زادت المخاوف من تصاعد مشكلة ديون منطقة اليورو من حدة التشاؤم الاقتصادي، الأمر الذي أدى إلى دفع أسعار العقود الآجلة لخام برنت للهبوط أكثر من 7 بالمائة في أواخر تداولات الأسبوع الماضي. وأنهى خام القياس الأوروبي للعقود تسليم نوفمبر جلسة التداول في بورصة البترول الدولية بلندن منخفضا 1.52 دولار أو 1.4 بالمائة ليصل عند الإغلاق الى 103.97 دولارات للبرميل بعد أن تراوح في نطاق 103.43 إلى 107 دولارات. وبذلك ينهي برنت الأسبوع على خسائر قدرها 8.25 دولار أو 7.35 بالمائة وهي أكبر هبوط أسبوعي من حيث النسبة المئوية منذ الأسبوع المنتهي في السادس من مايو عندما هبطت العقود الآجلة لبرنت لأقرب استحقاق 16.76 دولار أو 13.3 بالمائة، كما أنهت عقود النفط للخام الأمريكي تعاملاتها في بورصة نيويورك التجارية على تراجع حاد بنسبة 6.3 بالمائة مع إقبال المستثمرين على التخلص من الأصول الخطرة والرغبة في التزود بالسيولة بعد خيبة أملهم في قرار البنك الفيدرالي وبرنامج مبادلة السندات. ويرجع انخفاض أسعار النفط الخام بسبب تحذيرات أطلقها البنك الفيدرالي الأمريكي من عواقب التباطؤ في نمو الاقتصاد العالمي إضافة الى المكاسب التي يحققها الدولار على حساب العملات الأخرى. ويرجع الخبراء والمحللون أسباب انخفاض الأسعار إلى ضعف النشاط الصناعي في الصين للشهر الثالث على التوالي والتباطؤ في نمو قطاع الخدمات في منطقة اليورو والتي تشهد حالة من المخاوف بسبب أزمة الديون السيادية والتي تتفاقم يوما بعد يوم وبخاصة بعد قرار وكالة (ستاندرد أند بورز) للتصنيف الائتماني تخفيض التصنيف الائتماني لايطاليا الذي أثار الشكوك في الأسواق حول احتمال انتشار العدوى للدول الأوروبية الأخرى ولاسيما في الدول المتعثرة اقتصاديا. وفي هذا الإطار قال جان كلود تريشيه رئيس البنك المركزي الاوروبي أن المخاطر التي تهدد استقرار النظام المالي في الاتحاد الأوروبي زادت بشكل كبير وحث السلطات على اتخاذ إجراءات حاسمة للتصدي للمشاكل الحالية. مبينا قوله «على مدى الأشهر القليلة الماضية انتقلت وطأة الدين السيادي من الاقتصادات الأصغر حجما إلى بعض من دول الاتحاد الأوروبي الأكبر حجما.» ويرى تريشيه أن علامات الإجهاد واضحة في كثير من أسواق السندات الحكومية الأوروبية في حين أن التقلبات الكبيرة في سوق الأسهم تشير إلي أن التوترات انتشرت في أرجاء أسواق رأس المال حول العالم. وعلى الرغم من المخاوف المتجددة من حدوث أزمة اقتصادية عالمية جديدة، وفي ظل هذه التوترات الاقتصادية توقع خبير نفطي كويتي ألا يقل سعر النفط الخام (مزيج برنت) عن 100 دولار للبرميل حتى نهاية الشهر الجاري مبينا أن هبوط أسعار النفط في الأسواق العالمية يعود للضعف الذي تشهده أسواق المال في الوقت الحالي نتيجة الأوضاع الاقتصادية المتردية. وأوضح الخبير النفطي محمد الشطي أن التحذيرات التي أطلقها البنك الفيدرالي الأمريكي أخيرا من مخاطر الانزلاق في أزمة مالية عالمية جديدة كان لها بالغ الأثر في انخفاض الأسعار، مشيرا إلى أن المكاسب التي حققها الدولار على حساب العملات الأخرى ساهمت في هذا