في وقت تنشغل العاصمة اليمنية بمسيرات تشييع العشرات من الضحايا، ذكر تقرير إخباري الأربعاء أنه تم إطلاق قذيفتي هاون بالقرب من مخيم للمعارضة في العاصمة اليمنية صنعاء الليلة قبل الماضية، ما يهدد اتفاق وقف إطلاق النار الهش بين قوات الحكومة والمتظاهرين عقب ثلاثة أيام من أعمال العنف. وقالت قناة «العربية» الفضائية إن قذيفتي هاون استهدفتا نهاية شارع يحتشد فيه آلاف المتظاهرين للمطالبة بإنهاء حكم الرئيس علي عبدالله صالح المستمر منذ 33 عاما. وأضافت القناة أن الهجوم لم يسفر عن سقوط قتلى أو جرحى، غير أن صوت القذيفتين هز المنطقة ودفع المتظاهرين إلى البحث عن أماكن للاحتماء بها. وقال التليفزيون اليمني إن اتفاقا لوقف إطلاق النار بين الجانبين دخل حيز التنفيذ مساء الثلاثاء لإنهاء ثلاثة أيام من اشتباكات أدت إلى مقتل أكثر من 77 شخصا. ومن المقرر تنظيم احتجاج فيما استعدت المعارضة لاقامة جنازات لضحايا أعمال العنف التي اندلعت مؤخرا في صنعاء. وكان نائب الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي قد تفاوض بشأن الهدنة وتوسط فيها العديد من المبعوثين الاجانب من بينهم سفيرا الولاياتالمتحدة وبريطانيا في صنعاء. اتهمت منظمة «هيومان رايتس ووتش» الحقوقية ومقرها نيويورك امس الاربعاء قوات الامن باللجوء إلى القوة المفرطة بسبب إطلاق النار على محتجين في صنعاء في 18 سبتمبر الجاري يذكر ان أعمال العنف قد تصاعدت بعد أن علمت المعارضة يوم الاحد الماضي أن الرئيس اليمني رفض خطة لتسليم السلطة. واتهمت منظمة «هيومان رايتس ووتش» الحقوقية ومقرها نيويورك امس الاربعاء قوات الامن باللجوء إلى القوة المفرطة بسبب إطلاق النار على محتجين في صنعاء في 18 سبتمبر الجاري. ورفض اليمن اقتراحات للجنة حقوق الانسان التابعة للامم المتحدة بفتح مكتب لها في صنعاء. وقالت هيومان رايتش ووتش إن عمليات إطلاق النار تظهر الحاجة إلى هذا المكتب. وقضت العاصمة اليمنية ليلة هادئة نسبيا غير ان قوات الامن والجيش لا تزال منتشرة ولا سيما في الاحياء التي شهدت معارك بين القوات المتخاصمة، وفق شهود. وكان السكان يترددون قبل الظهر في الخروج الى الشوارع بسبب هشاشة وقف اطلاق النار ولا سيما بعدما تبادل طرفا النزاع بعد ظهر الثلاثاء الاتهامات بعدم احترامه، بحسب ما افاد صحافي في وكالة فرانس برس. ومن المقرر بحسب مصادر دبلوماسية ان يلتقي نائب الرئيس اليمني مبعوث الاممالمتحدة الى اليمن جمال بن عمر ووسيط دول الخليج في الازمة اليمنية امين عام مجلس التعاون الخليجي عبداللطيف الزياني الموجودين منذ الاثنين في صنعاء في محاولة لتسريع التوصل الى تسوية للازمة في اليمن. وخيم هدوء حذر على العاصمة اليمنية صنعاء بعد ثلاثة أيام من المواجهات المسلحة وسقوط عشرات القتلى ومئات الجرحى. توسط نائب الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادى ومبعوث الأممالمتحدة والأمين العام لمجلس التعاون، لفرض هدنة يتم بموجبها انسحاب قوات اللواء المنشق على محسن الأحمر (الأولى مدرع) المؤيد للثورة من جولة النصر (كنتاكي ), وإحلال بدلاً عنها قوات محايدة تابعة لجهاز الأمن السياسي, يأتي ذلك بالتزامن مع تشكيل لجنة تحقيق في قتل المحتجين, المعارضين لنظام صالح. واشنطن تدين أعمال العنف الأخيرة وأدانت الولاياتالمتحدة الثلاثاء أعمال العنف في اليمن أسفرت عن مقتل العشرات منذ مطلع الأسبوع الجاري داعية إلى التوصل إلى حل سياسي «لتفادي المزيد من إراقة الدماء». وقالت المتحدثة باسم الخارجية الأمريكية فيكتوريا نولاند في بيان: «لقد أدنا منذ فترة طويلة استخدام العنف خلال هذه الفترة من الاضطراب ونرفض أي أعمال من شأنها تقويض الجهود البناءة التي تبذل حاليا للتوصل إلى حل سياسي سلمي للأزمة الحالية في اليمن». وأضافت: «ندعو كل الأطراف إلى التحلي بضبط النفس والامتناع عن استخدام مزيد من العنف. كما ندعو إلى إجراء تحقيق سريع ونزيه في الأحداث التي أدت إلى أعمال العنف الأخيرة». وكانت واشنطن قد دعت الرئيس اليمني علي عبدالله صالح إلى التوقيع على المبادرة الخليجية التي يتنحى بموجبها. وفي صنعاء شيع الثوار عشرات القتلى الذين سقطوا خلال الثلاثة الأيام الماضية, في منطقة القاع (الأحد) وجولة كنتاكي (الاثنين والثلاثاء) في شارع الستين. بحسب مصدر طبي في المستشفى الميداني, بساحة التغيير في صنعاء, تحدث ل(اليوم), أن عددهم الضحايا تجاوز 80 قتيلاً خلال ثلاثة الأيام الماضية, ومئات الجرحى، العشرات منهم في حالة خطرة, تغص بهم أربعة مستشفيات في صنعاء.