غريب هو أمر الإدارة النصراوية الحالية ففي الوقت الذي توقع الجميع أن تهدئ من غضب الجماهير وتمتص بكل دبلوماسية الاحتقان الذي يغطي سماء النصر هذه الأيام وتخفف من وطأة المطالبات التي تنادي بسقوطها وتنادي بجملة إصلاحات لوضع الفريق حتى أعلنت الإدارة عن تخليها عن أهم لاعب جماهيري في الفترة الحالية فتواجد الحارثي حالياً يمثل ثقلا نفسيا و معنويا كبيرا لتلك الجماهير التي ترى فيه أحد أبناء الكيان وهو اللاعب الوحيد الذي يذكرهم بالرمز عبدالرحمن بن سعود و ترى الجماهير أنه من (البر) لهذا الرمز أن يبقى الحارثي نصراويا حتى يعتزل . فخروج سعد بهذه الطريقة أمر ترفضه الجماهير لأنها كانت تتوقع أن تتعامل الإدارة النصراوية مع سعد كما تعامل الهلاليين مع ياسر الذي انتقل بكل احترافيه إلى العين الإماراتي وأيضا كما تعامل الأهلاويون مع مالك الذي انتقل إلى النصر . فالجماهير تطالب باحترام تاريخ سعد كما تعامل الهلاليون والأهلاويون مع تاريخ ياسر ومالك . فخروج ذيب الدحيم وتعقيبه على كلام رئيس النصر فيصل بن تركي وضع النقاط على الحروف في كيفية التعامل الاحترفي مع سعد وكيف أصبحت الشخصنة هي من تقرر في حسم الصفقات في النادي . ما اتسع جمهور النصر الذي كان يتأمل الكثير ولكن الأيام كشفت أن حزن النصر لا يزال له بقية !وتأكيده أن سعد لم يطالب النصر بالتجديد بأكثر من عشرة مليون . فلا تتعب نفسك ياذيب الدحيم فديدن هذه الإدارة هو نكران المعروف ومحاربة النجوم فلقد سبق سعد (ماجد والهريفي.) شخصياً توقعت أن تصل هذه الأمور إلي هذا الحد فكل الأمور كانت تشير إلي مغادرة الحارثي بهذه الطريقة فلو كان النصر جادا في التمسك بسعد الحارثي كلاعب نصراوي لما انتظرت أن يدخل فترة الستة أشهر و يقترب من نهاية عقده دون أن يوقعوا ويخلصوا معه كحال بقية اللاعبين الآخرين . لكن ولأنه سعد شخصياً الذي أوجده الرمز لا بد أن يزال! ويصبح الفريق هدفا لكل اللاعبين الذين تلفظهم أنديتهم ويجدون مكانا في النصر يحافظون فيها على الأقل تواجدهم في الملعب لكي يبحثوا عن أنفسهم من جديد. كان من باب أولى أن تحافظ الإدارة على بقاء سعد وتشدد على مكانته الجماهيرية وتعيد اكتشافه وهي التي بحثت عن مالك كي يعود مالك الذي تعرفه جماهير الأهلي كما تعرف جماهير النصر سعد جيداً * ما اتسع جمهور النصر الذي كان يتأمل الكثير ولكن الأيام كشفت أن حزن النصر لا يزال له بقية !