في تاريخ كل أمة صفحات ناصعة تزهو بها على مدى الايام والسنين، وتاريخ هذه البلاد يزخر برجال عظام، صنعوا مجدها وسطروا في تاريخها أنصع الصفحات وأبهى الذكريات التي لا تمحى من ذاكرة الشعوب، بل تظل تذكرها أبد الدهر جيلاً إثر جيل، ويأتي صدور الأمر الملكي الكريم باختيار صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز (حفظه الله)، ولياً للعهد نائباً لرئيس مجلس الوزراء، خلفاً لأخيه الراحل سلطان الخير (يرحمه الله)؛ ليكون صفحة من هذه الصفحات المضيئة في سفر هذا التاريخ. لقد عبَّر اختيار خادم الحرمين الشريفين (حفظه الله)، سمو الأمير نايف بن عبدالعزيز ولياً للعهد عن إرادة وتطلعات كافة أفراد الشعب السعودي، وشرائحه الاجتماعية وأوساطه الأكاديمية والسياسية والاقتصادية وغيرها. ولا شك في أن قراراً بهذا الحجم وفي مثل الظروف التي اُتخذ فيها حيث كانت أجواء الحزن تخيّم على الجميع وفي هذا الوقت الوجيز، قد يصعب اتخاذه في بلدان يظن أنها أكثر ديمقراطية وأطول تجربة وخبرة من المملكة في العمل السياسي. لقد عبَّر اختيار خادم الحرمين الشريفين (حفظه الله)، سمو الأمير نايف بن عبدالعزيز ولياً للعهد عن إرادة وتطلعات كافة أفراد الشعب السعودي، وشرائحه الاجتماعية وأوساطه الأكاديمية والسياسية والاقتصادية وغيرها. يمكننا القول بكل بساطة وشفافية وبثقة ويقين أيضاً، إن سمو الأمير نايف هو الرجل المناسب في المكان المناسب، فقد كان سموه على الدوام عضداً لأخيه خادم الحرمين الشريفين، كما تحمّل سموه المسؤولية في كل مرة كان سلطان الخير (يرحمه الله) يسافر فيها للعلاج في الخارج، كما أن سموه وقف ولا يزال شامخاً على قمة هرم وزارة الداخلية منذ عقود، ولا يخفى علينا جميعاً الدور الكبير الذي تقوم بها هذه الوزارة في ظل الظروف الحساسة والصعبة التي تمرُّ بها المنطقة والعالم من حولنا والمهام التي تؤديها، في حماية وطن هو في الحقيقة في حجم قارة واسعة لها حدود مع بلدان تموج بالاضطرابات الداخلية، ودور هذه الوزارة في حماية اقتصاد هو من أكثر اقتصاديات العالم تأثيراً عبر تأمين منشآت بترولية منتشرة في مساحات مترامية الأطراف، إضافة إلى تأمين أمن وسلامة أكثر من خمسة ملايين زائر يتردَّدون على هذه البلاد كل عام لزيارة الأماكن المقدَّسة، وكذلك تنظيم دخول وإقامة عمل أكثر من سبعة ملايين وافد من كافة بلاد العالم يعيشون في بلادنا، ويشاركوننا في عملية التنمية مع تمتعهم بكافة الحقوق، كل ذلك وغيره مما لا يتسع المجال لسرده يكرّس منجزات هذه الوزارة والعاملين فيها وعلى رأسهم سمو الامير نايف بن عبدالعزيزعلى الصعيدين الأمني والتنموي أيضاً، ويلقي الضوء على عظم المهام والمسؤوليات التي اضطلع بها سموه منذ سنين. أما في الجوانب الإدارية والاجتماعية فوزارة الداخلية ترتبط بها وتتبعها إدارياً كافة الإمارات والمحافظات، الأمر الذي تتعاظم معه أعباؤها ومتطلبات إدارتها، يضاف إلى ذلك تنوُّع قضايا المواطنين والمقيمين، واحتياجاتهم الصحية والتعليمية والمعيشية وسواها، ولكن نايف رجل الحلم، والعزم، والحكمة، والقدرة على اتخاذ القرارات الحاسمة في أحلك الظروف أثبت أنه أهل لتلك المكانة، واستطاع بإرادته القوية وإيمانه الراسخ بعظم المسؤولية تحمل تلك الأعباء الجسام بأمانة وهمة واقتدار. إضافة إلى هذه الأعباء على اتساعها وتعدذُدها لوزارة هي من أهم الوزارات في الدولة وأكثرها مسؤوليات وواجبات، فإن سموه يرأس أيضاً العديد من اللجان الحيوية ومنها، لجنة الحج العليا، ولجنة الإعلام وغيرهما، ويقودها جميعا من نجاح الى نجاح دون ان يؤثر ذلك سلباً في أداء أي منها. لقد أوحى إليّ عنوان هذا المقال مشهد جموع المواطنين وهم يتوافدون على قصر الحكم، وعلى إمارات المناطق ومحافظاتها، لمبايعة وتهنئة صاحب السمو الملكي الامير نايف بولاية العهد، والذي شهده معنا العالم كله عبر القنوات الإعلامية المختلفة (الفضائية وغيرها)، وهو أمر تعجز عن ان تجاريه صناديق اقتراع الغرب أو الشرق، في تأكيد عُمق الثقة وامتداد جسورها، وتجسيد مشاعر المحبة، بالمبايعة من «القلب إلى القلب»، وبألسنة تسأل الله «سبحانه تعالى» الصحة والعافية وطول العمر لخادم الحرمين الشريفين، الذي ضرب أروع الأمثلة، وجسّد معاني الإخاء والوفاء، عندما تقدّم الجموع مستقبلاً جثمان سلطان الخير والصلاة عليه – رحمه الله -، رغم حالته الصحية التي لا تخفى على أحد، وهذه رسالة أخرى تؤكد للعالم أجمع أن العلاقة بين الحاكم والرعية في هذه البلاد تحكمها ثوابت لا تتغيّر، مستمدة من ديننا الحنيف وتتمثل في الاحترام، والتعاضد عند النائبات، وجعل الاولوية للمشاعر والحقوق والواجبات والعلاقات الإنسانية على ما سواها. والله نسأل أن يوفق ولي العهد الأمين صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز ويسدّد خطاه، وأن يحفظ لهذا الوطن أمنه واستقراره وأن يمدَّ قيادة هذه البلاد بعونه وتأييده لتحقيق بشائر فجر جديد لعمل وطني حافل بالمنجزات على كل الصُّعد بإذن الله. [email protected]