لن ننكر على ممثلياتنا في الخارج المبادرات النشيطة والدائمة، ولكن يحدث هذا عندما يتعرض أحد أصحاب الياقات الزرقاء والنفوذ والجاه لأي أذى. بينما إذا كان المعتدى عليه من العامة فلن يسمع سوى التقريع والنصح بعدم السفر... إلخ. وبهذه الازدواجية نكون أمام فرز ظالم للانتماء الوطني من قبل جهات تخص كل المواطنين بدون استثناء. من وقت إلى آخر نسمع أو نقرأ عن حالات شاذة، تتمثل في اعتداءات صارخة على بعض مواطني هذا البلد في دول متعددة، سواء بالاعتداء الجسدي أو بالتطاول على كرامتهم بغية إهانتهم. إنها أزمة تتكرر وتتنقل هنا وهناك، ما تلبث أن تطفأ وتختفي قبل معرفة نهاياتها المحددة، وكيف عولجت في بلدان الحدث، أو من قبل ممثليات المملكة بالخارج. من المؤكد بالمطلق، أنه لا يمكن تبرئة أحد من ارتكاب أخطأ الخطأ، لا سيما أننا مصابون بنفخة وهمية لا معنى لها، بسبب أسلوب الإعلام الخاطئ في تناول الهوية الوطنية. أو من جراء شحن الغرائز ببعض الأغنيات المحسوبة على الفن الوطني. بينما هي معالجات رديئة ذات أثر عكسي تؤدي إلى الغرور والانزلاق نحو الغطرسة والانزلاق والتعالي على الآخر. خصوصا إذا كانت الجيوب لا تخلو من المال والبطاقات الائتمانية. لكن الأمر يتعدى ذلك. فأي خطأ له حلول ومعالجات صائبة أمام القضاء وجهات الاختصاص الرسمية. وهناك فرق بين الضرب المُبرح والاعتداء الحاقد، بحجة كبح جماح هيجان المراد ترويضه. وبين محاولة السيطرة عليه – في حالة هيجانه– وتقديمه للمحاسبة. فالذي يحدث في حالات كثيرة هو عدوان سافر ينم عن حقد دفين مجهول السبب. ولكن (من أمن العاقبة أساء العتب). أي خطأ له حلول ومعالجات صائبة أمام القضاء وجهات الاختصاص الرسمية. وهناك فرق بين الضرب المُبرح والاعتداء الحاقد، بحجة كبح جماح هيجان المراد ترويضه. وبين محاولة السيطرة عليه – في حالة هيجانه– وتقديمه للمحاسبة. فالذي يحدث في حالات كثيرة هو عدوان سافر ينم عن حقد دفين مجهول السبب. ولكن (من أمن العاقبة أساء العتب). حالات الاعتداء الوحشية، قد تكون مفهومة عندما تحدث من قبل حراس المؤسسات. ولكن لن تكون مقبولة على الإطلاق عندما تصدر من مجموعة من أفراد الشرطة الرسمية، بينهم ضباط يدركون ما يفعلون، ويعلمون مقدار وفداحة هذا الجرم الشنيع. دعونا نفترض أن الدوافع الجمعية والفردية لمثل هذه التصرفات من قبل أشخاص مناط بهم حفظ الأمن ولجم كل التصرفات الخاطئة وفق الأنظمة والقوانين لكل بلد، أن تكون بمثابة أحقاد ذاتية وردة فعل خاطئة على تصرفات شبابنا، وأن حدوث هذه الأمور الانتقامية طبيعية في حال الفلتان وغياب المتابعة والعقاب. فالأمر المهم من أين تأتي المراقبة؟. حتما تكون من ممثليات بلدنا بالخارج في هذه البلدان، لأنها معنية بحماية المواطن والدفاع عنه في كل الأحوال ومهما كان مستوى وحجم هذا المواطن. فالمعالجات يجب أن تكون عبر القنوات الصحيحة. ومع الأسف لا نجد في الغالب من الممثليات سوى التصريحات والبيانات الجاهزة والنمطية حول متابعة هذه القضايا، بينما التجارب تؤكد عكس ذلك. ففي حالات تم تحرك السفارة بعد مبادرة سفارة أجنبية لأن الشاب المعتدى عليه يحمل جنسيتها. وفي حالة أخرى وموقع آخر تحركت سفارتنا بعد تفاقم الفضيحة إعلاميا وتحرك الشارع الكويتي ضد تصرفات بعض رجال الأمن المهينة لأحد شبابنا. (وهكذا دواليك...). طبعا لن نعمم هذا التقصير، ولن ننكر على ممثلياتنا في الخارج المبادرات النشيطة والدائمة، ولكن يحدث هذا عندما يتعرض أحد أصحاب الياقات الزرقاء والنفوذ والجاه لأي أذى. بينما إذا كان المعتدى عليه من العامة فلن يسمع سوى التقريع والنصح بعدم السفر...إلخ. وبهذه الازدواجية نكون أمام فرز ظالم للانتماء الوطني من قبل جهات تخص كل المواطنين بدون استثناء. لهذه الأسباب لا يستغرب عزوف الكثير عن مراجعة سفاراتنا بالخارج والتي يجب أن تعتبر دوحة وملاذاً للجميع. يروي أحد الشباب وهو طالب جامعي. أنه ذهب مع بعض أصدقائه إلى دولة مجاورة وقصدوا أحد الأندية الليلية لحضور فعالياته ووجدوا على الطاولة التي اختاروها أشياء لا تعجبهم. وطلبوا من مدير المحل إزالتها فكان جوابه (وماله!. اتركوها على جانب الطاولة ولن تحسب عليكم). وعندما حل دفع (الفاتورة) وجدوها مثقلة بقيمة هذه الأشياء ورفضوا الدفع، لكن هذا لم يجد نفعا، وحضر حراس المحل الأشاوس مفتولو العضلات ومنفوخو الصدور. مما جعل الشباب يلجأون إلى الشرطة. وبعد حضورهم اتهموهم بعدم دفع ما هو مستحق وبإزعاج السلطات ببلاغات كاذبة. مما حدا بأحد الشباب إلى إخراج جواز سفره الأجنبي المزدوج وطلب مندوب سفارة زعيمة العالم. وهنا تغيرت المواقف ودورت الزوايا وتحول العنف إلى تودد وترجٍ وتحول الخطأ على المحل واعتبروهم ضيوفاً على المحل!. كلنا نتذكر المقولة البغيضة: أحسبه سعودي!. يجب أن لا نُضعف مواقفنا بأنفسنا، ولا نسمح لحدوث أخطأ من مواطنينا مهما كانت مقاماتهم. ولكن المعالجة تكون عبر القانون والأنظمة وليس الاعتداء والضرب وتكسير الضلوع..