قطع لخدمات انترنت والبلاك بيري والهواتف المحمولة، تحذيرات من "اجراءات حاسمة" لمواجهة الاحتجاجات واعتقالات: تحاول السلطات المصرية بسبل شتى اجهاض تظاهرات "جمعة الغضب" التي دعت اليها حركة 6 ابريل الشبابية وانضمت اليها قوى المعارضة الاخرى خصوصا جماعة الاخوان. وقطعت شبكة الانترنت في جميع انحاء مصر منذ منتصف ليل الخميس-الجمعة بينما بدأ وقف شبكات الهواتف المحمولة منذ التاسعة صباح الجمعة. وتوجد ثلاث شبكات للهواتف المحمولة في مصر تخدم 65 مليون مشترك هي موبينيل وفودافون واتصالات، وقد تم قطع الخدمة عنها تباعا صباح الجمعة وتوقفت بشكل شبه كامل. وفي خطوة استباقية بعد اعلان الاخوان المسلمين مشاركتهم في تظاهرات الغضب، القت قوات الامن فجر الجمعة القبض على 20 على الاقل من قيادات الجماعة وكوادرها في المحافظات المختلفة، بحسب محامي الاخوان عبد المنعم عبد المقصود. وقال عبد المقصود لوكالة فرانس برس ان من بين المعتقلين ستة من اعضاء مكتب الارشاد (بمثابة المكتب السياسي للتنظيم) ابرزهما عصام العريان ومحمد مرسي اضافة الى نواب سابقين في البرلمان وبعض كوادر الجماعة في محافظات عدة. ويأتي قطع الانترنت وخدمة الهواتف المحمولة بعد وقف شبكة الفيسبوك في مصر مساء الخميس. وكان الناشطون الشباب بدأوا ببث رسائل قصيرة على الهواتف وعبر البريد الالكتروني في اطار تنظيمهم للتظاهرات التي دعوا اليها في جميع انحاء مصر عقب صلاة الجمعة واطلقوا عليها تسمية "جمعة الغضب". وحذرت وزارة الداخلية المصرية في بيان مقتضب وزعته عند منتصف ليل الخميس-الجمعة من ان "أي تحركات أو مظاهرات من شأنها الإخلال بالأمن العام والتعرض للممتلكات العامة والخاصة ستواجه بإجراءات حاسمة وفق ما يقضي به القانون". وناشدت الوزارة "كافة المواطنين خاصة الشباب عدم الاستجابة لمثل تلك التحركات المشبوهة والتي تتسارع على نحو يفضح مقاصدها وأهدافها والاتجاهات التي وراءها" في اشارة الى الاخوان المسلمين. وشددت وزارة الداخلية على أن "أمن وسلامة البلاد أمانة في عنق أبنائها". وللمرة الاولى منذ بدء التظاهرات غير المسبوقة ضد نظامه الثلاثاء والتي سقط خلالها سبعة قتلى، صدرت الجمعة اول اشارة الى ان الرئيس المصري حسني مبارك يتابع الاوضاع. وقالت صحيفة الاهرام الحكومية ان مبارك، الذي لم يظهر ولم يدل باي تصريحات خلال الايام الثلاثة الاخيرة، "يتابع الاحداث ويتصل بمحافظ السويس للاطمئنان على المواطنين". وشهدت مدينة السويس (100 كليومتر شرق القاهرة) الخميس اعمال عنف واسعة النطاق استخدمت فيها الشرطة القنابل المسيلة للدموع والرصاص المطاطي بينما لجأ المتظاهرون الى زجاجات المولوتوف واضرموا النيران في منشات عامة في المدينة. واعلنت وزارة الثقافة الخميس ان الرئيس مبارك سيفتتح معرض القاهرة الدولي للكتاب السبت. وبدت الشوارع هادئة قبل صلاة الجمعة ولكن قوافل من سيارات قوات مكافحة الشغب كانت في طريقها الى المدخل الجنوبي للقاهرة. واعتقلت قوات الامن اكثر من الف شخص منذ بدء التظاهرات الثلاثاء. ووصل المدير العام السابق للوكالة الدولية للطاقة الذرية محمد البرادعي، وهو المعارض المصري الاكثر جراة لنظام الرئيس مبارك، الى القاهرة مساء الخميس للمشاركة في التظاهرات مؤكدا استعداده ل "قيادة مرحلة انتقالية" في مصر "اذا ما طلب الشعب منه ذلك". وعلق الرئيس الاميركي باراك اوباما مساء الخميس للمرة الاولى على التظاهرات في مصر مؤكدا ان "العنف ليس الحل للاضطرابات السياسية في مصر". ودعا الحكومة والمتظاهرين الى ممارسة ضبط النفس، وذلك في جلسة اسئلة واجوبة على موقع "يوتيوب". وقال الرئيس الاميركي ان "العنف ليس الحل للمشاكل في مصر"، مجددا الدعوة التي اطلقتها السلطات الاميركية الى ان يتمكن المتظاهرون من التعبير عن ارائهم بحرية. واضاف اوباما "على الحكومة ان تكون حذرة والا تلجأ الى العنف. وعلى الناس في الشارع ان يكونوا حذرين وان لا يلجأوا الى العنف". واكد ان الرئيس المصري حسني مبارك كان حليفا قدم الكثير من المساعدة لواشنطن في العديد من المسائل، الا انه قال انه حض الرئيس المصري مرارا على تطبيق اصلاحات سياسية. واعتبر ان التظاهرات هي نتيجة "الاحباطات المكبوتة" لدى الشعب المصري، واضاف انه كان يؤكد دائما للرئيس مبارك انه "من المهم للغاية" ان يتحرك باتجاه تطبيق اصلاحات سياسية. وكان روبرت غيبس المتحدث باسم اوباما اكد ان الولاياتالمتحدة "ليست طرفا" في الازمة الحالية. كذلك اجرت وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون محادثة هاتفية مع نظيرها المصري احمد ابو الغيط بعد ظهر الخميس. وقال المتحدث باسم الخارجية الاميركية فيليب كراولي عبر موقع "تويتر" ان كلينتون "دعت الى ضبط النفس والحوار وقدمت دعم الولاياتالمتحدة للاصلاحات".