كان مصنع سافكو يتوسط المسافة بين الدمام والخبر وكان مثار تساؤل وحيرة وريبة بشأن أضراره البيئية والصحية؛ ورغم ذلك فإنه قاوم خمسين عاماً حتى تخلصنا منه ومن كل ملوثاته البيئية والصحية ولم يستطع أي مصدر مسئول تحديد عدد ضحاياه!!. وخلال السنوات الطويلة التي كان فيها مصنع سافكو يعاني من هجوم الإعلام وحديث الناس عنه كانت المصانع المشابهة له في خطورتها في المدينة الصناعية الأولى بالدمامسعيدة بأنه لا يوجد من يحذر من خطرها أو يضبط سلامة إجراءاتها في سبيل حماية من يعيشون حولها؛ أقول من يعيشون حولها لأنها أصبحت تتواجد في قلب أحيائنا السكنية التي نُصحنا خلال أزمتها الأخيرة بأن نخلي مساكننا بسبب غازات ضارة أطلقها أحد مصانعها تجاهنا؛ والشيء بالشيء يذكر فلقد اعتاد عابرو الطريق بجوار المدينة الصناعية الثانية على طريق بقيق الأحساء باستنشاق روائح وغازات كريهة لسنوات طويلة حتى أصبحت هذه الرائحة جزءاً من علامات الطريق ولأنهم عابرون فلقد تقبلوها دون معرفة أضرار استنشاقها. أعود لما حدث في المدينة الصناعية الأولىإن المواد الكيميائية والغازات الخطرة قد لا تضر بصحتك فوراً إلا إذا تعرضت لها بشكل مباشر ولكنها قد تضر بصحتك بعد فترة زمنية من خلال الأمراض التي تسببها لك؛ فهل يجب أن نرى الطيور تتساقط من السماء حتى نعرف أننا في خطر حقيقي يتطلب أن نحتاط له؟!وكما اعتدنا كانت المعلومات متأخرة ومتضاربة وغير دقيقة فيما يتعلق بتأثير هذه الغازات على صحتنا فكل ما حصلنا عليه هو أنها قد تسبب مشاكل صحية وحصلنا على نصائح غير ملزمة بإخلاء منازلنا؛ ووصلتنا رسائل أخافتنا ولم تطمئننا لأنها لم توضح لنا ما هو الخطر الذي نواجهه!؟؛ كما أن المواد الكيميائية والغازات الخطرة قد لا تضر بصحتك فوراً إلا إذا تعرضت لها بشكل مباشر ولكنها قد تضر بصحتك بعد فترة زمنية من خلال الأمراض التي تسببها لك؛ فهل يجب أن نرى الطيور تتساقط من السماء حتى نعرف أننا في خطر حقيقي يتطلب أن نحتاط له؟! هيئة الأرصاد وحماية البيئة حذرت هذا المصنع الوحيد المسكين الذي تسربت منها هذه الغازات!!؛ حقوق الإنسان طالبت بأن يتم توضيح خطر هذه الغازات المتسربة علينا لكي نعرف كيف نتعامل معها؟!؛ الجهات المسئولة عن التعامل مع هذه الكارثة تصريحاتها متناقضة بين الوضع تحت السيطرة وننصح بالابتعاد عنها ولا نلزم أحداً بذلك وكلها يومين وتروح الغازات في الجو وتنسونها ولكنها لن تنسانا وقد تدمر صحتنا إذا لم يتم وبحزم التعامل مع وضع هذه المصانع؛ فسلامة وصحة البشر لا تحتمل تصريحات وإنذارات وغرامات بل تتطلب قرارات وإجراءات حازمة وحاسمة. [email protected]