في ليلة باردة اجتاحت فيها مدينة الرياض موجة صقيع لم تشهدها العاصمة منذ عدة سنوات, أشعل صاحب السمو الملكي الأمير تركي بن عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود بحضوره المشرّف ورعايته الكريمة الأجواء داخل مسرح الأمير سلمان بمدارس الرياض، والذي أقيم على خشبته ختام شاعر الملك بعد عدة شهور من الفرز والتنافس. حيث رعى سموه الكريم بحضور عدد كبير من أصحاب السعادة والفضيلة إضافة إلى نجوم الفن والشعر حفل الختام الذي ابتدأ بآيات من الذكر الحكيم, ثم استمتع الحضور مع رقصة شعبية من الفلكلور الجيزاني. ألقى بعدها صاحب السمو الملكي الأمير تركي بن عبدالله بن عبدالعزيز راعي الحفل كلمة بهذه المناسبة أعرب فيها عن شكره لمسعد بن سمار، ولكل من ساهم في إنجاح هذا البرنامج الذي حمل اسم باني النهضة خادم الحرمين الشريفين مبدياً سعادته بحضور ورعاية ختام هذا البرنامج مشيراً إلى أن هذا البرنامج يعكس مدى حب وتآلف الشعب مع القائد. تم بعد ذلك استعراض تقرير مصوّر يحكي مسيرة المسابقة منذ الإعداد لها في مراحلها الأولى وصولاً لحلقة الختام. ألقى بعدها رئيس مجلس إدارة قناة المرقاب صاحب حقوق البث والتنظيم لهذه المسابقة الشيخ مسعد بن سمار كلمة أعرب من خلالها عن شكره لصاحب السمو الملكي الأمير تركي بن عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود على رعايته هذا البرنامج الذي جاء تعبيراً عن محبتنا لهذا القائد العظيم الذي نذر نفسه لخدمة دينه وشعبه, مشيراً إلى أن البرنامج نجح نجاحاً باهراً حينما تزاحم آلاف الشعراء لنيل شرف المسابقة التي تحمل اسم والد الجميع، وانتهاءً برعاية ابن الملك لهذا الختام الرائع, مختتماً حديثه بالتأكيد على أنه لا يوجد هناك خاسر، وأن جميع الشعراء المشاركين فازوا بشرف التنافس في حب الملك «حفظه الله ورعاه». عُرض بعد ذلك تقرير مرئي يحكي سيرة صاحب السمو الملكي الأمير متعب بن عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود رئيس الحرس الوطني «حفظه الله», ثم تقرير آخر عن الشعراء الخمسة الذين يتنافسون على لقب شاعر الملك. قام بعد ذلك الشعراء الخمسة المتنافسون بإلقاء قصائدهم التي جاءت جميعها في حب الوالد القائد خادم الحرمين الشريفين، حيث شهدت مشاركات الشعراء نقداً لبعضها وإشادة بأخرى من قبل لجنة التحكيم. قدّم بعد ذلك الفنانان المبدعان حضوراً وشعبية «خالد عبدالرحمن وماجد المهندس»، قبل لحظة التتويج وإعلان النتائج بلوحات أوبريت وطني فريد في أول عمل يجمعهما، رسم لوحاته وكلماته الشاعر المعروف حبيب العازمي. قام بعدها راعي الحفل بتكريم شاعر الملك الذي حقق المركز الأول حيث حققه الدكتور حمد وصل العصيمي بعد حصوله على تقييم لجنة التحكيم بنسبة 98 وبفارق ضئيل عن الشاعر فيصل السواط صاحب المركز الثاني الذي حصل على تقييم 97,33، وجاء في المركز الثالث عبدالله عبيان اليامي 96.66 ثالثاً، ثم زياد زيد البقمي 96.33 رابعاً، وأخيراً عيضة محمد السفياني 95,33 خامساً. حصل الدكتور حمد العصيمي الفائز باللقب علي جائزة مالية عبارة عن مبلغ مليون ريال وفيلا سكنية راقية في أحد أحياء شمال مدينة الرياض وسيارة مرسيدس بانوراما، كما حصل وصيفه الشاعر فيصل