حضّ مرشد الجمهورية الإسلامية في إيران علي خامنئي المسؤولين في بلاده، على تسوية خلافاتهم في «اجتماعات حكومية»، فيما جددت طهران تأكيدها أن مفاعل «بوشهر» النووي يتمتع ب «أعلى درجات السلامة»، مشددة على انه «ليس مثل مفاعل تشرنوبيل» الذي شهد كارثة قبل عقدين في الاتحاد السوفياتي. كلام خامنئي جاء خلال استقباله مساء الاثنين، الرئيس محمود أحمدي نجاد وأعضاء الحكومة، لمناسبة «أسبوع الحكومة». وأشار الى «الفتنة» التي أعقبت الانتخابات الرئاسية في حزيران (يونيو) 2009، معتبراً انها «وجّهت ضربة كبيرة لمسار العمل وتطور البلاد، ومنحت العدو روحاً معنوية، إلا أن الحكومة والشعب ومن خلال الثقة والإيمان والصمود، أنجزا أعمالاً وحققت الحكومة نجاحات طيبة». وخاطب نجاد والحكومة قائلاً: «الشعب يدعمكم لشعارات العدالة الاجتماعية والالتزام بالدين ومقارعة الاستكبار، لذلك اسعوا الى صون هذه التوجهات بكل قوة وجدية». وفي إشارة كما يبدو الى الخلاف بين نجاد ورئيس مجلس الشورى (البرلمان) علي لاريجاني، والذي أعلن الرجلان تسويته أخيراً، انتقد خامنئي كشف مؤسسات الدولة الخلافات في ما بينها، مؤكداً «وجوب تسوية مسائل مماثلة في اجتماعات حكومية، ويجب تقليص الخلافات». وأكد المرشد دعمه مشروع إلغاء الدعم المالي الحكومي للطاقة والمواد الأساسية، إذ طلب من الحكومة أن «تطبّق الخطة بجدية». على صعيد الملف النووي، أكد رئيس المنظمة الإيرانية للطاقة الذرية علي أكبر صالحي تمتع مفاعل «بوشهر» النووي ب «أعلى درجات السلامة النووية»، مشيراً الى انه «مصمم في شكل يحمي نفسه بنفسه إذا وقع أي حادث لتسرب إشعاعي وتلوث حراري وبيئي لدول مجاورة». وكانت الكويت أعربت عن «قلقها» من سلامة المفاعل. وقال صالحي الاثنين لقناة «العالم» إن «بوشهر ليس مثل مفاعل تشرنوبيل أو غيره، والتي حصلت فيها حوادث كارثية، إذ أن الحادث الاحتمالي سيكون محدوداً ومحصوراً في داخل مبنى المفاعل»، لافتاً الى أن «مبنى مفاعل بوشهر يحظى بجدارين ضخمين يحميانه، أحدهما فولاذي والآخر إسمنتي، بحيث إذا اصطدمت طائرة ركاب بالجدار، لا يحدث أي مشاكل للمفاعل». وكرر تأكيده أن شن هجوم عسكري على المفاعل يُعتبر «مخالفاً للقوانين الدولية»، محذراً من أن «أي هجوم عليها وقصفها بأطنان من القنابل في شكل مكثف سيحدث كارثة، من خلال انتشار مواد مشعة يمكن أن تعبر الحدود على امتداد مئات الكيلومترات». وأشار الى «الازدواجية في السياسة الأميركية حيال البرنامج النووي الإيراني، قبل الثورة وبعدها»، عازياً ذلك الى «أسباب سياسية». وتساءل: «كيف يبررون إنشاء مفاعلات نووية في الإمارات والكويت، ويوصون بها، مع انها دول صغيرة، لكنهم يمنعون إيران التي يقطنها 70 مليون نسمة، من الطاقة النووية؟». وأعلن استعداد إيران ل «التفاوض مع الأميركيين لتشكيل شركات مشتركة لبناء مفاعلات نووية وإنتاج الوقود في شكل مشترك، إذا أرادوا ذلك». وأكد صالحي أن طهران تلقت رداً «إيجابياً» من موسكو، على اقتراحها بإقامة كونسورسيوم مشترك لإنتاج الوقود النووي. وقال: «حتى الآن، الرد الروسي على الاقتراح الإيراني إيجابي. الرد الكامل والنهائي يرتبط بدراسات مستقبلية ومفاوضات مستقبلية. نأمل في أن تسمح المؤشرات الإيجابية المرسلة من الروس، في التوصل الى اتفاق». وأعلن صالحي أن إيران «ستنتج خلال سنة»، الوقود النووي الذي يحتاجه مفاعل طهران للبحوث الطبية، مشيراً الى أن بلاده أنتجت حتى الآن 25 كلغ من اليورانيوم المخصب بنسبة 20 في المئة، لاستخدامه في تشغيل المفاعل. ولفت الى أن إيران بدأت التخطيط لبناءمفاعل نووي آخر مماثل لذاك المخصص للبحوث الطبية، مشيراً الى أن بناءه يتطلب نحو 12 سنة. الى ذلك، أعلن أصغر صديق زاده رئيس مركز بحوث الانصهار النووي التابع للمنظمة الإيرانية للطاقة الذرية، أن طهران ستبني أول مفاعل بحوث للانصهار النووي، بحلول العام 2020. وقال: «وظّف 36 خبيراً حتى الآن منذ إطلاق المشروع، وسيرتفع العدد إلى ألفي شخص في السنوات العشر المقبلة». وأضاف: «نتطلّع إلى التعاون مع مراكز أخرى في العالم، متخصصة في مجال الانصهار النووي». كارلا بروني على صعيد آخر، اعتبرت وزارة الخارجية الفرنسية أن الإساءات التي وردت في وسائل إعلام إيرانية بحق السيدة الفرنسية الأولى كارلا بروني-ساركوزي، «غير مقبولة»، فيما نأت طهران بنفسها عنها. وقال الناطق باسم الخارجية برنار فاليرو: «نحيط علماً السلطات الإيرانية، بأن الإساءات التي وردت في صحيفة كيهان ونقلتها مواقع إلكترونية إيرانية، بحق شخصيات فرنسية عدة، بينها السيدة كارلا بروني-ساركوزي، غير مقبولة». وأضاف: «ننقل هذه الرسائل عبر القنوات الديبلوماسية المعتادة». أما الناطق باسم الخارجية الإيرانية رامين مهمان برست فقال: «يمكن انتقاد سياسة بعض الدول المعارضة أو تصرّف مسؤولين من دول أخرى والاحتجاج على ذلك، لكن يجب ألا نستخدم كلمات نابية. هذا أمر غير لائق». وزاد: «على رغم الخلافات بيننا وبين فرنسا، لكننا لا نقبل بأي إساءة». وكان الموقع الإلكتروني لمجموعة «إيران» الإعلامية الحكومية ندد ب «فجور» بروني التي دافعت عن الإيرانية سكينة محمدي اشتياني التي حُكمت بالرجم حتى الموت بعد ادانتها بالزنا والمشاركة في قتل زوجها.