تواصلت أمس العمليات العسكرية في مناطق عدة من سوريا من الحدود التركية حتى الجنوب، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان. وأكدت روسيا أمس أن المعارضة السورية لن تستطيع إلحاق الهزيمة بالجيش السوري. وكشف وزير خارجيتها سيرجي لافروف عن أن ممثلين عن المعارضة السورية سيزورون موسكو قريبًا، فيما نقلت وكالة «إيتار تاس» عن دبلوماسي لم تسمه إن وزير الخارجية السوري وليد المعلم سيزور روسيا في العاشر من أبريل. ورغم إبلاغ الموفد الدولي الخاص إلى سوريا كوفي أنان مجلس الأمن إن السلطات السورية وعدت ببدء تطبيق فوري لخطته الهادفة إلى وقف إطلاق النار في البلاد، لا سيما سحب القوات العسكرية من الشارع في مدة أقصاها الثلاثاء المقبل، فإن التطورات على الأرض لا توحي بحصول أي تهدئة. وقال مدير المرصد السوري رامي عبدالرحمن في اتصال هاتفي من بريطانيا مع وكالة «فرانس برس»: «حتى الآن من الحدود التركية حتى درعا العمليات العسكرية مستمرة، ولا يمكن الحديث عن انسحابات» لقوات النظام. وأضاف إن «الدبابات تدخل إلى المدن والقرى وتقوم بعمليات ثم تعود إلى قواعدها. هذا لا يعني أنها انسحبت». وأشار إلى حصول اقتحام هذا الصباح (أمس) لقرية المزارب على الحدود الأردنية السورية في محافظة درعا (جنوب)، وقرية طفس في المحافظة نفسها. ووقعت اشتباكات عنيفة بعد منتصف ليل الثلاثاء الأربعاء في بلدة خربة غزالة في درعا، فيما نفذت القوات النظامية حملة مداهمات واعتقالات في بلدة انخل أسفرت الحملة عن اعتقال خمسة أشخاص على الأقل. كما اقتحمت قوات النظام بلدة كفرعويد في محافظة ادلب (شمال غرب) وبدأت حملة مداهمات بحثا عن عناصر منشقة مسلحة، والحي الشرقي في قرية تفتناز الذي نفذت فيه أيضا حملة مداهمات تخللتها عمليات إحراق منازل. وكانت اشتباكات عنيفة وقعت الثلاثاء في تفتناز التي تعرضت كذلك لقصف عنيف وإطلاق نار سقط فيها عشرون مدنيًا وسبعة جنود وأربعة منشقين. وقتل الأربعاء رجل مسن في مدينة خان شيخون في إدلب إثر إصابته برصاص عشوائي، فيما تتعرض قرية طعوم لقصف من القوات النظامية السورية. وقتل السجين السياسي السابق في سجن تدمر أحمد محمد العثمان وشقيقه المحامي عدنان محمد العثمان في إطلاق نار على سيارتهما من رشاش دبابة بعد منتصف ليل الثلاثاء الأربعاء قرب المشفى الوطني في مدينة معرة النعمان في إدلب، بحسب المرصد. و في محافظة دير الزور (شرق)، قتل عنصر من المجموعات المسلحة المنشقة إثر إطلاق الرصاص عليه خلال حملة مداهمات نفذتها القوات النظامية في قرية الزباري التي كان يختبىء فيها. وأفاد المرصد عن قصف تتعرض له أحياء حمص القديمة منذ صباح أمس مصدره القوات النظامية السورية. وكانت لجان التنسيق المحلية أفادت فجرًا عن «اشتباكات عنيفة بين الجيش الحر وجيش النظام على مشارف حي بابا عمرو من جهة حي جوبر» في مدينة حمص (وسط). وسقط ثمانون قتيلا الثلاثاء في أعمال عنف في مناطق مختلفة من سوريا. وتجاوزت حصيلة القتلى في الاضطرابات الجارية في سوريا منذ منتصف مارس 2011 العشرة آلاف، غالبيتهم من المدنيين، بحسب المرصد السوري. وينتظر أن يصل خلال الساعات القادمة إلى دمشق وفد من الأممالمتحدة لإعداد خطة نشر مراقبين محتملين في حال التوصل إلى وقف إطلاق النار. وأعلن المتحدث باسم موفد الجامعة العربية والأممالمتحدة أحمد فوزي أن الجنرال النرويجي روبرت مود سيرأس الوفد «نظرًا لخبرته في الشرق الأوسط». وتقضي خطة أنان بوقف العنف من جميع الأطراف تحت إشراف الأممالمتحدة وسحب القوات العسكرية وتقديم مساعدة إنسانية إلى المناطق المتضررة وإطلاق المعتقلين تعسفيًا والسماح بالتظاهر السلمي. ويدعو مشروع بيان تعد له واشنطن وباريس ولندن في مجلس الأمن دمشق إلى احترام المهلة التي حددتها لوقف عملياتها العسكرية، والمعارضة السورية إلى وقف القتال خلال الثماني والأربعين ساعة اللاحقة.