قالت مصادر من ثوار بني وليد أن الثوار تمكنوا من تحرير 85% من تراب المدينة وذلك في وقت أرجأ فيه الثوار الهجوم الشامل على حيين في سرت. ونقلت صحيفة «قورينا الجديدة» عن عضو اللجنة الإعلامية التابعة للمجلس المحلي لمدينة بني وليد محمود بوراس إن الثوار تمكنوا من تحرير 85% من تراب المدينة. وأوضح بوراس أن الثوار تمكنوا السبت من تحرير مستشفى بني وليد ، والحي الصناعي بالكامل ، بالإضافة إلى جزء من منطقة السوق باستثناء بعض المواقع التي يتمركز بها القناصة. وذكر أن تحرير المدينة بات وشيكا ومن المحتمل أن يكون في غضون هذه الأيام. من جانبه ، قلل العقيد أحمد باني الناطق العسكري باسم المجلس الوطني الانتقالي الليبي من حجم العمليات التي زعم أنصار الهارب القذافي أمس الأول أنهم قاموا بها ضد الثوار الليبيين ، الثوار يواجهون أنصار القذافي بطرابلس و في طرابلس ينتشر مسلحون موالون للحكومة الليبية الجديدة.. بعضهم متوتر والآخر متحمس وهم يصوبون المدافع المضادة للطائرات إلى أكثر الأحياء تأييدا للمخلوع القذافي. لكن أحد سكان الحي غامر بالخروج إلى شارع جانبي هادئ وقاد سيارته حتى وقف إلى جانب مراسل أجنبي وقال رسالة يريد أن تصل إلى الجميع //لقد كان القذافي أفضل بكثير.// كان متوترا ويداه ترتعدان. ولأنه لا يجيد الإنجليزية أشار إلى زوجته الحبلى داخل السيارة التي كانت تجلس ابنتها الصغيرة على حجرها وابنتها الأخرى إلى جوارها. قالت الزوجة //القذافي// ورفعت إبهامها لأعلى في إشارة إلى أنه كان أفضل وتابعت //الآن لا يوجد شيء جيد.. لا ماء ولا غذاء للأطفال.. لا شيء.// وربت الزوج على بطنها قائلا بالعربية //لا شيء.// ما زال حي أبو سليم في طرابلس معقلا لتأييد القذافي. وكان حي أبو سليم آخر منطقة في طرابلس تسقط في أيدي قوات المجلس الوطني الانتقالي بعد أن اجتاحوا العاصمة. كما كان هذا الحي شاهدا يوم الجمعة على معارك ضارية بين مقاتلي المجلس الوطني الانتقالي والعشرات من المقاتلين الموالين للقذافي الذين كانوا يختبئون. وعلى الرغم من أن الاشتباكات كانت محدودة وفردية فإنها كانت الأولى منذ سقوط طرابلس في أيدي المجلس الوطني الانتقالي في 23 أغسطس وجعلت كثيرين يتساءلون عما إذا كان من الممكن حدوث تمرد موال للقذافي. ويحرص مسؤولو المجلس الوطني الانتقالي على التهوين من شأن هذا الاحتمال ويقولون دائما أن ما حدث مجرد //مشكلة صغيرة//. لكن العشرات من مقاتلي المجلس الوطني الانتقالي المزودين بمدافع آلية وقذائف صاروخية وأسلحة ثقيلة طوقوا السبت مجمعا من الشقق السكنية التي تركز فيها العنف مما يشير إلى أن الحكام الجدد في ليبيا يأخذون مثل هذه الحوادث على محمل الجد. قال أحد السكان ويدعى محمد /20 عاما/ لرويترز //لم تعجبني الطريقة التي جاء بها مقاتلو المجلس الوطني الانتقالي أمس.. إطلاق النار على أي شيء أو أي أحد يتحرك.// وأضاف //أنا أؤيد هذه الثورة لكن التصرف بهذه الطريقة -حتى أن أحدهم حاول سرقة سيارة هنا أمس- سيجعل الناس في تلك المناطق ينقلبون عليهم.// وأجرى مقاتلو المجلس الوطني الانتقالي عمليات تفتيش من منزل إلى منزل أمس الأول في المنطقة التي تضم بعضا من أفقر سكان طرابلس وبحثوا عن أسلحة مخبأة في صهاريج المياه. وقال علي وهو ميكانيكي //جاء أنصار القذافي هنا وقدموا أسلحة إلى الجميع خلال الحرب... قدموا لنا كل السلاح الذي يمكن أن تتخيلوه ويمكن أن تحمله الأيدي.// وقال محمد وأصدقاؤه أن مقاتلي الحكومة ألقوا القبض على امرأة واصطحبوها بعيدا لأنهم وجدوا في شقتها علما أخضر وهو يرمز إلى نظام القذافي وأنهم قتلوا رجلا بالرصاص لأنه ردد هتافات مؤيدة للقذافي في الأسبوع الماضي. ولم يتسن التحقق من أي من الزعمين على الفور. وقال محمد //هذا تعبير عن الرأي... هل تقتل لهذا السبب.. هذا خطأ.// وتمثل سلوكيات المسلحين والكثير منهم في سن صغيرة ويتولون الآن مسؤولية أمن ليبيا مبعث قلق متزايدا لجماعات حقوق الإنسان التي اتهمتهم بإساءة معاملة آلاف المحتجزين من الموالين للقذافي وحثتهم على أن ينأوا بأنفسهم عن الجرائم التي كانت ترتكب في النظام السابق. ويدعو مسؤولو المجلس الوطني الانتقالي للتحلي بالصبر ويقولون أن إقامة نظام قضائي فعال وتشكيل قوة شرطة مدربة وإقامة دولة ديمقراطية تحترم بشكل كامل حقوق الإنسان سيستغرق وقتا. لكن بعض المحللين يخشون احتمال تزايد الاستياء في أماكن مثل أبو سليم وتحولها إلى صراع أوسع نطاقا. غير أن الكثير من الناس في أنحاء هذا الحي أمس الأول أقروا بأنهم سعداء الآن بعد خلع القذافي وقال البعض أنه كان السبب في فقر هذا الحي طوال السنوات الماضية. وقال محمد //أنا أعمل لدى شركة نفط... أعلم كم الأموال الموجودة هنا في ليبيا. أعلم أمر الثروات. لكننا لم نحصل على أي منها هنا. عن نفسي لم أر أي ثراء.// وقال مؤيدون آخرون للمجلس الوطني الانتقالي أنه في حين أن الكثير من سكان أبو سليم وغيرهم من المناطق الموالية للقذافي في العادة يشعرون بالأسف حقا لرحيله بعد 42 عاما في السلطة فإنهم لا يتوقعون الكثير من المشاكل منهم. وقال صالح وهو صاحب متجر //من تبقى من أنصار القذافي سيرون أنه هرب .. عندما يرون ذلك سيضطرون للانضمام إلى ليبيا الجديدة حتى لا تحدث اشتباكات مسلحة في المستقبل.// وبينما كان يتحدث أطلق مقاتلو المجلس الوطني الانتقالي وابلا من الرصاص من المدافع المضادة للطائرات على شقق سكنية في تحذير واضح واستعراض للقوة لردع أي ساكن معاد قد يكون بداخلها. وفي مكان مجاور كان مجموعة من الأطفال يلعبون لكن لم تهتز لأي منهم شعرة.