إشارة الى حادثة تسّرب غاز الأيبوكسى من أحد المصانع فى المنطقة الصناعية الاولى بالدمام قبل حوالى أربعة أشهر، تبعها بعد أسبوع واحد حادثة أخرى حيث تسّرب بخار الأسيد من مصنع آخر فى نفس المنطقة الصناعية. أودّ أن أوضح فى هذا المقال بعض الأمور الفنية التى تتعلق بالسلامة الصناعية فى الصناعات الكيميائية الخطرة التى قد تكون خافية على بعض المستثمرين الصناعيين أو الجهات الحكومية المعنيّة بإصدار التراخيص الصناعية. بداية لم يُنشر لحد الآن الأسباب الحقيقية وراء التسّرب فى هذين المصنعين، إلاّ أن هذا الأمر يعتبر خطيرا جدا حيث تم إيقاف العمل فى المنطقة الصناعية الأولى لبضعة أيام وكانت الخسائر المادية كبيرة ، كما تم تعليق الدراسة فى سبعة أحياء مجاورة، ونُصح سكان الأحياء المتضررة إخلاء منازلهم لمدة 48 ساعة لحين زوال الخطر حتى لا يتأثر أحد بهذه الغازات، حيث إنها تعتبر غازات خطرة لها تأثيرات سلبية على الصحة وفي حالة استنشاق كميات كبيرة منها تعتبرسامة كما فى حالة غاز الإيبوكسى. وحتى لاتتكرر هذه الحوادث مرة أخرى فى صناعات خطرة جديدة تم التخطيط لإنشائها فإنّه يتوجب على الإخوة المستثمرين الصناعيين أن يُراعوا النقاط المهمة التالية: (1)- تصميم المصنع أولا يجب أن نعرف أن مرحلة التصميم للمصنع هى أهم مرحلة فى هذه الصناعات الخطرة، فكلما كان تصميم المصنع دقيقا وذا تقنيات هندسية عالية متوافقا مع متطلبات السلامة، قللنا نسبة المخاطر، حيث يوجد هناك تقنيات هندسية يتم تطبيقها فى مرحلة التصميم، ويتم بموجب هذه التقنيات تحديد جميع الأخطار المصاحبة للمصنع، وبناء عليه يتم وضع وسائل الحماية والتحكّم اللازمة لمنع هذه الأخطار أو التقليل من حدّتها. فمثلا تسّرب الغازات ممكن تقليل فرصة حدوث التسّرب من 50% إلى 20% أو ربما 10% على حسب احتياطات السلامة المُتّخذة. وكّلما ارتفعت نسبة هذه الاحتياطات ارتفعت تكلفة المصنع. (2)- موقع المصنع تُستخدم أيضا هذه التقنيات لمعرفة الموقع المناسب للمصنع، حيث يتم حساب فرصة تسرب هذه الغازات ، وتركيزها، ومدى قدرة تأثيرها على الأحياء السكنية المجاورة وبناء على هذه الحسابات يتم تحديد الموقع المناسب للمصنع. طبعا ماذكرته ينطبق على المصانع الجديدة التى لم تُنشأ بعد أمّا المصانع القائمة الحالية والتى لم تطبق هذه التقنيات فى مصانعها فهى ليست مجال حديثنا وتحتاج إلى تفصيل آخر. والحل الأمثل لهذه المصانع هو نقلها بعيدا خارج النطاق السكانى لأن هذه الحوادث قد تقع في أي لحظة خصوصا في ظل عدم تطبيق هذه المصانع نظام سلامة صارما. وكلمة أخيرة إن عدم اتخاذ الاحتياطات اللازمة منذ البداية بغرض توفير المال، قد يكلفنا فيما بعد الكثير من الخسائر المادية والبشرية بالإضافة إلى الوقت والجهد المبذولين لمعالجة آثار هذه الأخطار.