ضمن فعالياته الثقافية وفي آخر نشاط للادارة الحالية استضاف نادي الشرقية الادبي الكاتب سمير المقرن مدير عام معهد الإدارة العامة في المنطقة الشرقية في محاضرة بعنوان «إدارة المؤسسات الثقافية» قدم لها عضو النادي عبدالله ال ملحم. في البداية أكد المقرن ان هناك صراعا قديما جديدا في المؤسسات الثقافية وغير الثقافية حول بعض المفاهيم منها هل يكون التركيز على التخصص ام الإدارة ويخطئ البعض في التركيز على احدهما في حين كل المؤسسات الثقافية الخاصة والعامة بحاجة إلى إداري ومتخصص.، يضاف إليهما التوازن والوعي. وتساءل المحاضر هل الإدارة علم أم فن؟ وأجاب ان الإدارة علم وفن في آن واحد وهي علم لأن بها نظريات ومفاهيم تعتمد على شخصية المدير ومهاراته الشخصية، والإداري الناجح يحتاج الى الجمع بين علمية الإدارة وفنها من اجل تحقيق إدارة أفضل. ثم عرج المحاضر على الثقافة للدخول للإدارة بعد ان طرح بعض التعريفات للثقافة منها ان الثقافة مركب يحتوي على المعرفة والمعتقدات والقيم والعادات والتقاليد التي يكتسبها الإنسان باعتباره عضوا في مجتمع، والمثقف بالتأكيد عضو فعال يعمل على التطوير والتقدم وبناء الإنسان داخليا وخارجيا، والتعريف الثاني ان الثقافة هي النمط المتكامل للسلوك البشري والذي يشمل الفكر والحديث والفعل، إذ على المثقف ان يكون صادقا مع نفسه ومع الآخرين وان ينطق بالحكمة والمعرفة والصواب، وعليه ايضا ان يكون لديه القدرة على التعلم والاتصال بالغير ونقل المعرفة لهؤلاء. عملية التغيير عملية تحول تتطلب مراحل وخطوات ومنهجية، حتى يمكن تحقيق الأهداف التي وضعها النادي الأدبي لنشر الأدب والثقافة باللغة العربية الفصحى، وإبراز واقع وتاريخ المنطقة الأدبي والثقافي بخاصة والمملكة عامة ويتابع المقرن: ان لكل مؤسسة ثقافة وقيما، وثقافة المؤسسة إطار عام من القيم والسلوك التي يشترك فيها العاملون بالمؤسسة، في حين تكون قيم المؤسسة مفاهيم ومعتقدات أساسية وكذلك وجود أساس للفلسفة الإدارية. وعرج المقرن على خصائص ومهارات يجب توفرها في المدير القائد الذي يدير أي مؤسسة أيا كان توجه المؤسسة ومن الخصائص التي يجب توفرها في المدير القائد: القدرة على التنسيق، الإيمان بالقيم التنظيمية، مواجهة المشاكل والنزاعات، والمبادرة وتحديد الأهداف، وتحمل المسئولية، بالإضافة الى التعاطف مع الآخرين، وامتلاك الفهم للسلوك الإنساني والقدرة على تقويمه، ولديه القدرة الكبيرة على الدافعية نحو النجاح، والمحافظة على الاستقرار الشخصي بالنسبة للسلوك، وتراكم الخبرة والتخصص، بالإضافة الى الاعتماد على سلطة الثقة والمعرفة والزمالة. اما فيما يخص المهارات فقد قسمها المحاضر الى أربع مهارات ذاتية وهي صفات شخصية وقدرات عقلية، ومهارات إنسانية، التعامل والتنسيق والتأثير، والمهارة الإدراكية ويقصد بها الرؤية الكاملة وفهم الروابط والعلاقات والمهارات الفنية وهي المعرفة المتخصصة. ويرى المحاضر ان العملية الإدارية تحتاج الى مجموعة من العناصر منها التخطيط والتنظيم والإشراف والرقابة المتكررة والقياس وإعادة التوجيه والاهم هو اتخاذ القرار. وضرب المحاضر النادي الأدبي كمثال للمؤسسة الثقافية وتساءل لماذا يوجد النادي الأدبي؟ واجاب بالتأكيد لخدمة الأدب والأدباء، وشخصية الأديب والمثقف وتعدد مجالات ثقافته وتفاعله المتعدد الجوانب مع المجتمع ومع الطبيعة ما يحقق تجربة أدبية غنية الأبعاد والمضامين، وبالتأكيد لدى النادي الأدبي بالمنطقة الشرقية رسالة ورؤية وأهداف إستراتيجية ومرحلية ولائحة إدارية وكذلك لائحة مالية، ولكن أيضا المطلوب هي عملية التغيير وعملية التحول من واقع غير مرغوب الى حلم منشود من خلال تحديد الواقع الحالي وتحديد الحلم او الصورة التي يريد النادي بمجلسه الوصول اليها، فعملية التغيير عملية تحول تتطلب مراحل وخطوات ومنهجية، حتى يمكن تحقيق الأهداف التي وضعها النادي الأدبي من نشر الأدب والثقافة باللغة العربية والفصحى، وإبراز واقع وتاريخ المنطقة الأدبي والثقافي بخاصة والمملكة عامة، توثيق أواصر الصلات الأدبية بين الأدباء، والتعاون مع الجهات الحكومية ذات الصلة، تشجيع المواهب الأدبية الشابة ورعايتها، والعمل على حفظ وتعزيز الحقوق الفكرية والمادية للأدباء وتمثيلهم أمام الجهات ذات العلاقة فيما يتصل باختصاص النادي. واختتم المحاضرة قائلا: إن الشفافية والمكاشفة امران مطلوبان في العمل الثقافي بالاندية الادبية بالمملكة.