ستظل المشاهد المؤثرة التي شاهدها العالم أجمع خلال أداء الصلاة على جثمان فقيد الوطن سمو ولي العهد -رحمه الله- عالقة في الأذهان لما تحمله من مشاعر صادقة تؤكد على عمق المحبة التى ربطت خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز للفقيد الراحل، والأمير نايف بن عبدالعزيز النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية، والأمير سلمان بن عبدالعزيز أمير منطقة الرياض، تلك المشاعر التى خرجت من القلب وظهرت بدون رتوش وبتلقائية. تلك الدموع التى انهمرت كالسيل من خادم الحرمين الشريفين خلال أداء الصلاة على الفقيد اعتصرت قلوب ومشاعر أبناء الشعب في هذه اللحظات الحزينة حيث تحامل خادم الحرمين الشريفين على نفسه واصر على أن يكون في وداع أخيه الراحل الى مثواه الأخير، حملت هذه المشاعر الفياضة العلاقة الحميمية التى كانت تربط المليك بفقيد الوطن، والتى شاهد الجميع عمق هذه العلاقة التى تجاوزت كافة المعاني والعبارات. تتداعى على الذهن الذكريات التى جمعت خادم الحرمين الشريفين بولي عهده في رحلة عمل مشتركة استمرت سنوات من أجل نهضة الأمة وأبنائها الذين ترحموا على فقيد الوطن، الذي افنى حياته في خدمة قضاياه، ولم يقصر يوما واحدا حتى في أصعب الظروف فمهما وصف الشعراء والادباء تلك العلاقة فلن يستطيعوا وصفها، فها هو خادم الحرمين يرفض نصائح الأطباء ويتحامل على نفسه وآلامه وهو الذي خرج مباشرة من المستشفى عقب اجرائه جراحة في الظهر ليكون أول المستقبلين لجثمان أخيه وولي عهده وساعده الأيمن في مطار القاعدة الجوية، ويصر -حفظه الله- أيضا على أن يتقدم المصلين على الجنازة في جامع الإمام تركي بن عبدالله في مدينة الرياض ويستقبل جموع المعزين، وهنا تتسابق دموعه على فراق أخيه في لحظات الوداع المؤثرة الحزينة في حالة يعجز اللسان عن وصفها، وتتداعى على الذهن الذكريات التى جمعت خادم الحرمين الشريفين بولي عهده في رحلة عمل مشتركة استمرت سنوات من أجل نهضة الأمة وأبنائها الذين ترحموا على فقيد الوطن، الذي افنى حياته في خدمة قضاياه، ولم يقصر يوما واحدا حتى في أصعب الظروف التي ألمت به، ثم يتسابق صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية، والأمير سلمان بن عبدالعزيز أمير منطقة الرياض في حمل نعش فقيد الوطن لتأتي الملحمة الأخرى من العطاء والحب في أسمى وابلغ صوره، إنها اللحظات الخالدة وترجمة حقيقية لمعاني الوفاء الصادق الذى لا يحتاج الى برهان أو دليل، الأميران يحملان نعش شقيقهما الراحل ويودعانه في اللحظات الأخيرة المؤثرة لتؤكد الأبعاد الانسانية التي تؤكد حميمية الأخوة بين الفقيد وإخوانه، وكان حرص أفراد العائلة المالكة على أداء صلاة الميت وتشييع الفقيد إلى مثواه الأخير دليلاً بليغاً آخر على المحبة، وظهر الحب الكبير الذي يكنّه الشعب لولي العهد. إضافة إلى مشاركة عدد من مواطني دول الخليج، للمشاركة في أداء صلاة الميت على ولي العهد. ولم يستطع كثير من محبي ''سلطان الخير والعطاء'' الذين شاركوا في أداء الصلاة تمالك أنفسهم عند سماع المنادي بعد صلاة العصر ''الصلاة على الميت الأمير سلطان بن عبد العزيز رحمه الله''، فأجهشوا بالبكاء وعلا صوتهم حزنا على فراق ولي العهد -رحمه الله- انها لحظات مؤثرة ستظل وتبقى خالدة في الأذهان.