استعرض مشاركون في ندوة حملت عنوان "فقيد الأمة الأمير سلطان بن عبدالعزيز -رحمه الله- مواقف ومآثر" خصال وصفات ومواقف صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز –رحمه الله- الإنسانية، وقالوا "نحن في هذه الندوة لسنا في مجلس نعي ولا تأبين ولكننا شهداء أمام الله على أفعال سلطان الخير", مشيرين إلى أن الحديث عن صفات الأمير سلطان ومآثره الهدف منها العبرة في الوفاء لصاحبها. أكد مدير عام مكتب سمو أمير المنطقة الشرقية حسن الجاسر على دماثة خلق فقيد الوطن الراحل الأمير سلطان بن عبدالعزيز والذي يعد العنصر الأساس في شخصية الأمير سلطان رحمه الله. وأشار الجاسر إلى أنه لم يجد إنسانا في حياته يتهلل لعمل الخير كالأمير سلطان رحمه الله. واستحضر الأستاذ الجاسر جملة مواقف إنسانية لسمو الأمير الراحل في ميدان العمل الخيري، والذي كان الأمير سلطان يوليه أهمية كبرى في حياته، حسبما أشار الجاسر. اللحيدان: أقرب الناس لا يمكنهم أن يحصوا الكم الهائل من أعمال الخير التي قدمها وأشار مدير عام مكتب سمو أمير المنطقة الشرقية إلى أن أي شخص حضر مجلس الأمير سلطان لاحظ أنه يبدأ يلتفت يمنة ويسرى ويحيي الموجودين وكأنه يحيي كل شخص بنفسه وهذه أيضا من الصفات الجميلة التي كان يعرف بها رحمه الله، وفق ما يشير الجاسر. وتحدث الجاسر عن الجانب العظيم في شخصية صاحب السمو الأمير الراحل وهو الجانب الإنساني، مؤكدا حب وسعي وفرح الأمير سلطان رحمه الله عند عمل الخير. واستحضر الجاسر مجموعة شواهد ومواقف لامسها مباشرة من الأمير ومنها ما يشير الأستاذ الجاسر قائلا: عندما افتتح صندوق الأمير سلطان بن عبدالعزيز لتنمية المرأة، كان هذا الصندوق اسمه صندوق الأمير محمد بن فهد بن عبدالعزيز لتنمية المرأة أو للمشاريع الصغيرة، وبعد إنشائه بشهر زار الأمير سلطان المنطقة الشرقية، فقرر أمير المنطقة الشرقية أن يعرض عليه المشروع الذي يتيح فرصة لبنات الوطن في أن يفتتحوا مشاريعهم الخاصة من خلال تمويل هذه المشاريع والتدريب والمتابعة حتى تنجح هذه المشاريع للتحول من باحثة عن عمل إلى صانعة عمل. المشاركون في الندوة ويتذكر الأستاذ الجاسر، قائلا: ذهبنا إلى قصر سموه في الخبر، وكان الوقت مساءً وقبل المغرب وعرضنا عليه المشروع؛ لم أرَ إنسانا يتهلل وجهه للفرح لأن أمامه مشروعا سيساهم فيه، مثلما وجدت على وجه الأمير سلطان في ذلك المساء. مضيفا: سأل الأمير بعض الأسئلة وأعطانا بعض الأفكار، ثم اقترح سمو الأمير محمد بن فهد تحويل مسمى الصندوق إلى صندوق الأمير سلطان بن عبدالعزيز من خلال رؤية أن يكون لهذا الصندوق حضورا على مستوى الوطن؛ واذكر وقتها أن سموه تردد وقال لا: أنا أدعمكم ولكن الاسم لا يتغير، فبدأنا نطلب الموجودين، رجاءً يوافق.. ثم ابتسم الأمير سلطان ابتسامته الجميلة وقال: "ما يخالف" وأعطانا في نفس الوقت عشرة ملايين ريال. وأكد الأستاذ الجاسر إلى أن الأمير الراحل لم ينسَ الموضوع رغم انشغالاته الكثيرة وهو الذي يحمل هموم الدولة والعالم، وبعد فترة يقول الأستاذ الجاسر: يخبرني الأمير محمد أنه سأله عن المشروع وأين وصل وماذا قدمتم ثم طلب في زيارته الأخيرة رحمه الله، أن نلتقي به وذهبنا إليه في مكان سكنه وجاء وجلس معنا أكثر من ساعة وسألنا عن