فجع الشعب السعودي بنعي خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز شفاه الله وعافاه لأخيه وولي عهده صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز يرحمه الله؛ وهذه مشيئة الله وقدره الذي لا يرد فالموت حق علينا جميعاً. رحمك الله يا أبا خالد فلقد كنت رجل دولة من الطراز الأول وتشهد على ذلك مسيرتك العملية التي امتدت إلى سبعين عاماً من العطاء المتواصل للوطن؛ فلقد كان أول منصب حكومي تولاه الأمير سلطان هو رئاسة الحرس الملكي السعودي في العام 1362ه؛ ومن ثم تولى يرحمه الله إمارة الرياض فوزيراً للزراعة والمياه ومن ثم وزيراً للنقل حتى توليه قبل خمسين عاماً مسئولية الدفاع عن الوطن كوزير الدفاع والطيران والمفتش العام وهي الوزارة التي تحمل مسئوليتها على جسامتها لنصف قرن مضى والوطن آمن على نفسه ومطمئن. كما تولى يرحمه الله مسئولية النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء في عهد المغفور له الملك فهد بن عبدالعزيز إلى أن تقلد مسئولية ولاية العهد عضداً لأخيه الملك عبدالله يحفظه الله ؛تعجز الكلمات أن تختصر أو توجز ما قدمته يد الأمير سلطان من عطاء ودعم لكل مشاريع الخير في كل بقعة من أرجاء المملكة، فلقد كان يرحمه الله ذا قامة عالية وهمة قوية تنهل من خبرات عملية ومهارات إنسانية ورغبة مستمرة للعطاء يتوجها بابتسامته الدائمة التي أحببناها وسنفتقدها جميعاً.ورغم جسامة هذه المسئوليات والمناصب التي تولاها خلال هذه المسيرة العملية الطويلة فإنه يرحمه الله كان كذلك يرأس العديد من مجالس الإدارات واللجان والمجالس العليا التي تعنى بشئون الوطن والمواطنين. ولم تشغل كل هذه المسئوليات الأمير سلطان عن الناس وعن الخير والبذل والعطاء، فلقد كان أمير الخير والإنسانية؛ بل كان مؤسسة خيرية بذاته كما وصفه أخوه رمز الوفاء والذي رافقه في رحلته العلاجية صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز أمير عاصمة الوطن الرياض. إن حياة الإنسان تقاس بما قدمه للآخرين وتعجز الكلمات أن تختصر أو توجز ما قدمته يد الأمير سلطان من عطاء ودعم لكل مشاريع الخير في كل بقعة من أرجاء المملكة فلقد كان يرحمه الله ذا قامة عالية وهمة قوية تنهل من خبرات عملية ومهارات إنسانية ورغبة مستمرة للعطاء يتوجها بابتسامته الدائمة التي أحببناها وسنفتقدها جميعاً. رحمك الله يا أبا خالد ونعزي أنفسنا جميعاً فيك؛ اللهم اغفر له وارحمه؛ وأكرم نزله ووسع مدخله؛ واغسله بالماء والثلج والبرد ونقه من الذنوب والخطايا كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس؛ اللهم جازه بالحسنات إحسانا وبالسيئات عفواً وغفراناً يا رب العالمين.