ما حدث لسفارة خادم الحرمين الشريفين في سوريا من اعتداء من قبل أعوان النظام السوري تمثل انتهاكا صارخا للأعراف الدبلوماسية وتتيح هذه الظاهرة التي بدأنا نلمسها في عدة سفارات للغوغاء والشبيحة وتكرار الاعتداءات إنما تمثل ظاهرة لا يلجأ إليها أي نظام في العالم إلا حينما يصل به الأمر إلى اليأس والانكشاف أمام الرأي العام الدولي. إن التحريض ضد السفارات يدفع بالغرائز إلى الانطلاق وإلى التنصل من تحمل المواثيق والأعراف الدولية وهي أعراف لا يمكن المساس بها حتى في حالات الحروب والأعمال العسكرية لكن النظام السوري أراد بتشجيعه لمثل هذه الأعمال الإعراب عن يأسه في التعامل مع المشكلة الداخلية وهي التي تخص شعبه والذي توسع في أعمال القتل والإبادة على أمل أن يلقي المشكلة على الخارج. في المملكة موقفنا واضح وهو مع الشعب السوري في طموحاته للتحرر من الحكم الشمولي الذي تلاعب بمصير شعبه ورهن مواقفه لقضايا زائفة ومضللة تدعي المقاومة وهو بعيد عن هذا المعنى ونحن نعرف أن دمشق تلعب بالأوراق السياسية الإقليمية والمصيرية للقضايا العربية من أجل أجندتها ورهاناتها الإقليمية وإن المبادئ آخر اهتمامات نظام دمشق وهو الذي لم يطلق رصاصة واحدة تجاه إسرائيل بل غن الحكومة الإسرائيلية هي أكثر المتخوفين من سقوط نظام بشار الاسد لأنه أمّن لها جبهة الجولان طوال عقود وأي نظام جديد سوف يضع استرداد الجولان على سلم أولوياته وكل التقارير الإعلامية والدبلوماسية التي تنطلق من داخل إسرائيل أو الدوائر الإعلامية العالمية المتعاطفة مع إسرائيل هي من تثير علامات الاستفهام حول مآلات سقوط النظام السوري ومدى تأثيره على استحقاقات التسوية العادلة مع العرب. النظام السوري عليه أن يتحمل مسؤوليته كاملة إزاء أي عمل عدواني يطال السفارة السعودية أو بحق السعوديين الموجودين داخل زنازين سجونه وأي مساس بالحق السعودي سيواجه بردود مناسبة وعليه كنظام أن يستغل المبادرة العربية و يلبي مطالب شعبه و يستجيب لمطالب المبادرة و يمنع آلة القتل اليومية التي يروح ضحيتها عشرات المدنيين السوريين حتى لا يلاقي مصير الطغاة السابقين الذين نكلوا بشعوبهم حتى وجدوا أنفسهم خارج أوطانهم أو ينتظرهم أسوأ مصير.