ماذا بعد الحوار الوطني في نجران، وماذا بعد هذا الزخم الهائل من المشاركات، من المعنيين من أبناء الوطن، ومن يمثلونه في مراكزه وأطرافه، هل سيبقى الأمر مجرد حواراً بعد حوار، وهل ستبقى مطالب المجتمع المتضررة من الخدمات الصحية المتداعية، مجرد توصيات تقال في نهاية كل حوار، ليستمع الجميع إلى ردود من يمثلون القطاع الصحي، ويتوجسون خوفاً من أن هذه الردود الجاهزة ربما هي مسكنات للألم وطويلة الأمد، أم ستكون بالفعل توصيات قابلة للتنفيذ على أرض الواقع. «الحياة» رصدت مشاركات عدد من الإعلاميين الذين لم تخلوا مداخلاتهم من شفافية واضحة، بدأتها الزميلة» نورة الحويتي» ب «هجوم ناعم « على وزارة الصحة في الجلسة المخصصة لمناقشة حقوق المرضى والأخطاء الطبية التي أقيمت صباح يوم الجمعة الماضي بقولها:»إن الصحافة ستعقد اتفاقية مع وزارة الصحة ،تضمن عدم النشر عن القضايا الإنسانية والتي تتضمن شكاوى المواطنين تجاه الوزارة، مقابل أن تتجاوب الوزارة مع الإعلام بشكل سريع وبشفافية».وأضافت: «حين أقيمت مؤخراً ندوة حول الأخطاء الطبية بالرياض ،التف الحديث بصورة مؤسفة لإدانة الأعلام لتتبعه لهذه الأخطاء ،وتم التركيز على أخطاء الصحافة حينها ، وغاب عن الآخرين أن للصحافة مبادئ مهنية نرتكز عليها وتحتم علينا كإعلاميين الأمانة الصحفية والمهنية أن لا نحتفي بالإنجازات فقط ونتابع باهتمام تفاصيلها ومجرياتها وأن نكتب عن إبطالها ، ولكن في المقابل نعطي مساحة أكبر للقضايا الإنسانية المتظلمة ضد أي قطاع ومن العبث أن يطلب منا مراجعة أخطاؤنا وضبط ما ينشر في هذا الجانب لأنها مهنتنا بالدرجة الأولى ومهما بلغنا من الخطأ كإعلاميين فلن يكون بحجم أخطاء الصحة المتعلقة بأرواح البشر. في الوقت الذي طالبت فيه الزميلة رقية الهويريني عبر مشاركتها في الحوار ب «عدم غمض وزارة الصحة حقها، والتكالب عليها» موضحة أنه من الموضوعية تقدير جهود مخلصيها من أطباء وممرضين وإداريين» ومؤكدة أنه «لولا شعورنا بأننا جزء منها لما اجتمعنا لنشخص الداء، ونركب الدواء»، لكنها لم تخف انتقادها لأداء الوزارة قائلة: «على رغم أنني أشم رائحة تلميع لوزارة الصحة، لكن دعوا لغة الأرقام تتحدث، وحديثها هو الفيصل، تلك اللغة الصريحة تقول ان نصيب المواطن من الموازنة السنوية للوزارة 271 دولاراً في السنة، بما يساوي 1016 ريالاً وربع الريال، فهل يمكن أن يحصل المواطن على نصيبه المستحق، في ظل هذا الازدحام الشديد في العيادات، ناهيك عن المواعيد البعيدة، التي قد تتسبب في مضاعفات وقد يتحول المرض البسيط إلى أمراض مزمنة عدة» مكملة: «في ظل ترهل هذه الوزارة واستفحال البيروقراطية المقيتة فيها، والمحسوبية البغيضة ومصطلح (تعرف أحداً) سيظل المريض مريضاً والصحيح مريضاً لقلة الحيلة» مطالبة ب «حصول المرضى النفسيين ومتعاطي المخدرات على حقوقهم الإنسانية، لهم ولذويهم، اذ يقف الآباء على عتبات مستشفيات الأمل فلا يجدون قبولاً، أقصد لا يجدون سريراً».