الموارد البشرية ثروة قومية متجددة, إن أحسنت الدول استثمارها بشكل جيد حظيت بشباب قادر على تحقيق التنمية الشاملة، وإن فشلت تحولت هذه الثروة إلى مصدر إزعاج وأزمات اقتصادية واجتماعية لا حصر لها. والمملكة أدركت هذه الحقيقة باكرا, وأوجدت المؤسسات التعليمية والتقنية والمهنية, إلى جانب مؤسسات التنمية الأخرى, بهدف رعاية واستثمار هذه الثروة الإستراتيجية وتحويلها إلى قوة اقتصادية. ومن هذه المؤسسات «صندوق تنمية الموارد البشرية» المسئول عن تدريب الشباب وصقل مهاراتهم وتأهيلهم لسوق العمل المحلية. ورغم ما قدمه «الصندوق» طوال السنوات الماضية من إنجازات في هذا المجال, وصرف مليارات الريالات على تدريب وتوظيف الشباب في القطاع الخاص وتحمل نسبة من رواتبهم, وتقديم القروض للمنشآت التقنية الخاصة, إلا أن ما قدم حتى اليوم لم يكن بمستوى التطلعات والأهداف المطلوبة حسب مراقبين مؤكدين أن الكثير من مخرجات مؤسسات التعليم والتدريب ظلت متواضعة, وأن نسبة البطالة لا تزال في ارتفاع, ويقابلها ارتفاع مواز في أعداد العمالة الوافدة. وهناك اطروحات عديدة نضعها على طاولة أحمد منصور الزامل مدير صندوق الموارد البشرية لايجاد الحلول العاجلة لها. أحمد الزامل صندوق الموارد البشرية رغم ما يبذله من جهود كبيرة – حسب الإحصاءات كتوفير أكثر من 50 ألف وظيفة للشباب في القطاع الخاص سنويا, إلى جانب دفعه 50 بالمائة من رواتبهم, فضلا عن الحوافز الأخرى التي يقدمها للشباب, لا يزال الصندوق يتعرض لسلسلة من الانتقادات, جراء عدم مساهمته الواضحة في الحد من البطالة التي تزيد نسبتها عاما بعد عام إلى جانب ارتفاع نسبة العمالة الأجنبية. خفض الأجانب واكد مواطنون : أننا لا ننكر دور الصندوق في جانب توظيف الآلاف من الشباب في مؤسسات القطاع الخاص, لكن نذكر الصندوق أن ثمة إحصاءات تؤكد أن أكثر من 50 بالمائة من الشباب السعودي الذين يتم توظيفهم في القطاع الخاص يتركون أعمالهم ويتجهون إلى القطاع الحكومي, كما أن مساعي الصندوق لم تساهم في خفض نسبة البطالة ولا نسبة العماله الوافدة. وأضافوا : إن الصندوق وحده لن يحقق الأهداف المرجوة منه ويحتاج إلى تعاون مشترك بين أطراف أخرى تساعده على تحقيق أهدافه كوزارة العمل والمؤسسة العامة للتعليم التقني والمهني وغيرها من القطاعات والهيئات ذات العلاقة بتنمية الموارد البشرية والتدريب والتوظيف. وطالبوا الصندوق بتحديد الصعوبات التي تعيق مهامه وتعطل أهدافه ليتم معالجتها, ومساعدته على تحقيق أهدافه وآمال الشباب. الإحصاءات تؤكد أن أكثر من 50 بالمائة من الشباب الذين يتم توظيفهم في القطاع الخاص يتركون أعمالهم ويتجهون إلى القطاع الحكومي, كما أن مساعي الصندوق لم تساهم في خفض نسبة البطالة ولا نسبة العماله الوافدة.فتحت الأبواب وقال محمد السليمان, عاطل : رغم وجود مئات الآلاف من الفرص الوظيفية في مؤسسات القطاع الخاص إلا أنه مع الأسف أن معظم هذه الوظائف يشغلها عمال أجانب, في وقت تتخلى فيه معظم هذه المؤسسات عن الشباب السعودي دون مبررات واضحة. وأضاف : يبدو أن صندوق تنمية الموارد البشرية لن يستطيع فعل شيء أمام ملايين العمالة الوافدة التي تملأ مؤسسات القطاع الخاص, مطالبا بوضع حد أمام العمالة الوافدة وكذلك أمام عمليات الاستقدام التي فتحت الأبواب على مصارعها للأجانب على حساب المواطنين. تفضيل الأجنبي واضاف ياسين الحمد : إن الكثير من الشباب لا يعرفون الصندوق ولا يعرفون مكانه ولا يعرفون دوره أو أهدافه, مطالبا الصندوق بفعل شيء يظهره إلى المجتمع ويعرف الشباب بمهامه. وأضاف : إن الصندوق يسعى لتوظيف الشباب في مؤسسات القطاع الخاص, بينما هذه المؤسسات تفضل الأجنبي في الوظيفة على المواطن, فضلا أن رواتبها ضئيلة ولا يتوافر بها الاستقرار الوظيفي. دور الصندوق وقال سالم الدوسري: إن مشروع السعودة مشروع عملاق, لكنه يواجه حربا ضروسا من بعض مؤسسات القطاع الخاص, والمؤسف أن رفع معدل السعودة مهمة انيطت بوزارة العمل التي تفتح المجال للأجانب وكان الأحرى أن تسلم هذه المهمة الشاقة لصندوق تنمية الموارد البشرية.