الواقع ان التخطيط الناجع لمواجهة الأزمات والحالات الطارئة قبل حدوثها، وكذلك كيفية التعامل معها عند حدوثها يعد من أهم مؤشرات تقدم الدول والمجتمعات، وذلك من أجل ضمان وتوفير الحماية الشاملة للأفراد والمنشآت على حد سواء. ولذا فإنني أدعو لإنشاء هيئة لإدارة الطوارئ والأزمات، وذلك كما الحال في بقية دول العالم، المتقدمة منها والنامية. إذ أنه وعلى سبيل المثال لا الحصر يوجد في الولاياتالمتحدةالأمريكية وكذلك روسيا إدارة تهتم بالكوارث والأزمات تحت إشراف وزارة الأمن القومي. كذلك يوجد مثل هذه الإدارات في بعض الدول النامية وكذلك الدول المجاورة للمملكة. إذ يوجد في دولة الإمارات إدارة للطوارئ والأزمات بمسمى: الهيئة الوطنية لإدارة الطوارئ والأزمات، وكذلك كل من سلطنة عمان والأردن!! ولذا يجب ألا نكون بمعزل عن المستجدات في العالم، وذلك من أجل التقليل من الآثار السلبية للكوارث والأزمات الطبيعية والمفاجئة بمختلف أنواعها، إذ يجب أن تتولى الهيئة مهمة التنسيق بين مختلف الأجهزة والإداراة المعنية بمواجهة الكوارث والرفع من مستوى أداء أعمالها. ويتطلب ذلك بالطبع بناء قاعدة بيانات تختزل كافة البيانات والمعلومات البشرية والمادية، وكذلك حصر لكافة المعلومات والبيانات المتعلقة بالإمكانيات المادية والبشرية والفنية المتوافرة لدى كل جهة رسمية وأهلية يمكنها المساهة في إدارة الإزمات، مما يمكن الهيئة من المساهمة في مواجهة الأزمات والكوارث والحالات الطارئة في البلد. إننا في الواقع بأمس الحاجة لمثل هذه الهيئة لكي نحافظ على مقدرات البلد وثرواته الطبيعية والمادية وحمايته من كافة المخاطر ، ويمكن لهذه الهيئة الوليدة إعداد الدراسات والأبحاث العلمية والميدانية المتعلقة بأهم الطرق للوقاية من مختلف أنواع المخاطر والكوارث الطبيعية والصناعية المستقبلية وبما أننا في المملكة العربية السعودية ولله الحمد قد وهبنا الله سبحانه وتعالى كثيرا من النعم، والتي من أهمها نعمة الإسلام ونعمة توافر البترول ومختلف مصادر الطاقة، فإننا في الواقع بأمس الحاجة لمثل هذه الهيئة لكي نحافظ على مقدرات البلد وثرواته الطبيعية والمادية وحمايته من كافة المخاطر!! ويمكن لهذه الهيئة الوليدة إعداد الدراسات والأبحاث العلمية والميدانية المتعلقة بأهم الطرق للوقاية من مختلف أنواع المخاطر والكوارث الطبيعية والصناعية المستقبلية التي قد تتعرض لها المملكة من أجل المحافظة على صحة الإنسان وسلامة البيئة !! كما أن هذا الأمر سوف يسهم في توحيد وتطوير عمل الإدارات المعنية العاملة في مختلف قطاعات الدولة أثناء الأزمات، من خلال استغلال البنى التحتية المتاحة والتأكيد على عدم الازدواجية بين الجهات المعنية والمواءمة بين أعمال المؤسسات المعنية بالأزمات قبل وأثناء وقوعها. كما أنه يجب ألا يقتصر دور الهيئة فقط أثناء حدوث الأزمات بل يجب أن يمتد عملها وقت الاستقرار، كونها ستعمل كخلية عمل من خلال تحليل المخاطر قبل حدوثها مما يجعلها جرس إنذار يبلغ عن الأزمات المحتملة ويضع تصورات وحلولا مقترحة تمنع من حدوث الأزمات أو تحد من أضرارها نتيجة الاستعداد المسبق لها، وذلك من خلال عمل فريق الهيئة الذي يجب أن يتكون من مجموعة من الكفاءات البشرية المؤهلين علميا والمدربين على التعامل مع حالات الطوارئ والأزمات بكل مهنية !! [email protected]