه ولو أننا تضررنا من طريقة انتقاله على الأقل معنويا ولكن أتمنى أن لا يكون هذا الكوبري طريقا لرحيل لاعبين أكثر تميزا من أندية لأخرى دون اعتبارات لحقوق الأندية التي تعبت ودفعت عشرات الآلاف من الريالات لصقل مواهبهم وإبرازهم الى الساحة بل إن الأمر يتعدى ذلك الى تعليمهم في مدارس خاصة". ،أبواثنين : يجب أن يتم التطوير الشامل وحفظ حقوق الأندية من التلاعب، انور: لايجوز العودة للمادة (18) بعد سنوات من المطالبة بالغائها وكشف الموسى "أن أكثر من لاعب بالقادسية وتحديدا من الفئات السنية أبدوا رغبة صريحة في انتهاج الكوبري وأن هناك لاعبا ليس بارزا في فريق درجة الشباب قال له شخصيا إنه سينتقل للعب في قطر وقد يستغل الثغرات الموجودة ويعود لناد سعودي آخر معترفا أنه يشجعهم لسلك هذا الطريق إذا لم يكن هناك حل ومؤكدا أنه وعد اللاعب الذي هدد باللعب في قطر بأنه سيمنحه هدية خاصة في حال جلب مايؤكد أنه وقع فعلا لناد قطري" !! ( القرينيس والراشد يطالبان بالصرامة ) من جانبهما أيد نائب رئيس نادي هجر والمشرف على كرة القدم المهندس عبدالعزيز القرينيس وكذلك أحمد الراشد مشرف قدم نادي الفتح سن قوانين أكثر صرامة وجدية في موضوع انتقالات اللاعبين من خلال منح الأولوية للنادي الذي صقل موهبة اللاعب ليكون العقد الاحترافي الأول معه محليا وليس كما هو معمول به بأن يكون اللاعب حر باللعب لأي ناد بعد احترافه خارجيا والذي يكون باستغلال ثغرات موجودة لايكون فيه للنادي أي سلطة للنادي الأصلي الذي صرف الأموال الباهظة والجهود الجبارة لصقل لاعبيه طوال السنوات التي انضموا فيها وخصوصا بعد سن ال12 عاما أو ماقبل ذلك من خلال مرحلة البراعم مشددين على أن ترك الباب مفتوحا للتلاعب بهذه القوانين من قبل منتفعين لايهمهم سوى مصالحهم الخاصة سيكون له أثر على المدى البعيد على الكرة السعودية والوضع لايحتمل السكوت. ( أبو اثنين : إصلاح اللوائح ) أما نجم الهلال والدولي الحالي والكاتب والمحلل الحالي فيصل أبواثنين فشدد على ضرورة أن يتم إصلاح الكثير من الأمور الداخلية والقوانين واللوائح بما يتناسب مع الواقع الرياضي ولايتخلف في الوقت نفسه عن ركب التطور العالمي بشأن الأنظمة التى من شأنها التطوير. وأضاف "يجب العمل أولا على منح الأندية حقوقها في كل الأحوال وعدم التأخر في تسديد الالتزامات مما سيوجد بيئة صالحة للعمل المستقر والناجح وحينها يمكن للاعب أن يفكر بطريقة أفضل والنادي يعمل بطريقة أكثر احترافية واذا لم تمنح الأندية حقوقها بانتظام وزادت الضغوط عليها الى درجة أنها لاتستطيع السيطرة على لاعبيها بعد أو حتى قبل الانتقال للعب خارجيا ويكون المردود المالي الذي يأتيها متواضعا فكيف يكون هناك عمل احترافي يسهم في إعادة هيبة الكرة السعودية ومواكبة التطور . وبين أنه يرى ان احتراف اللاعب السعودي خارجيا ليس أساس تطور الكرة السعودية بل هو عامل مساعد ويجب أن يكون العمل في الأندية عمل مؤسساتي حتى تتطور الرياضة ولايكون قائما على أفراد وقد لايرى البعض ترابطا مع الموضوع الاساسي ولكن توجد علاقة وثيقة ويجب أن يعاد النظر في نظام الانتقالات وحقوق الرعاية والتنشئة للاعبين لأنها في الواقع ضئيلة ويمكن استغلالها من قبل أصحاب المصالح الخاصة. ( أنور : حق اللاعب أولا ) أما النجم السعودي المونديالي السابق والذي لعب للشباب والنصر وكذلك احترف خارجيا في ناد صيني فؤاد أنور فيشدد على ضرورة أن لانود العودة للمادة (18) والتي نادى الجميع بالغائها بعد اقرارها وصحيح أن الأندية تشكو من الضرر فيما يخص هذه اللائحة ولكن يجب أن لايتم الانحياز التام للأندية على حساب اللاعبين وأنا أرى ضرورة أن يكون هناك أولوية فقط في موضوع عودة اللاعب السعودي لناديه الاصلي بعد احترافه خارجيا ولايكون هناك أجبار على عودته لناديه الاصلي لأن مصلحة اللاعب يجب أن لاتمس ويتعرض للمساومة على مصدر رزقة وهي كرة القدم. وأخيرا يشدد عضو كبير في لجنة الاحتراف على أن الحل لايمكن أن يكون من خلال التداول الإعلامي لمثل هذه القضايا ويجب على كل ناد يرى أنه متضرر من لائحة ما بما فيها موضوع الاحتراف الخارجي للاعب دون الرجوع لناديه الاصلي أن يقدم خطابا مكتوبا للجنة الاحتراف لتتم مناقشته بما لايتنافى مع الأنظمة الدولية للاحتراف. ،الموسى : وقفنا وحدنا ندافع عن حقوق الأندية وأجبرناهم على سن قانون العامين، القرينيس والراشد: يجب إغلاق هذا الباب والنادي أولى بمن صنع نجوميتهوبين أن كل شخص بإمكانه الرجوع للوائح والأنظمة المعمول بها من خلال موقع الاتحاد السعودي لكرة القدم عبر الشبكة العنكبوتية ويمكن تقبل أي اقتراحات خاصة بتلك الأنظمة المعمول بها بما لايتعارض مع الأساسيات المتبعة لدى كافة الاتحادات الرياضية التى تقع تحت مظلة الاتحاد الدولي(الفيفا). كما سبق وأن أكد الدكتور صالح بن ناصر رئيس لجنة الاحتراف في الاتحاد السعودي أنهم قضوا على (الكوبري) من خلال انتقال اللاعب السعودي لناد أجنبي ثم عودته لناد محلي آخر غير ناديه الذي كان يلعب له قبل الانتقال خارجيا، قائلا "كان الهدف من قرار مجلس إدارة الاتحاد الموافقة بالإجماع على الاقتراح المقدم من لجنة الاحتراف بأن اللاعب الذي يتعاقد مع ناد أجنبي وأراد العودة للمملكة قبل أن يكمل عامين في تعاقده فمن حقه أن يعود، ولكن تكون عودته لآخر ناد كان مسجلا فيه، هو القضاء على الالتفاف حول اللائحة (بواسطة ما يسمى بالكوبري)، وكذلك من أجل الحفاظ على حقوق ناديه الأساسي".