السواط على مبلغ خمسمائة ألف ريال وسيارة «بي ام دبليو»، فيما حصل الفائز بالمركز الثالث الشاعر عبد الله عبيان علي مبلغ ثلاثمائة ألف ريال وسيارة لكزس، كما حصل الفائزون من الرابع وحتى العاشر على جائزة عبارة عن سيارة «فورد» آخر موديل. وقد حصل العصيمي الفائز باللقب على جائزة مالية عبارة عن مبلغ مليون ريال، وفيلا سكنية راقية في أحد أحياء شمال مدينة الرياض وسيارة مرسيدس بانوراما موديل هذا العام، كما حصل وصيف «شاعر الملك» الشاعر فيصل حامد السواط على جائزة مالية عبارة عن مبلغ خمسمائة ألف ريال وسيارة «بي ام دبليو»، فيما حصل الفائز بالمركز الثالث الشاعر عبد الله عبيان اليامي على جائزة مالية بقيمة ثلاثمائة ألف ريال وسيارة لكزس، كما حصل الفائزون من الرابع وحتى العاشر على جائزة عبارة عن سيارة فورد آخر موديل. وسلم الأمير تركي بن عبدالله راعي الحفل، المتسابقين العشرة جوائزهم بدءاً من المركز العاشر إلى السادس وهم كل من: نادر لافي العماني، ضيف الله عماش العتيبي، خلف صالح العنزي، محمد مصوي العتيبي، عساف نومان التومي، وهي عبارة عن سيارة فورد آخر موديل. وقد افتتح الأمير تركي بن عبدالله المعرض المصوّر لمسيرة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، كما شاهد راعي الحفل فيلماً قصيراً من إنتاج قناة المرقاب الفضائية عن خادم الحرمين الشريفين. فيما أعرب سموه الكريم بعد الحفل لرجال الصحافة والإعلام، عن عميق الشكر والتقدير للقائمين على مسابقة «شاعر الملك» لما بذلوه من جهد كبير وعظيم في سبيل إنجاحها، وقد تكلل هذا الجهد بهذا النجاح الباهر الذي نراه، ولم يكونوا ينتظرون شيئاً من وراء هذا الجهد الكبير الذي بذلوه سوى تأكيد اللحمة الوطنية بين أبناء الشعب السعودي والبُعد عن الفرقة والشتات ونبذ أسباب الخلاف. وأكد أن الشعراء بثقافتهم المختلفة والعميقة استطاعوا أن يجسّدوا اللحمة والإخاء والمحبة بين أبناء الشعب السعودي. وفي معرض ردّه على سؤال حول ما إذا كانت المسابقة قد حققت الأهداف التي رسمت لها، قال: «فعاليات المسابقة كانت ممتازة جداً ونحمد الله أن المسابقة استطاعت أن تحقق جميع الأهداف التي رسمت لها بل وتعدّت ذلك لأهداف ابعد وأسمى وأكثر عمقاً مما كان مرسوماً لها». وحول دور الإعلام في تغطية فعاليات المسابقة، أوضح أن الإعلام السعودي في حالة صحوة وقد أبدع القائمون على وسائل الإعلام في تغطية ونقل كل الأحداث الهامة، ونحن الآن في أمسّ الحاجة إلى صحوة إعلامية وإعلام واعٍ، والإعلام الواعي بعيد كل البعد عن الأهواء؛ لأنه ينطلق من عقائد ثابتة وأخلاق عالية وراقية وأفكار بناءة، ولذلك لا يطاله شك ولا تشوبه شوائب مهما حاول الآخرون خلق بلبلة إلا أن وسائل الإعلام والصحافة أثبتت كفاءتها ونزاهتها «ولله الحمد». وفي سؤال ل»في وهجير» عما إذا كانت رعاية سموه ختام هذا البرنامج سيكون بداية لتبنّي سموه افتتاح جهة رسمية تعنى بالشعر والثقافة وتدعم الساحة الشعرية وتتبنى مثل هذه المسابقات قال سموه أنا متذوق للشعر ولست بشاعر وأكد أن الشعر والثقافة في السعودية يحظيان بدعم وتكريم من خلال مهرجان الجنادرية ومن خلال المسابقات والبرامج التي يتبناها أبناء الوطن المخلصون من حين لآخر.