نجح خبراء مفرقعات ألمان يوم الأحد الماضي في إبطال مفعول قنبلة يبلغ وزنها 1.8 طن لم تنفجر منذ الحرب العالمية الثانية في نهر الراين بعد إجلاء ألوف السكان من المنازل والمستشفيات وحتى من أحد السجون، القنبلة هي بريطانية الصنع كانت إحدى أكبر القنابل التي تم العثور عليها في البلاد وأدت عملية إبطال مفعولها إلى حالة من الذعر والارتباك ونقل المرضى من المستشفيات في مقاعد متحركة وعلى محفات وأغلقت شوارع التسوّق في وسط المدينة وأخلي حتى أحد السجون. وأعدت القاعات الرياضية لايواء السكان لعدة ساعات.. وأجلي ما مجمله 45 ألف شخص في محيط 1.8 كيلو متر حول القنبلة. وكانت القنبلة مغمورة في المياه بعمق حوالي 40 سنتيمتراً يحيط بها 350 كيساً من الرمل. هذا الخبر نقلته الوكالة العالمية «رويتز» للأنباء، وحين قرأته ازدادت عيناي اتساعاً من شدة الهول والدهشة والقهر في نفس الوقت ومن شدة التقدير المسبق الهائل لتفادي الخسائر. ألمانيا أنموذج حي أمامنا قامت بإجلاء السكان وحتى السجناء وأخذت كل الاحتياطات اللازمة ولم تستهتر وتقل إن القنبلة منذ عشرات السنين والآن أصبحت قنبلة (بايتة) بل أخذت الموضوع بكل جدية وأحضرت أخصائيي المفرقعات والمتفجرات واستمعوا إلى توجيهاتهم ونفذوها. الأحد الماضي تلقيت دعوة كريمة من قناة المجد للمشاركة في برنامج ساعة حوار مع الدكتور فهد السنيدي وكان عنوان الحلقة (مشاريعنا وإدارة الكوارث) تحدّثنا خلالها عن عدة أمور ومن أهمها أسباب الأزمات والكوارث لدينا وهو عدم الاهتمام بما نسمّيه ( ثقافة منع الخسائر) سواء كانت بشرية أو مادية، وعدم الاهتمام هذا يكمن في عدم التنبؤ المسبق والاستهتار في التقدير الصحيح وكيفية التعامل مع الكوارث قبل وأثناء وبعد وقوعها التي تنتج بعدها الخسائر وأن التعامل الصحيح معها يخفف وقع الخسائر بشكل كبير جداً جداً اذا لم ينهه تماماً. ألمانيا أنموذج حي أمامنا قامت بإجلاء السكان وحتى السجناء وأخذت كل الاحتياطات اللازمة ولم تستهتر وتقل إن القنبلة منذ عشرات السنين والآن أصبحت قنبلة (بايتة) بل أخذت الموضوع بكل جدية وأحضرت أخصائيي المفرقعات والمتفجرات واستمعوا إلى توجيهاتهم ونفذوها، بينما نحن ولله الحمد لم نجد قنابل بل قليلاً من الأمطار سبّبت لنا تعطل الدراسة والطرق والحياة بشكل كبير، نحن لا نتنبأ ولا نتوخى الحيطة والحذر، بل نتركها كما يقدرها الله الذي رحم حالنا، فله الحمد والشكر، دون الأخذ بالأسباب وتحليل المشكلة والاستفادة من الأخطاء السابقة المماثلة.. للعلم في ألمانيا لم يجدوا قنبلة أو قنبلتين أو عشراً أو مائة ليتحرّكوا بل تحرّكوا من أول قنبلة لعلمهم التام أن كل قطرة دم وكل ذرة تراب هي غالية ولها ثمن. أما نحن فالله يرحم الحال لو كانت عندنا من غير شر.. كان قالوا (قنبلة بايتة) ليه نضيع الوقت معها، طيب يا جماعة أنفاقنا وشوارعنا كل يوم تغرق لماذا لا نضيع الوقت معها اذاً؟ الله يرحم الحال، الى متى ستتكرر المآسي وفي كل يوم نكتفي بمشاهدة من يدفعون الثمن أمامنا ولا من متحرك، الشكوى إلى الله، ويارب احفظنا من كل شر وجنبنا اياه وكل مسلم.. بإذن الله ألقاكم الجمعة المقبلة.. في أمان الله . [email protected]