لم يكن وصول اليابان للنهائي امراً مستغرباً لجميع المتابعين وفي المقابل لم يكن وصول استراليا شيئاً مستبعداً فنحن اليوم نتكلم عن منتخب يُعد من افضل المنتخبات تطوراً في كرة القدم وآخر يضمّ كوكبة من اللاعبين المحترفين الذين يلعبون في الأندية الأوروبية. قد يتعاطف الكثير منا مع منتخب اليابان لسبب اننا منذ زمن بعيد ونحن نحب اي شيء تتم صناعته في اليابان لدرجه اننا اصبحنا نفاخر بأي شيء نملكه عندما يكون يابانياً ولهذا تولدت لدينا حالة لا إرادية من العشق مع اسم اليابان. استراليا اليوم قد تسبّب المتاعب لليابان في أمور كثيرة اهمها القوة البدنية والتكوين الجسماني المتمثل في اللاعبين طوال القامة والتي ميّزت استراليا في الكرات الثابتة لبراعتهم في الكرات الهوائية وسوف تكون سلاحهم اليوم اضافة لإجادتهم الهجوم المرتد والتسديد وخبرة المباريات الكبيرة في انديتهماليابان كمنتخب في هذه البطولة كان له حضور قوي وقدّم لنا كرة قدم حديثة راقية وتميّزاً في هذه البطولة في عدة امور اهمها من وجهة نظري امران اولاً: قدرته كمنتخب على العودة في المباريات عندما يكون خاسراً وتحت اي ظرف وجميعنا يتذكر مباراة قطر عندما كان خاسراً وهو يلعب بعشرة لاعبين وامام كوريا وامام الأردن عندما ادرك التعادل في الوقت بدل الضائع وثانياً: عقلية اللاعب الاحترافية، فهو يلعب بإصرار وثقة ورغبة وارادة قوية ليحقق النصر لوطنه. ما يميّز اللاعب الياباني حالياً السرعة في الأداء والفكر العالي والذي اشتق من الكرة الأوروبية بالإضافة للانضباط الكبير للاعبين واقصد بالكبير هو الانضباط حتى نهاية المباراة اضافة لاحترامهم الدائم لخصومهم وعدم تأثرهم بالأحداث التي تصاحب المباريات كمثال (طرد لاعب - قبول هدف في توقيت صعب - اضاعة فرصة محققة - قرارات تحكيمية غير جيدة) والدرس الذي شهدوه امام كوريا يستحق فعلاً ان يدرس.. منتخب يقبل هدفاً في الوقت القاتل ويلعب ضربات الترجيح ويفوز رغم حالة الإحباط التي عاشها لاعبوه فإن ذلك لشيء كبير. في المقابل استراليا منتخب كبير وصعب وقد يكون مدرّبهم محظوظاً لأنه يتعامل مع لاعبين محترفين في اوروبا وهذا ما سهّل من مهمته كثيراً فاللاعب المحترف الحقيقي لا يضيع المدرب وقته في تعليمه (كيف يدافع او كيف يتحرّك بدون كرة او كيف يعكس الكرة) فهو فقط يضع فكره التدريبي من خلال فلسفته كمدرب ويقوم برسم نهجه التدريبي ويملك لاعبين يساعدونه كثيراً في ترجمه افكاره. استراليا اليوم قد تسبّب المتاعب لليابان في أمور كثيرة اهمها القوة البدنية والتكوين الجسماني المتمثل في اللاعبين طوال القامة والتي ميّزت استراليا في الكرات الثابتة لبراعتهم في الكرات الهوائية وسوف تكون سلاحهم اليوم اضافة لإجادتهم الهجوم المرتد والتسديد وخبرة المباريات الكبيرة في انديتهم ولكنهم يقابلون منتخباً عنيداً يُجيد اللعب السريع ويملك المهارة والتحرّك بدون كرة والانضباط ولديه مدرب متمكّن في قراءة خصومه. أخيراً .. نترقب البطل اليوم اليابان للمرة الرابعة أم استراليا للمرة الأولى .. ونترقب أيضاً افضل لاعب وافضل حارس وهداف البطولة.. فمن تتوقعون ؟