صحيح أن المنتخب السعودي بعيد كل البعد عن مستواه الفني المعروف عنه وهذا ليس بالأمر الجديد بل إن الأخضر بعيدا عن مستواه منذ فترة بعيدة.. ولكن مباراتا تايلاند ( ذهابا وعودة ) أظهرت بعض المؤشرات لعودة عاجلة وقريبة بحول الله لزعيم منتخبات القارة الآسيوية لعهده السابق وأول تلك البوادر الروح العالية التي أظهرها نجومنا في المباراتين وخاصة في الشوط الرابع. أقصد الشوط الثاني من مباراة الإياب. إن ما فعله الصقور الخضر في مواجهة الإياب وتحديدا في شوطها الثاني ليذكرنا بعهد مضى كان خلاله الأخضر السعودي يجندل الخصوم ويتفوق على المنافسين بالروح العالية والإرادة والتصميم على الفوز وهذا ما افتقدناه في السنوات الخمس الماضية بعيدا عن العوامل الأخرى من أخطاء تحكيمية وتخبطات مدربين وغيابات لاعبين مؤثرين وتراجع مستويات نجوم لهم وزنهم وثقلهم الفني. كثيرون أولئك الذين انتقدوا الأداء الفني للاعبي المنتخب في مواجهة العودة أمام تايلاند وأنا لست على خلاف معهم في أن المنتخب السعودي لديه أضعاف ما قدمه مع تايلاند يوم أول أمس ولكن في مثل تلك المرحلة الحساسة قد ولا تكون العروض الفنية هي الهدف فالأهم من ذلك مسألة التأهل للمرحلة الأخيرة والنهائية لتصفيات آسيا المونديالية بعدها لكل حادث حديث .. المنتخب السعودي مطالب يوم بعد غد الثلاثاء بحصد النقاط الثلاث أمام عمان بأية طريقة ولن ننظر على الإطلاق للمستوى الفني لكون الفوز والفوز فقط يؤهلنا للمرحلة الأخيرة من التصفيات وهذا ما نطالب به ونتمناه. تبقى مباراة عمان هي الأخطر في مشوار التصفيات ويجب أن ندخلها بنظرة مباريات الكؤوس التي لا تحتمل غير الفوز وهذا ما يتطلبه واقع العبور للمرحلة الأخيرة ولو وضعنا اللاعبين الذين شاركوا في المباراة في ميزان النقد الفني لوجدنا الحراسة بأمان بوجود العملاق وليد عبد الله وخط الدفاع متماسك وإن كان عبد الله الزوري يحتاج لمراجعة حساباته أما الوسط فكان أقل الخطوط عطاء وكان محمد نور وسعود كريري الأبرز وحسنة أحمد الفريدي الوحيدة في الهدف الأسطوري الذي لا يسجله إلا الكبار أما الهجوم فكان يحتاج لمهاجم يساند المرعب نايف هزازي منذ البداية وخاصة عندما تكون المواجهات مع منتخبات الصف الثاني رغم تطورها الفني. أما النقطة التي تستحق التوقف عندها كثيرا حالة الاحتقان التي لازمت أداء البديل نواف العابد منذ مشاركته في أواخر الشوط الثاني. الموهبة الفذة نواف العابد لاعب مبتدئ ويجب أن يعرف أنه يخطو خطواته الأولى مع منتخب تربع على هرم كرة القدم الآسيوية وإذا أراد العابد أن يشق طريقه للنجومية الدولية فيجب عليه أن يتفرغ للعب وتنفيذ واجباته الفنية فقط وتلك نصيحة له ولغيره من اللاعبين المبتدئين على الساحة الدولية.. وتبقى مباراة عمان هي الأخطر في مشوار التصفيات ويجب أن ندخلها بنظرة مباريات الكؤوس التي لا تحتمل غير الفوز وهذا ما يتطلبه واقع العبور للمرحلة الأخيرة. قبل الوداع .. مواجهة عمان تختلف في الشكل والمضمون عن كل المواجهات التي خضناها في التصفيات فالمسألة مسألة تأهل وبأيدينا عوامل كثيرة يجب أن نستثمرها لكي نعبر وأهمها عاملا الأرض والجمهور ونريد أن نرى أمواجا بشرية على مقاعد الدرة تساعد الأخضر في ليلة العبور خاصة وأن المنتخب العماني من المنتخبات القوية خليجيا ويمتلك نفس الطموحات وأمامه نفس الحافز والحضور الجماهيري المكثف لن يكون ذا جدوى ما لم يساهم في دفع اللاعبين لحرث أرجاء الملعب طولا وعرضا لكي نصل مبتغانا .. خاطرة الوداع .. ألف مبروك التعيين يا نور عيوني .. وأتضرع للمولى عز وجل بأن تكون قريبا مني. [email protected]