قال خبراء أن عودة اثنين من المسوؤلين السابقين في المنفى إلى ساحة المعارضة السورية يمكن أن يزعزع كوادر حزب البعث والطائفة العلوية التي ينتمي إليها الرئيس بشار الأسد لكنه قد يربك أيضا المعارضين المنقسمين أصلا. فخلال بضعة أيام، قدم عبد الحليم خدام الذي كان نائبا للرئيس السوري ورفعت الأسد شقيق الرئيس الراحل حافظ الأسد والذي كان نائبه ولفترة طويلة مرشحا لخلافته، نفسيهما على أمل أن يلعبا دورا في المعارضة أو في عملية انتقالية محتملة. وقال زياد ماجد الأستاذ في الجامعة الأميركية في باريس «أنه مؤشر إلى أنهما أدركا أن بشار الأسد انتهى»، بينما علقت الجامعة العربية عضوية سوريا ودعا ملك الأردن عبد الله الثاني الرئيس السوري إلى التنحي. وأضاف «أنهما يعرفان النظام في العمق ويدركان أن شيئا ما تغير وأنها النهاية. إنهما يحاولان أن يجدا لنفسيهما مكانا في سوريا المستقبل». وفي تجمعين منفصلين عقدا في باريس الأسبوع الماضي، أطلق كل من الرجلين اللذين انتقدا النظام في الماضي، حركة لا قاعدة حقيقية لها، «لتوحيد» المعارضين: اللجنة الوطنية لدعم الثورة السورية التي أطلقها خدام والمجلس الوطني الديموقراطي الذي أعلنه رفعت الأسد. وقال جوزف باحوط الباحث في معهد الدراسات السياسية في باريس أنه بعرضه طريقة خروج على ابن اخيه «يزعزع رفعت الأسد الطائفة العلوية الحاكمة وعائلة بشار الأسد. إنه يحاول اللعب على وتر التضامن العائلي». وأضاف «أنه لا يريد القيام بثورة (...) لكن في سوريا قد يثير ذلك اهتماما». وأوضح الخبراء أن الرجلين يملكان وسائل مالية وبعض الاتصالات في أوروبا والدول العربية. وقال باحوط أن «حسابات بعض الأجهزة الغربية هي أن رفعت الأسد يمكن أن يكون عامل تمرد كبير في الجيش» وإن كان حاول القيام بانقلاب ضد شقيقه في 1983. لكن الرجلين هما مسؤولان سابقان في القيادة يمكن أن يربكا حركات المعارضة الرئيسية أي المجلس الوطني السوري الأوسع والأكثر تمثيلا ويدعو إلى حماية دولية، والهيئة الوطنية للتغيير الديموقراطي التي تضم معارضين منفتحين على الحوار مع السلطة. وقال كريم اميل بيطار من معهد العلاقات الدولية والاستراتيجية أن «هذين الشخصين لا يتمتعان بأي شعبية في سوريا حيث ماضيهما ثقيل جدا. وفي المعارضة يعتبران عبئا».