في الوقت الذي تتنافس فيه الدول المجاورة بتعدد خيارات النقل فيها إلا أن الأمر في المملكة يختلف كثيرا حيث لاتزال السيارة الشخصية وحافلات النقل العام وسيارات الأجرة هي الخيارات الوحيدة التي من الممكن أن يتنقل فيها الفرد داخل المدن وبين المدن المجاورة مع تفوق وفارق كبير لصالح السيارة الشخصية , وهذا هو الحال كذلك هنا في المنطقة الشرقية التي تعاني شوارعها وطرقها زحاما شديدا نظرا لأن كل فرد يريد التنقل بسيارته الشخصية ، فيما سقط النقل العام من خيارات كافة المواطنين دون مبالغة مما حولها إلى وسيلة نقل للعمالة الوافدة فقط دون غيرها . عامل يتوجه للحافلة بعد دفع الريالين (تصوير: سلطان العتيبي) ومن هذا المنطلق أصبحت الحاجة ماسة للتفكير في تغيير الفكرة الموجودة عن النقل العام وتحسين الخدمات التي يقدمها وتوسيع نطاقه من أجل تخفيف الضغط الحاصل في الشوارع والحد من الحوادث المرورية والمشاكل الناتجة عنها , إضافة إلى الحد من التلوث البيئي الصادر من المركبات والإزعاج التي تصدرها أصوات المحركات والهرنات كل يوم . ورغم أن قيمة التذكرة بين الخبروالدمام لاتتجاوز ريالين وهو سعر خيالي إلا أنها لاتحظى باهتمام سوى من العمالة الوافدة وحدها , وهو مايستدعي ضرورة إجراء دراسة لمعرفة سبب الفشل في جذب المواطنين للتنقل بحافلات النقل العام « اليوم « قامت باستطلاع لآراء المواطنين لمعرفة انطباعاتهم عن الخدمات التي يقدمها النقل العام في المنطقة, إضافة إلى تطلعاتهم واقتراحاتهم لتفعيل هذا الجانب , كما استقل محررا «اليوم «أحد حافلات النقل الجماعي لننقل الصورة كما وجدناها على حقيقتها . أصبحت الحاجة ماسة للتفكير في تغيير الفكرة الموجودة عن النقل العام وتحسين الخدمات التي يقدمها وتوسيع نطاقه من أجل تخفيف الضغط الحاصل في الشوارع والحد من الحوادث المرورية والمشاكل الناتجة عنها. في البداية يرى أحمد الزهراني بأنه لايوجد أساسا أي خدمات يقدمها النقل العام أو الجماعي داخل المدن , فكل مافي الأمر هو التنقل مابين المدن كالرحلات بين الخبروالدمام أو الخبر ومطار الملك فهد والدمام والجبيل وفي نقاط محددة غير منتشرة في جميع المناطق, بينما لايوجد مثلا خدمات نقل عام داخل مدينة الدمام أو الخبر رغم اتساع مساحة المدينتين التي بحاجة ماسة لوجود خدمات نقل تخفف الضغط الحاصل على الشوارع والطرق التي تعاني زحاما شديدا نظرا لكثرة المركبات , وليس بزيادة عدد سيارات الأجرة التي تزيد المشكلة تعقيدا . ولايتوقع الزهراني أن يكون هناك تحسن بالخدمات المقدمة نظرا لاحتكار النقل لصالح شركة واحدة تسيطر على النقل العام في المملكة , حيث طالب بضرورة تحرير خدمة النقل العام وإتاحة المجال لشركات أخرى تنافس في تقديم خدماتها للنقل داخل وبين المدن . وأشار ناصر الأديب إلى أن سيارات الليموزين تعد الخيار الأول للمواطنين الراغبين بالتنقل داخل المدينة أو خارجها كونها متوفرة بسهولة حتى داخل الأحياء السكنية بينما تتمركز حافلات النقل الجماعي فقط بالشوارع التجارية ولا تصل للمواطنين في مواقعهم , وإضافة إلى ذلك كثرة توقف حافلات النقل الجماعي مما يسبب تأخيرا في الوصول إلى المكان المطلوب مقارنة بسيارات الأجرة التي لايركبها سوى الشخص وحده دون وجود ركاب آخرين يستدعي الأمر التوقف من أجلهم .
النقل الجماعي : نسعى للتطوير رغم المعوقات من جانبه أشار مصدر بالشركة السعودية للنقل الجماعي إلى أن الشركة تسعى بشكل مستمر إلى تطوير خدماتها بالتنسيق مع الجهات ذات العلاقة والمراكز العلمية المتخصصة لكي تتناسب مع احتياجات الركاب ومستويات الطلب عليها وذلك بالرغم من المعوقات التي تواجهها في هذا المجال ، والمتمثلة في المنافسة غير المنظمة من وسائل النقل الأخرى ، وعدم توافر مواقع التشغيل المناسبة أو البنية التحتية المطلوبة لتقديم هذه الخدمة من مسارات مخصصة وأماكن محددة لوقوف الحافلات ومظلات انتظار الركاب ونحو ذلك. وأضاف المصدر بقوله ان الشركة قامت بتحديث وتطوير جدول الخدمة بما يتلاءم وحركة المسافرين ، ورفع مستوى الالتزام بالرحلات المجدولة ، كما قامت الشركة بتطوير وتحسين خدماتها إلى مطار الملك فهد الدولي بالدمام من خلال شبكة رحلات على مدار الساعة تربط كلا من الخبروالدمام ومطار الملك فهد والعكس .
