توقف القلب الكبير.. توقف القلب الذي حمل هموم أمته لسبعة عقود.. توقف القلب الكبير للامير سلطان بن عبدالعزيز بعد أن ترك في تاريخ أمته صفحات ناصعة تحمل في طياتها الحكمة والكرم والحس الإنساني بالغ العذوبة.. لسنا نحن فقط في المملكة العربية السعودية الذين نبكي فقد سلطان بن عبدالعزيز ولكن يبكيه كل قلب يحب الخير في العالم كله. وجهه الباسم كان يبعث الطمأنينة في كل من يقترب منه أو يتعامل معه. حرصه الشديد على توزيع اهتمامه ورعايته لكل من يدخل مجلسه كان نموذجا فريدا في التعامل الإنساني. تحولت وزارة الدفاع والطيران إلى مؤسسة عسكرية حضارية ساهمت في بناء الوطن وحمايته وتشكيل الضمير الوطني فيه. وكنا نلاحظ مدى الحب الذي يشع من عينيه رحمه الله عندما يرى أبناءه ضباط وأفراد القوات المسلحة عندما يزور المنطقة الشرقية ويلتقي بهم، كان يعرف الكثير منهم بالاسم ويتابع أحوالهم بشكل إنساني كبير. ساهم بشكل رئيس في تنمية العمل الإداري في المملكة من خلال رئاسته رحمه الله للجنة الإصلاح الإداري وهي اللجنة التي وضعت الكثير من الهياكل التنظيمية لإدارات المملكة المختلفة وساهمت في نقل المملكة العربية السعودية إداريا إلى مراكز متقدمة. كان بحق مؤسسة خيرية إذ حمل في قلبه حساً انسانيا تجاوز حدود الوطن وترك في كل زاوية من زوايا الوطن عملا يشهد له، رعى الأيتام حتى سمي بحق أبا اليتامى، لم يطرق بابه محتاج إلا وعاد بأكثر مما كان يأمل. ونحن في صندوق الأمير سلطان بن عبدالعزيز لتنمية المرأة سنفتقد سلطان الأب وسلطان الموجه. حضرنا له ذات مساء في قصره بالخبر في معية ابنه سمو الأمير محمد بن فهد أمير المنطقة الشرقية وعرضنا عليه مشروع الصندوق فكان الداعم والموجه والأب الحنون الذي منحنا بعد الله القوة على السير في طريق إكمال المشروع. وكان بعد ذلك دائم السؤال عن الصندوق وإنجازاته وكان سعيدا عندما عرضنا عليه في وقت آخر إنجازات مركز الأمير محمد بن فهد للقيادات الشابة. مواقف كثيرة مع الراحل العظيم تغمده الله بواسع رحمته وأسكنه فسيح جناته وجزاه عن أمته وبلاده أفضل الجزاء. [email protected] /تويتر h_aljasser