« أتمنى أن أرى قريباً المرأة ناخبة ومرشّحة في الانتخابات البلدية القادمة».. هذه الأمنية التي سبق أن عبّرت عنها في مقال سابق لي نشرته جريدة «اليوم» (في العدد رقم 13138 بتاريخ الخميس 1430-06-11ه الموافق 2009-06-04م) لم تكن أمنية بقدر ما كانت توقعاً، وظني أني لم أكن الوحيد الذي توقع هذا الأمر - ولكن أياً من التوقعات لم تستطع تحديد توقيت القرار، لأن الجميع يعلم - كما سبق أن قلت في المقال نفسه: «إن قيادتنا الحكيمة تعرف متى تتخذ القرار المناسب في هذا الشأن في الوقت المناسب»، ومن يدقق ويتأمل ويحلل أي قرار أو أمر أو توجيه ملكي، لن يخرج سوى بنتيجة واحدة - لا يختلف عليها اثنان - أننا أمام رجل قل أن يجود الزمان بمثله، رجل يدرك بحكمته وحنكته كيف ومتى يتخذ القرار المناسب.. وظهر هذا الأمر بشكل جلي في القرارات التاريخية الذي وجّه بها – حفظه الله - في خطابه لدى رعايته الأحد الماضي اللقاء السنوي للسنة الثالثة للدورة الخامسة لمجلس الشورى، والذي قرر بموجبها مشاركة المرأة في مجلس الشورى عضواً اعتباراً من الدورة القادمة، كما منحها بمقتضاها الحق في الترشّح والترشيح في الانتخابات البلدية القادمة. لنتعاون جميعا للتفاعل مع تلك القرارات - كما ينبغي -، لنكن سوياً، ذكوراً وإناثاً، رجالاً ونساء في الصفوف الأولى في معركة التنمية والنهوض بالوطن، ولنضع في أذهاننا أن المرأة نصف المجتمع، وتمكينها وتأهيلها ومساعدتها في إنجاز طموحاتها تنعكس على المجتمع بأسره. وهنا لا أود أن أقف فقط على مغزى ودلالة تلك القرارات أو أتعرّض للمكاسب التي سيجنيها المجتمع من ورائها، ولكن أود أن أركّز على إحدى المميزات الإدارية الذي يتسم بها قائدنا، ليكون نموذجاً يُحتذى لكل خبراء وأساتذة الإدارة، وهي «اتخاذ القرار المناسب في الوقت المناسب»، فأتوقع - وأكاد أجزم - بأن تلك القرارات الأخيرة قد تم اتخاذها سلفاً، ولكن خادم الحرمين الشريفين رأى بحنكته وحكمته أن مثل هذا القرار يستلزم أولاً تهيئة المجتمع، ليس لكي يتقبّل قيام المرأة بلعب دور ريادي فقط، بل ليتفاعل مع تلك القرارات بشكل يضمن تحقيق الهدف منها، فأخذ على عاتقه - حفظه الله - منذ وقت مبكر تفعيل دور المرأة في المجتمع بشكل تدريجي، فجعل لقضية وضع المرأة في المجتمع أولوية في خطة التنمية من 2005 إلى 2009، ولتفعيل دورها بشكل عملي كان قراره التاريخي بتعيين السيدة نورة بنت عبدالله بن مساعد الفايز نائباً لوزير التربية والتعليم لشئون البنات، لتصبح أول امرأة تتولى هذا المنصب للمرة الأولى في تاريخ المملكة، ومنذ ذلك الوقت وحتى الآن تحصد المرأة تباعاً ثمار ذلك التوجّه، وصولاً إلى القرار التاريخي بإشراكها كمرشحة وكناخبة في الانتخابات البلدية وكعضو في مجلس الشورى، وذلك إدراكاً منه - حفظه الله - أنه قد آن الأوان لتتولى المرأة بنفسها التعبير عن طموحات وهموم بنات جنسها، مع تأكيده على أن يتم ذلك وفق الضوابط الشرعية. فلنتعاون جميعاً للتفاعل مع تلك القرارات -كما ينبغي -، لنكون سوياً، ذكوراً وإناثاً، رجالاً ونساءً في الصفوف الأولى في معركة التنمية والنهوض بالوطن، ولنضع في أذهاننا أن المرأة نصف المجتمع، وتمكينها وتأهيلها ومساعدتها في إنجاز طموحاتها تنعكس على المجتمع بأسره، لا سيما أنها الأقدر على التعبير عن مطالب وطموحات ومشكلات الكثير من الفئات منها النساء والأطفال وكبار السن، كما أنها أثبتت تفوّقاً في مجالات شتى كالطب والتعليم، وتستطيع العطاء والعمل بكل إخلاص لرفعة دينها ووطنها. [email protected]