انطلق مهرجان عنيزة الثالث للثقافة مساء السبت الماضي، متجاوزاً رسائل التخويف والتحذير التي تلقتها الجهة المنظمة، من أشخاص يعارضون مشاركة الدكتور سعد الصويان والكاتبة رقية الهويريني والكاتب محمد السحيمي. وبدأت مظاهر الخلاف بين المشرفين على المهرجان والمعترضين على وجود مشاركين بعينهم منذ وقت باكر، حين تلقى القائمون رسائل متعددة، حصلت «الحياة» على نص أكثر من عشرين رسالة sms، تتضمن تحذيراً للقائمين من مشاركة الدكتور سعد الصويان والكاتبة رقية الهويريني والكاتب محمد السحيمي. وبرر المعارضون رفضهم بأن المحاضرين الثلاثة لهم «أفكار ومقالات مستهجنة، إذ إن أحدهم يقول كلاماً خادشاً للحياء والتوحيد... وعرفوا بالكيد للدين وأهله»، مستشهدين بأن الكاتبة رقية الهويريني اعتبرت أن المرأة السعودية «لن تبلغ الرشد حتى تقود السيارة». وفي حفلة الافتتاح وجه المشرف على المهرجان، الذي تنظمه الجمعية الخيرية الصالحية، الدكتور إبراهيم التركي رسالة إلى المعترضين، حينما افتتح كلمته بالآية الكريمة «ولا يجرمنكم شنآن قوم على ألا تعدلوا اعدلوا هو أقرب للتقوى»، مشيراً في ثنايا كلمته إلى أن المعرفة تتطلب الانفتاح والوصل مع الآخر. بينما دعم أمير منطقة القصيم الأمير فيصل بن بندر بن عبدالعزيز مهرجان الثقافة وأكد أنه «ينم عن حسن في التوجه وإدراك للعطاء السليم». وقال: «أتيت أبارك هذا الافتتاح وأعيشه معكم وأتواصل فيه حتى ينتهي ويكتمل على خير»، لافتاً إلى أن هذه المهرجانات الثقافية «مظهر حضاري يجعل الإنسان يعيش في هذه البلاد مطمئناً إلى فكره ومنهجه وعمله»، متمنياً أن يكون الطرح والمناقشة والمداخلات على مستوى عال جداً من التركيز والاهتمام» من جهته هنأ وزير الثقافة والإعلام الدكتور عبدالعزيز خوجة القائمين على المهرجان، وقال إن عنيزة «أغرت بالشعر وفجرت رمالها وأشجارها وواحاتها ألواناً من الحنين، وتحولت أماكنها إلى ذكرى عظيمة لثقافتنا العربية»، مشيراً إلى اهتمام رجال عنيزة بالثقافة واحتضانها للشعر والشعراء والمفكرين. وأضاف خوجة أنها «فرصة رائعة لتجديد العهد بمثقفي هذه المحافظة العريقة، التي تعبق جنباتها بالإبداع والتراث والثقافة» مبيناً أن المهرجان أثبت في موسمه الثالث حضوره القوي في الحركة الثقافية والأدبية في المملكة، متمنياً للجميع التوفيق في هذا المهرجان الثقافي الهادف. وتخلل حفلة الافتتاح، التي حضرها الأمير سلطان بن محمد بن سعود الكبير ووزير الشؤون الاجتماعية الدكتور يوسف العثيمين وجمع من مثقفي المملكة كلمة لرئيس مجلس إدارة الجمعية الخيرية الصالحية عبدالله النعيم، أشاد فيها بالأوامر الملكية، لافتاً إلى أن للجمعية «دوراً فاعلاً في خدمة الثقافة في المنطقة»، مثمناً رعاية أمير منطقة القصيم للمهرجان. وضمن فقرات الحفلة تم عرض فيلم مرئي عن مسيرة الجمعية خلال ثلاثة عقود، أعقبه تكريم اثنان من رواد التعليم في محافظة عنيزة وهما الراحلان صالح الصالح وعبدالله القرزعي، وأربعة من رواد العمل الاجتماعي في عنيزة، وثلاثة من أمناء الجمعية الخيرية الصالحية. واختتمت الحفلة بأوبريت يؤرخ لمسيرة التعليم في الوطن على وجه العموم، وعنيزة على وجه الخصوص.