يتواصل في قاعة تراث الصحراء بالخبر معرض "حرف ولون" لأربعة من الفنانين التشكيليين بينهم فنانة واحدة قدموا أعمالا تحمل شخصياتهم الفنية وأساليبهم. زمان محمد جاسم وعلا حجازي وفهد خليف وبشار الشواف، للثلاثة الأُول حضور ومشاركات وحيوية التحرك بأعمالهم في المعارض الخارجية خاصة زمان وعلا بينما فهد خليف هو الآخر يمثل حالة حيوية تشكل فيها أسلوبه الفني خلال الأعوام الأخيرة، اما بشار الشواف فكأني به العائد مع كثير من التردد خاصة مع مجموعته الفنية المؤرخة كما يظهر ب 2005. تحمل أعمال الأربعة شخصياتهم وفق تقنية كل فنان، ف "علا حجازي" لم تزل بين اثر الطفولة وبين الكتابة وهي بين هذا وهذا تسعى لإدماج الأخير في لوحتها حتى تحولت اللوحة الى مجموعة متناثرة من الحروف تشكل جمالياتها ومحتواها، وتضعها ضمن المستفيدين من الحرف لكنها في الواقع استفادة لانجاز لوحة وليس للوحة يعالج فيها الحرف غالبا او يخضع لحل فني ومع ذلك فهناك اختلاف في التناول وهي على سبيل المثال تكتب حروفا خلاف حروف أخرى في لوحات أكثر تجويدا "لوحة شوق" على سبيل المثال، بالمقابل ترسم خطا فنيا يكتمل عندما تقدم أعمالا أخرى على النقيض فيها العناية بمجمل تقاطيع اللوحة وتوزيعاتها وتفاصيلها، وأيضا تأثيرها كفكرة او كجمالية، هي اللوحة التي تتضمن خبرات الفنانة ومكتسباتها الفنية مقابل اعمال فيها مبالغة او افتعال تأثيرات طفولية. عودة الفنان بشار الشواف لم تكن متوقعة بالنسبة لي، لكنها أسعدتني شخصيا. في مشاركته سنجد تجربة لا تختلف كثيرا عن بعض ما عرضه متفرقا خلال الأعوام الأخيرة الا بالكتابات والعبارات التي استفادها من الخط المغربي او الأندلسي مع بعض التشكيلات الزخرفية المبسطة. انه يعود كما يظهر لي الى بعض النتاجات التراثية والمخطوطات والتأثر بتكويناتها، والاكتفاء بألوان محدودة، أيضا سعى الى منح قطعته هيئة تعتيقية مع ابراز للذهبي الذي قد يمنح العمل بريقا في اطار الألوان الداكنة او الترابية يمنح لوحته تأثيرا باستخدام المعاجين المكبوبة على الورق ويكشطها للإيحاء بملمس. ربما اللوحة المختلفة الوحيدة لبشار بين مجموعته هي تلك المحفورة على الخشب وفيها بروز مبالغ فيه للأحرف او التشكيلات ومع ذلك فهي اللوحة الوحيدة بين اعمال المعرض كله المشار اليها بالاقتناء. تمثل أعمال فهد خليف خطا متصاعدا لهذا الفنان الطموح فهو اتجه بتأثير بعض زملائه في جدة وسعى مع هذه الاستفادة الى تحقيق أسلوبه الخاص ومعه كان الحرف أكثر تكثيفا في لوحاته حرف يشغل اللوحة وعليه تكون تأكيداته على عبارة او احرف بعينها لكن هذا الإيهام يعقبه تشكيلات من وحدة زخرفية او اكثر يغطي بها فضاء اللوحة مع تنويع في التلوين وحرص على تنغيم المساحة بما يحقق مشاهدة جمالية متصلة نستعيد معها المنسوجات الصوفية بالبساطة او اختيار الألوان الدافئة وتجاور ما يحقق معادلا يمنح اللوحة اثارتها البصرية. ينوع زمان محمد جاسم في مشاركته بين اللوحة المسطحة التي يعود اليها ومعها ألوانها الزاهية البراقة بجانب أعماله الأحدث وهو يشكلها وفق تجسيم بدني مقوس قابل للتعليق، عمل زمان على هذه التجربة أعماله المثيرة وفق رؤيته الفنية القائمة على بساطة المحتوى والاكتفاء بمساحات معالجة بألوان يحفها الأبيض والملامس التي تنوع المسطح وتثيره وهو هنا سعى الى التوفيق بين التجربتين وفق المرحلة التي تمثل كل منهما.