استحق منتخبنا الوطني الفوز المهم الذي حققه في مواجهته أمام نظيره التايلاندي، واستعاد شيئا من قيمته في المنافسة على حصد البطاقة المؤهلة للمرحلة النهائية من تصفيات كأس العالم 2014 في البرازيل بفعل عودة الروح القتالية للاعبي (الأخضر) وشعورهم بخطورة الموقف بعد أن كانت سمعة المنتخب السعودي على المحك قبل المواجهة. كان مظهر الأخضر مختلفاً في الشوط الثاني عن ذلك الذي شاهدناه في الحصة الأولى، فلاعبونا أحسوا بخطورة الموقف وضاعفوا من مجهوداتهم داخل الميدان ولعبوا بتركيز أكبر فكان لهم ما أرادوا، ففريقنا حافظ على حظوظه في التأهل وأجّل الحسم حتى الجولتين الأخيرتين بعد أن وضعنا أنفسنا في هذا الموقف إثر الظهور الباهت في القسم الأول من التصفيات، وهذا الفوز سيمنح الفريق جرعة معنوية كبيرة ولمدربه الهولندي فرانك ريكارد الذي بدا تحت الضغط قبل تسجيل الهدف الأول، وهنا لا بد من الإشادة بتعامله مع المباراة بشكل جيد من خلال التغييرات الجيدة لضرب الحصون الدفاعية للفريق الضيف بإشراك ناصر الشمراني كمهاجم ثانٍ مع تعزيز منطقة المناورة بأحمد عطيف بعد التقدم بهدفين. الفوز المهم أعاد الثقة حتى للشارع الرياضي، وهذا سيكون واضحاً في مواجهة المنتخب العماني التي ستشهد حضوراً جماهيرياً أفضل باعتبار أهمية المباراة والظهور الجيد للمنتخب في مواجهة تايلاند، وسيكون لاعبو (الأخضر) مطالبين بحصد نقاط مواجهة عمان والظهور بنفس القتالية التي أبهجت السعوديين في النصف الثاني من مواجهة تايلاند، وسيظهر في هذه المواجهة أثر الإعداد والتحضير النفسي الذي سيقوم به القائمون على المنتخب، إذ ستكون مواجهة عمان أصعب المواجهات في التصفيات بالنظر إلى موقف الفريقين في جدول الترتيب، وتجدد الأمل لكلا الفريقين، خصوصاً وأن الفريق العماني انتزع فوزا قويا ومهما على منتخب استراليا، ما يعني أن المنتخب الخليجي الشقيق سيدخل بمعنويات أعلى بكثير وبثقة أكبر. مواجهة عمان ازدادت صعوبة، باعتبار حصول المنتخب العماني على أول ثلاث نقاط، فضلاً عن أن الخسارة ستقصيه نهائياً من حسابات التأهل، عدا عن قوة الفريق وامتلاكه لعناصر مميزة للغاية حرمتنا الفوز بلقب خليجي 19 في النهائي الذي خسرناه بضربات الترجيح. كان حديث الأمير نواف بن فيصل بعد المباراة مغلفاً بالتفاؤل الحذر فهو وإن ظهرت عليه ملامح الفرح بشكل كبير تحدث بشكل واضح وصريح حول أهمية مباراة عمان المقبلة أمام اللاعبين، وهو ما يجب أن تعيه إدارة المنتخبات وبشكل أدق الجهاز الإداري في الفريق وهو الذي لعب دوراً جيداً في إعداد الفريق لنزال تايلاند بجانب المدرب ريكارد الذي اتضح تركيزه على الجانب النفسي في خطة الإعداد لهذين اللقاءين، حتى وإن كان اللاعبون يملكون القدرة على التعامل مع مثل هذه المواجهات معتمدين على خبرة المباريات الدولية، في حين ينتظر من الجهاز الإداري بقيادة خالد المعجل الإيعاز للاعبي (الأخضر) الواعدين بضرورة ضبط أعصابهم تفادياً لأي قرارات تحكيمية أو انضباطية قد تعيق مسيرة (فريق الوطن)، والاستفادة مما حدث في المواجهة الأخيرة من احتكاكات لم نكن نرغب بحدوثها في وقت تفوق فيه الأخضر بثلاثة أهداف، بالإضافة للتدخل العنيف وغير المبرر لنواف العابد على أحد مدافعي الفريق التايلاندي. المنتظر من لاعبي الأخضر في لقاء عمان الظهور في الروح ذاتها التي شاهدها الجمهور في الشوط الثاني من مباراة تايلاند، والأهم من ذلك أن اللاعبين شاهدوا الفرحة العارمة التي عاشها السعوديون ليلة السبت الماضي حتى وإن كان الفوز على فريق لا يمكن أن يقارن بتاريخ وإنجازات الفريق السعودي، وهو ما يبرر المطالبات بعدم المبالغة في الأفراح.