لا شك في أن الوطن يستحق الاحتفال حين يتحرّك التاريخ ويصل به إلى مساحات الفخر والتألق والمجد.. فيكون الحمد والشكر لله على وحدة هذا الوطن واستقراره ورخائه وتاريخه الكريم.. فنعتز بانتمائنا ونسعد بولائنا.. ولكن للأسف يتكرّر مشهد اليوم الوطني بطريقة مزعجة فقد شُوّهت ملامح الوطن الجميلة في يوم الوطن بسلوكيات مشينة.. لقد بيّنت الصور والمشاهد التي شاهدتها وتأملتها أن النظام في حقيقته ليست له قيمة عند أولئك.. وأظهرت هوس المراهقين والطائشين من الذكور والإناث بالاحتفال والاحتفاء دون فهم لسبب هذا الاحتفال.. بل سُئل البعض عن اليوم الوطني فكانت بعض الإجابات محرجة ومزعجة ودلّت على أن من احتفى بيوم الوطن لم يحتفل بالوطن ذاته.. فقد كانت الإجازة عند البعض هي يوم للضجيج والانفعال.. بل وظن البعض أنه يوم لفسخ الأخلاق والتحرّر من الضوابط والقيم الاجتماعية.. فحدثت ممارسات غير مقبولة وغير مشروعة، وتكرّرت مخالفات محظورة. تُعلمنا بعض المشاهد من الاحتفال باليوم الوطني كثيراً من الأمور التي يجب أن نواجهها سواء بالتنظيم أو بالضبط والحزم، فنستفيد مما حدث وما قد يحدث مستقبلاً عند الاحتفال به.. لكي لا يتحوّل يوم الوطن عبئاً على الوطن وأهله.. فتتغيّر صور تعزيز حُبه إلى الضجر منه.. وتتبدل صور الاحتفاء به إلى مشاهد الاختفاء منه.وتُعلمنا بعض المشاهد من الاحتفال باليوم الوطني كثيراً من الأمور التي يجب أن نواجهها سواء بالتنظيم أو بالضبط والحزم، فنستفيد مما حدث وما قد يحدث مستقبلاً عند الاحتفال به.. لكي لا يتحوّل يوم الوطن إلى عبء على الوطن وأهله.. فتتغيّر صور تعزيز حُبه إلى الضجر منه.. وتتبدّل صور الاحتفاء به إلى مشاهد الاختفاء منه.. فتطرح الأسئلة هنا عن ثقافة النظام.. وعن أوضاع الشباب والفتيات.. وعن أماكن وكيفية الاحتفال.. وعن إشغال الأمن بأعباء أخرى تسحبهم من نقاط أهم أو جعلهم في حالة استنفار.. كما أن ما يحدث من تجاوزات، وتجمّعات وفوضى في اليوم الوطني من البعض يستحق الدراسة ويعطي مؤشراً على أمور كثيرة تفيد أصحاب القرار فيما قد يحدث عندما تكون هناك تجمّعات أو اختلاط أو انفلات.. تلوين السيارة.. وصبغ الوجه.. ولبس الأشياء والباروكات الغريبة.. ومسك العلم.. وركوب السيارات أو الدراجات بطريقة خاطئة.. وترديد مبدأ «افعل ولا يهمك» .. هي أساليب لا تليق بمجتمعنا المسلم أولاً، ولا تناسب مجتمعنا الكريم والمحافظ.. بل يحتفل به بتقديم خدمات تطوعية وجهود للمحافظة على مقوماته، وتنظيم ندوات نافعة، ودورات مفيدة، والمساهمة في نظافة الطرق، ونبذ الممارسات الخاطئة في القيادة أو التعامل، وتقديم صور حضارية ومشرقة عن بلادنا، ويومها المجيد بأساليب راقية ومفرحة. ختام القول: قد يكون مقالي أتى متأخراً عن مناسبة اليوم الوطني ولكني حرصت على رصد بعض ما يحدث من أمور لكي يتم نقاش هذا الأمر للتذكّر وللتذكير.. فبلادنا مليئة بالأحلام السعيدة.. ووطننا يستحقنا ونستحقه، فلنتعلم قبل أن نتألم. [email protected]