في أجواء غاضبة وماطرة وقاتمة وحزينة شيّع سكان قطاع غزة عقب انتهاء صلاة الجمعة جثمان الشهيد بهجت الزعلان «38 عاما»الذي استشهد إثر غارة إسرائيلية على موقع لكتائب القسام وسط القطاع منددين ومطالبين المقاومة الفلسطينية بالرد على الجرائم الإسرائيلية وبمحاكمة قادة الاحتلال. وكانت طائرات إسرائيلية أغارت فجراً على مواقع مدنية وشرطية في شمال قطاع غزة وجنوبه ،مما أدى إلى مقتل مسنٍ وجرح 13 آخرين بينهم 7 أطفال وسيدتين. وبعد التشييع مباشرة ردّت المقاومة بثلاث قذائف صاروخية أخرى تم إطلاقها من قطاع غزة الى ساحل عسقلان من دون وقوع إصابات أو أضرار. وكانت قذيفة أخرى قد سقطت صباحاً بعد الغارة في النقب الغربي من دون إحداث خسائر بشرية أو مادية أيضاً . وفي غضون ذلك عقب الناطق بلسان جيش الاحتلال الإسرائيلي على إصابة مدنيين في غارات سلاح الجو الإسرائيلي قائلا: إنها هاجمت قاعدة تابعة لحركة حماس مدّعياً ان فيها ذخيرة وأسلحة. وأوضح الناطق العسكري أن الجيش الإسرائيلي يأسف لإصابة نساء وأطفال في الغارة ، ولكن حمّل المسؤولية حركة حماس «كون عناصرها ينشطون في مناطق مأهولة» على حد قوله. وقال شاهد: إن طائرات ال «إف 16» الاسرائيلية اطلقت صاروخين على الأقل على موقع تدريب تابع لكتائب عز الدين القسام الجناح المسلح لحركة حماس غرب مدينة غزة. ولكن حركة حماس قالت: إن هذه مزاعم كاذبة. وقالت: إن المكان المستهدف ليس قاعدة وإنما هو مكتب بلا سلاح ولا ذخيرة، تتخذه لجنة مدنية تقوم بحل خلافات المواطنين، مقراً. وأضافت: إن اللجنة واحدة من عشرات المكاتب الشرطية التابعة للحكومة . وأكد أدهم أبو سلمية، الناطق باسم اللجنة العليا للإسعاف والطوارئ، استشهاد المواطن بهجت رمضان الزعلان (38 عامًا)، وإصابة 12 آخرين غالبيتهم من أفراد أسرته بجروح بينهم سبعة أطفال وامرأتان، واثنان من المسنين أحدهما 57 عامًا، جراء القصف الإسرائيلي على مدينة غزة، واصفًا ما جرى بأنه مجزرة بحق المدنيين. حركة حماس قالت :إن المكان المستهدف ليس قاعدة وإنما هو مكتب بلا سلاح ولا ذخيرة، تتخذه لجنة مدنية تقوم بحل خلافات المواطنين، مقراً. وأضافت: إن اللجنة واحدة من عشرات المكاتب الشرطية التابعة للحكومة . وذكر أبو سلمية إن من بين الجرحى زوجة الشهيد وعددًا من أبنائه؛ اثنان منهما يعانيان من جروح بالغة الخطورة، مشيراً إلى أن سيارات الإسعاف تعاملت ميدانيًّا مع خمسة جرحى آخرين على الأقل جراء تناثر الشظايا وزجاج النوافذ التي تضررت من القصف. ودانت القيادة الفلسطينية والحكومتين في غزة والضفة الغارات الجوية الاسرائيلية محملين اسرائيل المسؤولية الكاملة عن نتائجها وتبعاتها. وقال عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية صائب عريقات: بأن إسرائيل تسعى لضرب التهدئة وجهود المصالحة الفلسطينية. وأضاف في حديث لصوت فلسطين: إن نتانياهو يريد إسقاط التهدئة وتصعيد العدوان استغلالاً لانشغال العالم بقضايا المنطقة على حد قوله. وقال: «إن القصف تسبب بتدمير منزل الشهيد بهجت الزعلان بشكل كامل وهو مواطن عادي لا علاقة له بالقسام او كتائب الأقصى . ويأتي القصف الإسرائيلي بعد ساعات من اغتيال جيش الاحتلال ل عصام البطش وابن شقيقه صبحي البطش من كتائب القسام في غارة على سيارة كانا يستقلانها في شارع عمر المختار وسط غزة. وقال إسماعيل هنية رئيس الحكومة المقالة الجمعة: إن حكومته تجري اتصالات مكثفة مع العديد من الأطراف العربية والدولية لوقف العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة. وقال هنية عقب انتهاء صلاة الجمعة في مسجد فلسطين: «هذا التصعيد الصهيوني سبقه تهديدات من العديد من القيادات الإسرائيلية الأمنية والسياسية ويجري ترجمته من خلال هذا القصف العشوائي وهذا القتل المتعمد والاغتيالات المباشرة، ويدل على نوايا إسرائيلية مبيته، ضد الشعب الفلسطيني في قطاع غزة على وجه الخصوص». وشدد «أن هذا العدوان سيفشل مثل كل محطات العدوان السابقة على صخرة صمود هذا الشعب وعلى قدرة المقاومة الفلسطينية في الدفاع عن الشعب الفلسطيني». في المقابل انتقد الجنرال المتقاعد جيور آيلاند الرد الذي قام به جيش الاحتلال على عمليات إطلاق الصواريخ من غزة أمس على المستوطنات الإسرائيلية رداً على استشهاد صبحي وعصام البطش اللذين استهدفهما جيش الإحتلال أول أمس في وسط مدينة غزة. وقال آيلند: «ما كان يجب علينا أن نرد على الصواريخ التي أطلقها الفلسطينيون أمس رداً على عملية التصفية». وعلّل آيلند انتقاده بقوله: إننا حققنا ما أردنا ولم تقتل الصواريخ أي إسرائيلي . وخشي آيلند أن تؤدي عملية رد الجيش الإسرائيلي على صواريخ غزة إلى إقحام مدن إسرائيلية تحت الصواريخ لعدة أيام خاصة بعد مقتل مدنيين فلسطينيين. يُذكر أن هذا التصريح من قائد شعبة العمليات الأسبق في الجيش الإسرائيلي يعتبر تصريحا غير مسبوق، وفيه انتقاد واضح لسلوك الجيش الإسرائيلي والحكومة الإسرائيلية. هذا وبالرغم من إعلان الجيش الإسرائيلي أن الشهيد «عصام البطش» كان الاستنفار الأمني الكبير في منطقة الحدود المصرية ،حيث كان يخطط لعملية عسكرية في منطقة إيلات إلا أن المصادر الإسرائيلية تقول: إن الإنذار لا يزال قائماً والاستنفار لايزال قائماً أيضاً.