الانخفاض في سعر النفط الخام. كما أشار إلى عوامل الانخفاض الأخرى مثل التقارير التي نشرت بشأن النشاط الصناعي في الصين والتي لفتت الى ضعف هذا النشاط للشهر الثالث على التوالي في إشارة الى الحجم الكبير والمتنامي للنشاط الصناعي الصيني. وأشار الشطي إلى تباطؤ قطاع الخدمات في أوروبا، موضحا أن منطقة اليورو تشهد حالة من عدم الاستقرار بسبب أزمة الديون السيادية التي تتفاقم يوما بعد يوم وبخاصة بعد قرار وكالة (ستاندرد أند بورز) للتصنيف الائتماني تخفيض التصنيف الائتماني لايطاليا الأمر، الذي أثار الشكوك في الأسواق حول احتمال انتشار العدوى للدول الأوروبية الأخرى وخاصة الدول المتعثرة. رغم انخفاض المخزون الأمريكي من النفط الخام و حالة عدم الاستقرار التي تشهدها عدة دول في الشرق الأوسط فإن هذه العوامل لم يكن لها تأثير واضح ولم تساهم في ارتفاع وتعزيز أسعار النفط. ورغم الهدوء النسبي للأوضاع في ليبيا بعد سيطرة المجلس الانتقالي على البلاد إلا أن إنتاج النفط لم يعد الى سابق عهده ولا تزال إمدادات النفط الليبي ضعيفة جدا وليس لها تأثير يذكر على الأسعار.وقال إنه رغم انخفاض المخزون الأمريكي من النفط الخام و حالة عدم الاستقرار التي تشهدها عدة دول في الشرق الأوسط فإن هذه العوامل لم يكن لها تأثير واضح ولم تساهم في ارتفاع وتعزيز أسعار النفط. وألمح الى أنه رغم الهدوء النسبي للأوضاع في ليبيا بعد سيطرة المجلس الانتقالي الليبي على البلاد إلا أن إنتاج النفط لم يعد الى سابق عهده ولا تزال إمدادات النفط الليبي ضعيفة جدا وليس لها تأثير يذكر على الأسعار في الأسواق العالمية. وتوقع الشطي أن تتراوح أسعار النفط (مزيج برنت) بين 100 و 110 دولارات للبرميل خلال الشهر الجاري لافتا الى أنها قد تنخفض عن هذا المستوى إذا ما اشتدت الأزمة المالية. يذكر أن سعر النفط الخام الكويتي انخفض في تداولات نهاية الأسبوع 3.19 دولار ليصل الى 103.07 دولار مقارنة بتداولات اليوم السابق عندما سجل سعر 106.26 دولارات للبرميل وفقا لما أعلنته مؤسسة البترول الكويتية. من جانب آخر قالت إدارة معلومات الطاقة الأمريكية في تقريرها الأسبوعي الأخير أن مخزونات النفط الخام واصلت تراجعها الحاد للأسبوع الثاني على التوالي هبوطا إلى أدنى مستوياتها خلال العام بحوالي 7.3 ملايين برميل إلى 339 مليون برميل في الأسبوع المنتهي في السادس عشر من سبتمبر الجاري، في حين كانت التوقعات تشير إلى تراجع بحوالي 1.6 مليون برميل فقط. يأتي هذا في الوقت الذي ارتفعت فيه مخزونات البنزين بحوالي 3.3 مليون برميل، وبأعلى من التوقعات التي انتظرت ارتفاعا بحوالي 800 ألف برميل فقط، في حين تراجعت مخزونات المشتقات المقطرة ب0.9 مليون برميل بينما كانت تشير التوقعات إلى ارتفاعها 1.2 مليون برميل. وقد بلغ متوسط الاستيراد اليومي للنفط الخام 8.4 ملايين برميل، بانخفاض قدره 191 ألف برميل يوميا بالمقارنة مع الأسبوع السابق. أما متوسط الاستيراد خلال الأسابيع الأربعة الماضية فبلغ 8.8 ملايين برميل يوميا بانخفاض قدره 469 ألف برميل يوميا بالمقارنة مع نفس الفترة قبل عام.