مع أول فوز سعودي في التصفيات التمهيدية لكأس العالم عدنا مجددا لتكرار أخطائنا المعتادة والمتمثلة في حشر منتخبنا أمام تحدي الإنجاز. بصراحة أمرنا غريب.. نحن فقط نريد إنجازا كرويا بأي طريقة كانت وبأي وسيلة! نحن لا نعترف أبدا بالتخطيط والبناء والعمل بهدوء وترو ووفق برامج وجداول محددة ومرسومة مسبقا, ما يهمنا تحديدا وكما جرت العادة هو أن نحضر مدربا عالميا ونطالبه بتحقيق الإنجاز!! ومتى ما طارت هذه البطولة أو تلك من أيدينا أشبعنا كل عضو في هذا المنتخب ردحا وقدحا!! يسيرنا في هذا النهج إعلام رياضي تؤرجحه العاطفة حينا والتعصب حينا آخر! بالأمس فقط حقق المنتخب السعودي أول فوز له في تصفيات كأس العالم التمهيدية، هذا بعد سلسلة طويلة من الإخفاقات المتتالية دوليا وآسيويا وحتى خليجيا، وأيضا بعد كبوات متتالية رمت بتصنيفنا الكروي إلى مراتب متأخرة جدا، وبعد الفوز المتواضع على منتخب تايلند عدنا ثانية لاسطوانة التأهل لكأس العالم وكأننا نتحدث عن منتخب 94 أو 96! وعدنا أيضا لشحن نجومنا بشكل مبالغ فيه وممارسة الضغوط العنيفة عليهم وتحميلهم ما لا يحتملون. من غير المنطق أبدا ونحن نبدأ الخطوة الأولى لإعادة تأهيل منتخبنا الوطني أن نطالبهم بالتأهل لكأس العالم وأن نجعل من هذا التأهل كابوسا يطاردهم في كل مباراة! أنا أسأل الجميع كيف سيكون حال عناصر منتخبنا الوطني أمام منتخب عمان القوي وهم مطالبون فقط بالفوز ولا شيء غيره؟! وأسأل الجميع أيضا كيف نطالب الاتحاد السعودي لكرة القدم ببناء منتخب قوي وقادر على المنافسة ونحن حتى لا نترك مجالا ولو بسيطا لأن يسير المنتخب بدون ضغوطات أو مطالبات؟! وأسأل ثالثا أيضا ماذا لو أخفق نجومنا لا سمح الله في لقائهم يوم غد أمام منتخب عمان؟ هل سيكون العمل سيئا.. والبناء سيئا.. والتخطيط سيئا.. وكل شيء سيئا أيضا؟ يا عالم أين العقول؟!! دعوا المنتخب يسير وفق خطط إدارته ونهج مدربه دون المطالبة بأي إنجاز في هذا الوقت تحديدا.. لنغفل قليلا عن كأس العالم وكأس آسيا بل وكل الكؤوس والإنجازات. دعونا نتأمل منتخبنا وهو يتطور تدريجيا ويعيد هيبته التي ضاعت بفعل سنين التجارب البليدة! من غير المنطق أبدا ونحن نبدأ الخطوة الأولى لإعادة تأهيل منتخبنا الوطني أن نطالبهم بالتأهل لكأس العالم وأن نجعل من هذا التأهل كابوسا يطاردهم في كل مباراة! لاعبو المنتخب هم صفوة النجوم في الدوري وأجزم بأنهم يملكون من الإمكانات ما يفوق وبمراحل ما قدموه في مباراة تايلاند، ولكن الضغط الرهيب المسلط عليهم من إعلامنا الرياضي يفقدهم الكثير من توازنهم ويربك كل تحركاتهم، نعم أنا شخصيا لا يهمني التأهل لكأس العالم حتى لو غضب الأمير نواف أو حتى قال عن حديثي (سخيفا) ما يهمني فقط هو أن أشاهد المنتخب السعودي وقد قوي بأسه واستعاد هيبته وفرض نفسه على القارة الصفراء زعيما كما كان في السابق وقتها فقط لن يساورني الشك بقدرتنا على التأهل لكأس العالم والوصول أيضا لمراحل بعيدة تبهج كل مواطن سعودي، لن أغضب لو خسرنا مباراة عمان ولن أقسو على اللاعبين أو أسخر منهم، كما لن أشكك في قدرات المدرب أو أتهم الإدارة بل سأكون عونا لهم لمواصلة مشوار البناء والعمل وفق ما تم التخطيط له، فالهدف في نظري ليس منجزا وقتيا قد يحدث أو لا يحدث ولكن الهدف هو صناعة منتخب قادر على المنافسة في كل زمان وفي كل مكان وفي أي مناسبة، هذا ما نرجوه وما نأمله ونتوق إليه.. أما إذا ما استمر تعاملنا مع المنتخب الوطني (بالقطعة) كما شاهد الجميع وقرأ بعد مباراتنا الأخيرة أمام تايلاند فأجزم بأننا سنظل ندور في محيطنا ولن نتقدم خطوة واحده للأمام, ولن يستطيع لا المدرب ولا اللاعبون ولا الإدارة أداء ما هو مطلوب منهم. نبضات كروية: _ مضاعفة المكافآت بعد الفوز على تايلند هو إجراء تحفيزي بلا شك ولكنه في هذا الوقت سيشكل ضغطا مضاعفا على اللاعبين في مباراة الغد. _ كما أن هناك حصصا تدريبية للاعبين على أرض الملعب أتمنى لو كان هناك أيضا حصص تثقيفية لبعض اللاعبين في قاعة المحاضرات! _ لا يمكن أن نصنع منتخبا قويا ونحن نطالب اللاعبين بالبطولة في كل مناسبة يشاركون فيها. _ معظم إعلامنا الرياضي بعد الخسارة (نياحة وعويل) وبعد الفوز (زغاريت) خسارة. _ ريكارد.. لا شك هو مدرب ذو كفاءة عالية ولكنه ما زال يحتاج لمزيد من الوقت لمعرفة إمكانات كل لاعبيه وحينها ستتضح أفكاره على أرض الملعب. _ منتخبنا فنيا يتفوق على المنتخب العماني ولكن قد ينتصر العمانيون بسبب إعلامنا (الحكيم جدا)!. _ صالح الحمادي قال كلاما أوجعنا ولكنه صحيح. [email protected]