سنوات عدة وهي تعيش مع زوجها المصاب بمرض نفسي والعاطل عن العمل. يرقب أبناءه وتتحرك مشاعر الأبوة تجاههم، ولكن ضيق ذات اليد وسطوة المرض الجسدي والإنهاك الذي يحيط به تقعده عن توفير لقمة العيش لهم وتأمين متطلباتهم. محاولات حثيثة تجعل من والدتهم تقبل بما يجود به المحسنون لسد رمق أبنائها وحمايتهم من أن يجدوا أنفسهم في الشارع بين يوم وليلة. ولكن عدم تسديهم الإيجار أجبر صاحب المنزل على وضع حد لإقامتهم، فإما الدفع أو الطرد عاجلاً. تعيش أم خالد، وهي سيدة في العقد الرابع من عمرها، في حيرة من أمرها في سبيل البحث عن منزل يؤويها بعد تهديدات صاحب المنزل لها بالطرد. وتقول ل «الحياة»: «بعد أن كان إيجار المنزل لا يتجاوز 15 ألف ريال قام صاحب المنزل بمضاعفة السعر ولم نستطع دفعه»، مشيرة إلى أنه أعطاهم مهلة لبضعة أسابيع وإلا سيضطر إلى إخراجهم بالقوة لرغبته في بيع العمارة والسكن خارج منطقة الرياض والاستفادة منها. لا تعلم ربة الأسرة أين تذهب وتستقر بعد خروجها وأين تسكن، خصوصاً في ظل عدم وجود أقارب يمكن أن تلجأ إليهم وتقيم معهم ولو موقتاً، «لم نستطع دفع الإيجار منذ أربعة أعوام، وجاء الوقت كي ينفد صبر صاحب المنزل ويأمرنا بالخروج»، موضحة أنها لجأت إلى أحد أشقائها، إلا أنه رفض استقبالها. الحال الصحية تعوق أم خالد عن مزاولة العمل أو البحث عن مصدر آخر للدخل لإصابتها باحتكاك في الركب إضافة إلى آلام شديدة في الرقبة تعوقها عن المشي وصعود الدرج والصلاة في شكل طبيعي، ناهيك عن إصابتها بنوبات الربو وضيق التنفس. وتستمر معاناة الأسرة بدخول والدهم المسن في غيبوبة مرض السكري في شكل متكرر، وإصابته بعتمة العينين التي تمنعه من الرؤية الطبيعية، إضافة إلى مرض نفسي نتيجة الفقر الذي يعيشه وغلاء أسعار أدوية السكر. لم تجد أم خالد سوى الاتجاه إلى المحسنين وأهل الخير لمساعدتها في ما تقاسيه وأبناءها من عوز، خصوصاً أن أربعة من أبنائها يدرسون ويذهبون صباحاً بلا مصروف ومن دون إفطار يومي. وتذكر المرأة البائسة أن والدتها متوفاة ووالدها كبير في السن لا تستطيع اللجوء إليه، «بعد بحث طويل اتجهت إلى الضمان الاجتماعي ليصرف لنا إعانة شهرية لا تفي بمتطلبات العائلة المكونة من سبعة أفراد»، مناشدة أهل الخير مساعدتها وتوفير مكان آمن للسكن حتى لو كان موقتاً.