ما تشهده مصر من أحداث تنذر بأخطار مفتوحة إذا لم يعد الاستقرار إلى هذا البلد العربي الكبير، خاصة بعد أن اختلطت المطالب المشروعة للشعب المصري بعبث المخربين والمندسين الذين يستغلون الجموع والحشود بهدف تفجير الأوضاع في مصر لصالح قوى شيطانية يبدو أنها تعمل وتبذل جهوداً مستمرة ومحمومة لمنع عودة الاستقرار إلى مصر. وكان خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز قد أعرب عن أمله بأن تجتاز مصر هذه الأزمة وحذر من العبث بأمن مصر واستقرارها، بعدما شاهد التحول الخطير لمظاهرات المطالب المشروعة الى عمليات سلب ونهب وعدوان على قوات الشرطة والمقرات العامة مما ينذر بانهيار النظام في مصر. وتخريب مصر وانهيارها هو المطلب الأهم والأغلى للقوى المعادية لمصر مهما رفعت من شعارات وأطعمت الموهومين أحلاماً. والفوضى هي الفرصة الوحيدة لأعداء الأمة العربية لتحطيم واحد من أكبر البلدان العربية الزعيمة التي تقف بعناد ضد الطموحات التوسعية الإسرائيلية وضد القوى المعادية للأمة العربية في الشرق. ويتضح بانحراف مسار المظاهرات إلى أن القوى الشيطانية المعادية لمصر والأمة العربية قد نهضت، وأنها تود دفع الأمور في مصر إلى نقطة اللاعودة، بحيث تدخل مصر في فوضى تامة لا يعلم ماذا ستكون عليه نتائجها، خاصة أن كثيراً من التنظيرات الحالمة التي يكتبها المعارضون أو يتخيلونها قد لا تكون بنفس نظارتها وحلمها حينما تتطلب أن تكون تطبيقاً في الشارع. ويبدو أنه يتعين الآن أن تنحاز جميع الأطراف لصالح مصر واستقرارها وسلامها الوطني خاصة بعد الخطوات التي اتخذتها القيادة المصرية تحقيقا للمطالب الشعبية. فمصر ليست بلداً صغيراً يمكن أن تنطفئ فيه النار حينما تشتعل، وإنما هي بلد كبير بعدد السكان والمكانة والمساحة والتاريخ والحضارة. كما أنها رقم مهم في المعادلة الجيوسياسية في الشرق الأوسط. وأي اهتزاز للموقف المصري إنما هو ضربة لموقف الأمة العربية. لأن مصر في الوطن العربي هي القلب والفؤاد والدرع والساعد. لهذا يأمل العرب أن تعبر مصر هذه الأزمة وهي أكثر قوة وصمودا وصلابة في وجه الذين يحيكون حولها المؤامرت والدسائس ويسعون إلى تحطميها بكل السبل والأساليب.