لماذا لا نقبل الرأي الآخر ولو كان مغايرا؟ ولماذا نعتقد ان ما لدينا وما نقدمه هو الأفضل والأعظم وانه يجب التوقف عنده دون نقد ودون طموح في الأكثر إبداعا؟ ولماذا نعتقد أن الثقافة هي ما نقدمه فقط والأدب هو ما نبدعه فقط؟ ولماذا نؤول رأي الآخر ونحمله ما لا يحتمل وندخل به الى مسارب أخرى ودوائر أخرى تتعدى دائرة الطرح الى دوائر النية والعنصرية؟ ولماذا نقف بطموحاتنا وثقافتنا في موقع واحد لا يتعدد ولا يناقش ولا ينتقد؟ الأسئلة كثيرة.. والإجابات عديدة ومتنوعة لدى من يؤمنون بالتنوع الثقافي والتعدد الثقافي والطموح الى الأفضل فليس هناك حد للإبداع وإلا كنا توقفنا منذ زمن عند الشعر الجاهلي وعند نظرية أرسطو وعند جمهورية أفلاطون وعند البنيوية، وعند الحرب والسلام وغيرهم من الإبداعات والنظريات النقدية والفنية التي شهد العديد بأهميتها.. إن انتقاد عمل إبداعي او مؤسسة ثقافية لا يقلل من قيمتهما او جهدهما.. ولا يعني أنهما الاسوأ كما لا يعني عداء الناقد لهما او حقده على المبدع او القائمين على إدارة المؤسسة. إن حق النقد وارد وحق الرد وارد.. والطموح الى الأفضل سمة تسود البشر فما بالنا بالمثقف؟ أو توقفنا عند اليونسكو كبرى المؤسسة الثقافية او وزارات الثقافة كمؤسسات خارج دائرة النقد إن انتقاد عمل إبداعي او مؤسسة ثقافية لا يقلل من قيمتهما او جهدهما.. ولا يعني أنهما الاسوأ كما لا يعني عداء الناقد لهما او حقده على المبدع او القائمين على إدارة المؤسسة. إن حق النقد وارد وحق الرد وارد.. والطموح الى الأفضل سمة تسود البشر فما بالنا بالمثقف؟ إن افتقادنا لنقد افقدنا قدرتنا على الفرز.. وأضحينا نعتبر انه ليس في الإمكان أفضل مما هو كائن.. ان النقد المبدع والواثق والهادف طريق التحضر والبناء لا الهدم والعنصرية، والنقد عبر الطرق المشروعة والحضارية دعوة لتجاوز الركود والنمطية نحو الابداع والتقدم. لنتقبل النقد برحابة دون تهديد او تخويف للآخر...