المديرس : تخصيص حافلات للطلاب «شأن وزاري» أعلنت وزارة التربية والتعليم قبل عدة سنوات انها بصدد التجهيز لمشروع نقل مدرسي للطلاب على غرار نقل الطالبات , الا انه لم يتم تطبيقه حتى الآن رغم أهميته , ووجهت « اليوم « سؤالا لمدير التربية والتعليم « بنين» بالمنطقة الشرقية الدكتور عبدالرحمن المديرس حول أسباب عدم قيام التربية والتعليم بتنفيذ المشروع حتى الآن على الرغم من حيويته ومطالبات أولياء الأمور بتطبيقه ، فقال المديرس فى رده على السؤال ان هذا الأمر خارج صلاحيات إدارة التربية والتعليم بالمنطقة الشرقية حيث ان هذا المشروع» وزاري» ولابد من التواصل مع الوزارة لمعرفة رأيها في هذا الجانب. وكانت الادارة العامة للمرور في المملكة قد طالبت العام الماضي بتفعيل دور النقل العام في المملكة وإعادة النظر في تخطيط المدن الكبرى للتخفيف من وطأة الاختناقات المرورية على المدن الكبرى، وذلك لاعتماد معظم المواطنين في المملكة على سياراتهم الخاصة بسبب عدم وجود نقل عام يساعد في تخفيف حركة السير والاختناقات المرورية .
لوحات بدائية ومتهالكة في مواقف الباصات لوحات بدائية ومتهالكة في مواقف الباصات وانتقد عبدالرحمن الشمري عدم التوسع في المحطات الخاصة بالنقل الجماعي في الخبر فمنذ سنوات طويلة وهي فقط محصورة في طريق الملك عبدالله, وشارع الملك عبدالعزيز, بينما تشهد الخبر توسعا عمرانيا وسكانيا كبيرا الا أن خدمات النقل الجماعي على حالها دون أي توسع, وأشار الشمري إلى ان هذا الأمر يعد السبب الرئيسي في عزوف الكثير من المواطنين عن استخدام حافلات النقل الجماعي فهي لا تدخل الأحياء السكنية, بينما في الدول الخليجية تجد حافلات النقل العام تقوم بنقل الركاب ما بين الأحياء والمناطق السكنية ذاتها وليس فقط في الشوارع التجارية. ولا يقف الانتقاد عند حد المواطنين فحسب بل حتى المقيمون متذمرون من تلك الخدمات, حيث أشار أحمد مصطفى (مقيم مصري) الى أن هناك عددا كبيرا من الجالية المصرية مثلا تقيم بحي الثقبةبالخبر بينما خدمات النقل العام لا تصل إلى الحي, وكذلك فيما يخص أحياء الدمام حيث لا تصل حافلات الشركة إلا لوسط الدمام وتحديدا حي السوق في الوقت الذي توجد به عمالة كبيرة في وسط وشرق وغرب الدمام إلا أن الخدمات لا تزال متواضعة. وأضاف خالد حمد أنه من المضحك أنه لا يوجد كبائن خاصة ومكيفة يمكن للراكب الجلوس فيها حتى وصول الحافلة, بل حتى مقاعد لا يمكن أن تراها في مواقف الحافلات, حيث تجد الجميع يقف في الشارع ينتظرون وصول الحافلة, والتي هي الأخرى غالبا تعاني من عدم وجود موقف خاص لها مما يجعلها تقف في وسط الطريق مسببة ربكة مرورية لبضع دقائق حتى يتم انزال ركاب وصعود ركاب آخرين.
اقتراح: بحث استخدام الموظفين للنقل العام اقتراح: بحث استخدام الموظفين للنقل العام العديد من الآراء والأفكار والاقتراحات استمع اليها محررو «اليوم» خلال متابعتهم لقضية النقل العام، العديد من هذه الاقتراحات جدير بالدراسة والاهتمام، وهناك اقتراح يتقدم به للجهات المسؤولة عبدالله المحمد لعله يجد صدى من قبل الجهات المعنية وكون تنفيذه سوف يساهم في حل العديد من المشاكل المرورية والبيئية وغيرها, يطالب المحمد بإقناع الإدارات الحكومية بمطالبة موظفيها باستخدام النقل العام للوصول إلى أعمالهم وكذلك الحال نهاية الدوام وهو ما سيوفر مواقف كافية في تلك الإدارات تكون من صالح المراجعين, إضافة إلى تخفيف الضغط الكبير على الشوارع وحركة النقل بين المدن وداخلها, إضافة إلى تخفيف نسبة التلوث الصادرة من المركبات, كما أنها تعود الفرد على الالتزام بالوصول مبكرا للمحطة والاستعداد الجيد للدوام, وكذلك الحال بالنسبة للجامعات, فلدينا ثلاث جامعات من الممكن أن يجلس مديرو تلك الجامعات مع الشركة السعودية للنقل العام والتنسيق معهم فيما يخص نقل الطلاب للحد من الزحام في الشوارع العامة, وأضاف المحمد أن هذه التجربة مطبقة في العديد من الدول ولا يوجد ما يمنع من أن تنفرد المنطقة الشرقية في تطبيقها كمرحلة أولى وأن تبادر بعض الإدارات الحكومية في تطبيق هذه الفكرة. حافلة تنتظر الركاب