من بين الكثير من المسئوليات التي تولاها ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبد العزيز آل سعود، ونجح في إدارة ملفاتها «بامتياز» ملف «الإعلام».. حيث ترأس سموه المجلس الأعلى للإعلام، وكانت من أشهر مقولاته للإعلاميين، والصحفيين خاصة، ما كان من سموه بشأن «الحقيقة» التي رأى دائما أنها هي الأقرب في الوصول إلى الناس، والأقوى تأثيرا ومصداقية، والأقوى إقناعا، حيث قال ما معناه: «دع الناس يسمعوا الحقيقة مني».. كما كان يقول للصحفيين: الأفضل أن يسمع الناس المعلومات مني، هذا أفضل من أن يسمعوها من جهة أخرى». ولذلك، لم يكن سموه يتوقف أمام أي سؤال في أي مؤتمر صحفي يعقده مع الإعلاميين، ولم يكن هناك «خط أحمر» يضعه أمام أي سؤال، وكانت كل القضايا ودائما قابلة للحوار، ومعروضة للمناقشة، وتحتمل التساؤلات.. لم يكن يرفض الإجابة عن أي سؤال، لأنه يرى أن عرض الحقائق والمعلومات الصحيحة، هو جزء من مهام المسئول، وجزء من مسئوليات الإعلام الناجح. وكانت علاقة سمو الأمير نايف بالإعلام ولا تزال علاقة قوية، إذ ربطته بالإعلاميين، والصحفيين خاصة، صداقات عمل، نشأت وتطورت ونمت، في أجواء الصراحة والمكاشفة، وفي أضواء الحوارات التليفزيونية والميكروفونات الإذاعية وصرير الأقلام على الصفحات، تنتظر وتتابع كلمات سموه، إجاباته عن الأسئلة وعلامات الاستفهام. لم يكن سموه يتوقف أمام أي سؤال في أي مؤتمر صحفي يعقده مع الإعلاميين، ولم يكن هناك «خط أحمر» يضعه أمام أي سؤال، وكانت كل القضايا ودائما قابلة للحوار امتلك دائما مهارة الإحساس ب «النبض» العام للمجتمع، ومزاج الشارع، فكان قريبا دائما من «الرأي العام»، الأمر الذي منحه قدرة على إقامة جسر من التواصل الحي والبنّاء مع مختلف وسائل الإعلام «مرئية، ومقروءة، ومسموعة»، وفي إطار علاقة التفاعل مع هذه الأجهزة والوسائط الإعلامية المختلفة، أقام الأمير نايف جسورا قوية من الود مع معظم الإعلاميين، وأتاحت هذه العلاقة بناء قنوات اتصال «مباشر» بين الوزير والإعلاميين الذين كانوا يسمعون من الوزير مباشرة، فلا يكون ذلك إلا في خدمة «الحقيقة». يعرفه أكثر الذين تواصلوا معه من أهل الرأي، وأبناء «المهنة»، مستمعا جيدا، يجيد الإنصات، ويصغي إلى محدثيه، ليس بأذنيه فقط، ولكنه كما يتفق معظم الذين عرفوه يصغي بقلبه، وباهتمام كبير، ولا يتكلم إلا إذا كانت هناك ضرورة للكلام. الإشاعة خطر على أي مجتمع، هذا مما كان يردده دائما.. وكان ولا يزال يرى أنه إذا كانت الحقيقة قائمة، غابت الإشاعة.. ولذلك كان حريصا على التواصل المستمر مع الإعلاميين ووسائل الإعلام، لشرح الحقائق، وإعلان ما يستجد من موضوعات، أو ما يجري من أحداث وتطورات مهمة، إدراكا لأهمية أن يسمعه الناس، بدلا من أن يتركهم ليسمعوا الشائعة.. لذلك، حرص الإعلاميون على يسعوا إليه، وأن يتصلوا بسموه، ليأخذوا منه المعلومة، ويعرفوا منه الحقيقة.. فنجح رئيسا للمجلس الأعلى للإعلام، ونجح معه الإعلاميون.