دعت المعارضة السورية مساء الاثنين الى توفير "حماية دولية" لاهالي حمص من "المجزرة التي ينفذها النظام" في هذه المدينة المحاصرة التي تتعرض لقصف الجيش السوري. ولا يبدو حاليا ان هناك ضغوطا اقليمية او دولية لوقف آلة حرب النظام الذي يسعى الى قمع حركة الاحتجاج التي انطلقت في 15 مارس الماضي مطالبة برحيل الرئيس السوري بشار الاسد. ورغم موافقة دمشق في الثاني من نوفمبر الحالي على خطة العمل العربية للخروج من الأزمة، واصلت قوات النظام عملياتها الامنية ما اوقع منذ ذلك الحين اكثر من 70 قتيلا معظمهم في حمص (وسط). وقد دعا المجلس الوطني السوري الذي يجمع غالبية تيارات المعارضة الى اعلان حمص "مدينة منكوبة" مطالبا بتوفير "الحماية الدولية". وجاء في بيان صادر عن المكتب التنفيذي للمجلس "لليوم الخامس على التوالي يفرض النظام السوري حصارا وحشيا على مدينة حمص"، مؤكدا "استخدام النظام للمدفعية الثقيلة وراجمات الصواريخ والطيران الحربي في قصف الأحياء السكنية المأهولة". وطالب البيان الاممالمتحدة وجامعة الدول العربية ومنظمة التعاون الاسلامي وكافة الهيئات الدولية المعنية بحقوق الانسان "اعلان حمص مدينة منكوبة انسانيا واغاثيا وتطبيق التشريعات الدولية الخاصة بتقديم العون الطبي والاغاثي"، مشددا على وجوب "التحرك على المستوى الدولي لوقف المجزرة التي ينفذها النظام". كذلك دعا المجلس في بيان آخر جامعة الدول العربية ولجنة المتابعة الوزارية بشأن سوريا الى "التدخل الفوري لدى النظام السوري لوقف هجومه الوحشي على مدينة حمص والذي بدأ ليل الاحد الاثنين باستخدام قصف بري وجوي". وفي باريس قال وزير الخارجية الفرنسي الان جوبيه أمس الاثنين ان فرنسا ستتشاور مع شركائها في الاممالمتحدة بشأن النداء الذي وجهته المعارضة السورية لتوفير حماية دولية لاهالي مدينة حمص. وقال جوبيه للصحافيين ردا على سؤال في هذا الصدد "استمعنا الى الدعوات التي اطلقتها المعارضة السورية. سننظر في ذلك بتشاور وثيق مع جميع شركائنا في مجلس الامن"، مؤكدا ان "طريقة تصرف النظام غير مقبولة ولا يمكننا ان نثق فيه". وتصطدم فرنسا منذ اشهر بمعارضة الصين وروسيا وعدة دول ناشئة مثل البرازيل وجنوب افريقيا والهند لاي اجراء الزامي ضد النظام السوري. من جهته اعلن المرصد السوري لحقوق الانسان ان الجيش السوري دخل أمس الاثنين حي بابا عمرو في حمص. وقال المرصد ان "القوات المسلحة دخلت بابا عمرو بعد مواجهات بين الجيش وعناصر يشتبه في انهم منشقون فجرا وخلال الليل ثم بدأت بهدم المتاجر" في الحي. وفي اماكن اخرى في حمص قتل مدني برصاص قوات الامن في حي دير بعلبة. وبحسب المرصد فإن الاشتباكات العنيفة بالمدفعية الثقيلة التي اندلعت بين جنود وعناصر يشتبه انهم منشقون في حمص اوقعت "عشرات القتلى والجرحى من الجانبين". وقال المرصد ان السكان شاهدوا شاحنة "مكدسة بالجثث". من جهة اخرى، اعلن المرصد مقتل اربعة اشخاص في حمص وريف حماة. واوضح المرصد ان "شخصا قتل في كفرزيتا ريف حماة واصيب اربعة آخرون بجروح خلال اقتحام لقوات امن مدعومة من الشبيحة". واضاف "قتلت امرأة في دير بعلبة في حمص برصاص قوات الامن كما سقطت طفلة في حي بابا عمرو حيث قتل ايضا عسكري منشق من الحولة". وفي اللاذقية، اكد المرصد نقلا عن ناشطين ان اربعة انفجارات هزت ليل الاحد الاثنين شارع ميسلون في هذه المدينة الساحلية في غرب سوريا، من دون ان يوضح طبيعة هذه الانفجارات. وفي مدينة خان شيخون في محافظة ادلب (شمال)، افاد ناشطون عن سماع اطلاق رصاص كثيف بعيد منتصف الليل، بحسب المرصد الذي اشار الى انتشار للجنود على طريق خان شيخون - معرة النعمان حيث "يفتشون السيارات بحثا" عن ناشطين بعد مواجهات ليلية عنيفة في القطاع بين الجنود وبين عناصر منشقة بالقرب من بلدة حيش. وقد تبنى الجيش السوري الحر (معارضة مسلحة) عملية بالقرب من حيش واعلن في بيان "قامت سرية أبو علي من كتيبة آل هرموش باستهداف دورية للأمن والشبيحة على مفرق حيش ادت الى مقتل 9 من عناصرها وجرح 20 آخرين". ولم تتراجع اعمال القمع في سوريا التي خلفت اكثر من ثلاثة آلاف قتيل منذ منتصف مارس وفق الاممالمتحدة، وذلك رغم قرار نظام الرئيس بشار الاسد الموافقة على خطة للجامعة العربية لتجاوز الازمة. والاحد في اول ايام عيد الاضحى قتل 16 مدنيا برصاص قوات الامن السورية في حمص. وفي مواجهة الضغوط المتصاعدة، اتهمت الجامعة العربية دمشق بالحنث بوعودها معلنة عن اجتماع طارىء للمجلس الوزاري للجامعة في 12 نوفمبر الجاري في القاهرة. وكان نبيل العربي حذر السبت نظام دمشق من عدم تنفيذ خطة الجامعة معتبرا انه ستكون له عواقب "كارثية" على سوريا والمنطقة. وقال نائبه احمد بن حلي لفرانس برس ان الاسد منح اسبوعين لبدء المحادثات مع المعارضة غير انه كان على نظامه وقف العنف في الثاني من نوفمبر يوم اقرار سوريا للاتفاق. واكد سفير سوريا ان دمشق "وافقت خلال الاجتماع الوزاري الأخير على خطة العمل العربية واليوم تجدد التزامها بما وافقت عليه لا بل قطعت شوطا جيدا على طريق تنفيذه بدليل العفو الذي اعلنه السيد وزير الداخلية بالنسبة للمسلحين والافراج عن أكثر من 500 معتقل بسبب الأحداث الأخيرة". من جانبها دعت الهيئة العامة للثورة السورية أمس الاثنين الجامعة العربية الى سحب مبادرتها بشأن الازمة في سوريا واعلنت عن اضراب عام الخميس احتجاجا على قصف القوات السورية لمدينة حمص وسط البلاد.