طلب البيت الابيض من وزارة الدفاع الامريكية توصيات مبدئية لوجود القوات الامريكية في أفغانستان عام 2014 في أولى خطوات الاستعداد للانسحاب النهائي من هناك على الرغم من الوضع الامني المثير للقلق. وقالت مصادر مطلعة على المباحثات ان كبار مساعدي الرئيس الامريكي باراك أوباما طلبوا تصورات للوضع في عام 2014. وفي اطار هذه العملية يتعين على وزارة الدفاع بحث مسألة حجم القوات في 2013, ما يشير الى خفض في القوات أكبر من العدد المقرر سحبه بحلول سبتمبر القادم وهو 33 ألف جندي كان أوباما قد أرسلهم في محاولة لاحداث تحول في الصراع المستمر منذ عشر سنوات. وقال بروس ريدل وهو ضابط سابق في وكالة المخابرات المركزية الامريكية أشرف على عملية مراجعة السياسة في أفغانستان التي أمر بها أوباما عندما تولى منصبه عام 2009 وعلى صلة وثيقة بالبيت الابيض التخطيط لمستويات القوات في 2013 و2014 في مرحلته الاولية الان. تأتي جهود وضع مسار للانسحاب من أفغانستان في الوقت الذي يتخذ فيه البيت الابيض خطوات حاسمة لانهاء الحروب الدامية المكلفة التي كانت سمة للعقد الذي أعقب هجمات 11 سبتمبر واعادة التركيز على الاقتصاد الامريكي المتأزم وانتخابات 2012.والتزم أوباما والزعماء المتحالفون معه في العام الماضي بتسليم المسؤولية الامنية في أفغانستان الى الافغان بحلول عام 2014. وخلال زيارته اسيا الاسبوع الماضي قال وزير الدفاع الامريكي ليون بانيتا ان الجنرال جون الين قائد القوات الدولية في أفغانستان يضع خطة لسحب القوات الامريكية تدريجيا. لكن لم يعلن قبل ذلك ان البيت الابيض طلب تخطيطا تفصيليا لتحقيق هذا الهدف. وتأتي جهود وضع مسار للانسحاب من أفغانستان في الوقت الذي يتخذ فيه البيت الابيض خطوات حاسمة لانهاء الحروب الدامية المكلفة التي كانت سمة للعقد الذي أعقب هجمات 11 سبتمبر واعادة التركيز على الاقتصاد الامريكي المتأزم وانتخابات 2012. وفي الشهر الماضي أعلن أوباما أنه سيسحب ما تبقى من القوات من العراق بحلول نهاية العام الجاري. وفيما يتعلق بأفغانستان لم يكن البيت الابيض قد أعلن خططه لما بعد خفض القوات في 2012. وقالت كيتلين هايدن المتحدثة باسم مجلس الامن القومي: سيتخذ الرئيس قرارات بخصوص حجم وشكل وجودنا لما بعد سبتمبر 2012 في الوقت الملائم بالتشاور مع شركائنا الافغان وفي حلف شمال الاطلسي. وحتى في الوقت الذي تتحرك فيه ادارة أوباما لخفض القوات ما زالت المشكلة الامنية قائمة وما زالت الحكومة الافغانية تعاني ضعفا وفسادا بشكل ينبئ بالخطر. ولن تتناسب خطة لخفض القوات الامريكية سيبلغ حجمها نحو 68 ألف جندي في اكتوبر 2012 مع وزارة الدفاع التي تريد التمسك بقوة أكبر لاطول فترة ممكنة سعيا لجعل المكاسب الامنية دائمة. وتقول وزارة الدفاع انها طردت مقاتلي طالبان من الكثير من معاقلهم في الجنوب. لكن الاممالمتحدة تقول ان العنف بصفة عامة بلغ أعلى مستوى منذ بدء الحرب قبل عشر سنوات على الرغم من وجود أكثر من 130 ألف جندي من القوة التي يقودها حلف شمال الاطلسي. وستركز ادارة أوباما في الاشهر المقبلة على سحب القوات الاضافية اذ يتعين على الجنرال الين أن يقدم بحلول ابريل خطة تفصيلية لسحب 23 ألف جندي بين يناير ونهاية سبتمبر 2012. الا أنها تبحث حاليا أمر البقاء الى موعد بعد ذلك.. ولا يبدو أن القرار وشيك. وقال جورج ليتل المتحدث باسم وزارة الدفاع: قلنا مرارا ان طبيعة الخفض بعد عودة القوات الاضافية ستتوقف على الظروف.. وقال مسؤول رفيع بوزارة الدفاع طلب عدم نشر اسمه ان المسؤولين يفاضلون بين تصورات مختلفة للشكل المحتمل لاسس العلاقة الاستراتيجية مع أفغانستان في فترة ما بعد 2014. لكن المسؤول قال انه من السابق لاوانه وضع خططا راسخة أو محددة لعامي 2013 و2014 في وقت تبدأ فيه العملية بالكاد في أواخر عام 2011. وقال: عندما توليت منصبي كان هناك نحو 180 الف جندي منتشرون في هاتين الحربين... بحلول نهاية العام الحالي سيخفض هذا العدد الى النصف ولتكونوا على يقين بأن العدد سيظل في انخفاض. وقال جيمس دوبينز وهو مسؤول سابق بالبيت الابيض ان قرار أوباما بخصوص الجدول النهائي لسحب القوات سيستند الى اقتراحات مستشاريه العسكريين. وأضاف أن قرارات مماثلة بشأن القوات أثارت جدلا حاميا لكن الوضع ليس كما كان في ادارة الرئيس السابق جورج بوش حيث كانت تتخذ القرارات قبل مشاورة القادة. غير أن الكثير من خبراء الامن أبدوا قلقهم من أن يتقرر خفض القوات بناء على جدول زمني تحدده واشنطن على حساب تقييم الوضع على الساحة. وقال دانييل ماركي وهو خبير في شؤون باكستانوأفغانستان بمجلس العلاقات الخارجية: فكرة أنه يمكن اعتبارا من اليوم وضع خطة عامة لسحب القوات تبدو منفصلة عن الظروف على أرض الواقع.