أشياء كثيرة وقابل بعض بناتنا اللاتي استفدنا من المشروع وسأل عن مشاريعهن ومنهن واحدة شغلت لديها في المشروع "42" فتاة من الأسر المحتاجة.. أي فتحت "42" بيتا.. كان متهللا وفرحا جدا رحمه الله وكان يسألها حتى أسئلة شخصية: أنت بنت من وهل عندك عيال.. لقد كان رجلا بمنتهى الجمال ومنتهى البساطة ولقد انتهى الاجتماع وقدم لنا عشرين مليون ريال. جانب من الحضور أما مدير فرع وزارة الشئون الإسلامية في المنطقة الشرقية الشيخ عبدالله اللحيدان فنبه بداية أننا لسنا في مجلس نعي ولا تأبين ولكننا شهداء كما قال الله سبحانه وتعالى: (وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطاً لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيداً). فنحن هنا نتحدث عن صفات ومآثر نستهدف العبرة منها والوفاء لصاحبها. مؤكدا أنه حتى أقرب الناس لا يمكنهم أن يحصوا الكم الهائل من أعمال الخير التي قدمها سمو الأمير الراحل رحمه الله. واستحضر الشيخ اللحيدان مجموعة أمثلة وشواهد من مواقف الأمير الراحل في دعم الدعوة والإرشاد ليس في المملكة وإنما في كل العالم، وذلك في الأمسية التي قدمها مدير النادي الأستاذ محمد بودي وشهدت تفاعل الجمهور. من جهته أشار القاضي في محكمة الاستئناف الشيخ يوسف بن عبدالله العفالق إلى أن فقد الأمير سلطان مصيبة عظيمة والمصيبة تعظم بعظم المفقود ولكننا لا نقول إلا كما أمرنا ربنا سبحانه وتعالى: (الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون). وأضاف: نعم إن فقد الأمير سلطان رحمه الله، يعد خسارة كبيرة، لأنه كان قائدا موهوبا بمواهب كثيرة في الحكمة والسياسة وحل المعضلات والمشاكل فقد كانت تسند إليه المهمات الصعبة كما قال ذلك: (صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن فهد أمير المنطقة الشرقية) في مجلس الاثنين ثم أعادها في المجلس الذي استقبل فيه سموه المعزين في وفاة صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز. وأضاف الشيخ العفالق: نحن كمواطنين أدركنا بعض هذه المهمات ومن ضمنها مشاكل الحدود وترسيمها مع بعض دول الجوار وهذه بلاشك تعد قضية كبيرة ومهمة ولا يقدر على حلها إلا عظام الرجال. وتحدث الشيخ العفالق عن محبة الناس جميعا لصاحب السمو الأمير الراحل، وأن الناس بدأت تعزي بعضها عند فقد الأمير سلطان رحمه الله. كما أشار الشيخ العفالق إلى الدور الذي قام به سمو الأمير الراحل في دعم الجمعية الخيرية لتحفيظ القرآن بالمنطقة الشرقية وجهود سموه -رحمه الله- في مجال العمل الخيري التي امتدت إلى جانب تحفيظ القران الكريم بدعمه لبعض المشاريع الدولية والمراكز، مثل مؤسسة سلطان الخيرية، ومركز سلطان للعلوم والتقنية، ومدينة سلطان للخدمات الإنسانية، وبرنامج سلطان للتربية الخاصة، والموسوعة العربية العالمية، وبعض البرامج الأكاديمية، وإنشاء جمعية خيرية لتحفيظ القران داخل وزارة الدفاع تعنى بحفظ كتاب الله. أما محمد بودي رئيس مجلس إدارة نادي المنطقة الشرقية الأدبي فقد عبر عن الحزن العميق لجميع منسوبي إدارة النادي بوفاة صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز، لاسيما وأن لدعم سموه المادي والمعنوي للثقافة والأدب الأثر الكبير في مسيرتها الحافلة بشتى أنواع العطاء.